تعرف بطولة افريقيا للاعبين المحليين بروز العديد من اللاعبين على غرار المدافع المميز زين الدين بلعيد الذي برز بشكل لافت وهو الامر الذي جعل بعض تقنيي الاندية الاوروبية يتابعونه عن قرب ويقررون التعاقد معه خلال فترة الانتقالات الشتوية إلا أن إدارة إتحاد العاصمة كان لها رأي آخر. نصب المدافع زين الدين بلعيد نفسه كأحد أبرز اكتشافات "الشان" بالنسبة للشارع الرياضي الجزائري خاصة أنه قبل البطولة لم يكن معروفا بالقدر الكافي لكن المشاركة في منافسة كبيرة مثل بطولة إفريقيا للاعبين المحليين جعلت الأعين تركز عليه كثيرا وتراقبه عن قرب خاصة من بعض الاندية الاوروبية. كانت 48 ساعة الماضية يمكن ان تكون مصيرية بالنسبة لمستقبل اللاعب الذين تلقى عرضين من فريقين فرنسيين الأول من لوهافر الناشط في الدرجة الثانية والآخر من فريق تولوز الناشط في "الليغ1" وبالنظر الى ضيق الوقت وعدم تواجد اللاعب مع الفريق أبت ادارة الاتحاد إلا ان لا تتسرع في قبول العرضين وأكدت لمبعوثا الفريقين أن بلعيد غير مرشح للمغادرة خلال فترة الانتقالات الشتوية. إدارة اتحاد العاصمة ترى أن استمرار اللاعب مع الفريق الى نهاية الموسم أمر في غاية الاهمية لعدة أسباب أهمها هو عدم وجود البديل القادر على تعويضه خاصة أن رحيله قبل يومين عن غلق سوق الانتقالات سيصعب كثيرا من مهمة الفريق في ايجاد اللاعب القادر على تعويضه والتعاقد معه. دور بلعيد في إتحاد العاصمة سيصبح كبيرا بعد تألقه في المنافسة القارية خاصة خلال مشاركة الفريق في دور المجموعات لكأس "الكاف" وهي المنافسة التي تراهن عليها إدارة اتحاد العاصمة كثيرا من أجل إعادة الفريق الى الساحة القارية بقوة وهذا من خلال المنافسة بقوة على اللقب. الاستثمار في الخبرة الكبيرة والثقة التي أصبح يتمتع بها اللاعب خلال الفترة المقبلة سيكون له أثر ايجابي على المستوى الفني لاتحاد العاصمة خاصة ان بلعيد أصبح يتمتع بثقة كبيرة في النفس وقادر على منح الاضافة للفريق في الفترة المقبلة التي ستكون مهمة ومصيرية في المشوار سواء على المستوى المحلي أو القاري. نادي لوهافر كان الاكثر إصرارا على التعاقد مع بلعيد حيث أرسل مبعوثا لمعاينة اللاعب خلال المباريات الاولى لبطولة افريقيا للاعبين المحليين حيث أرسل تقريرا ايجابيا عرض على الجهاز الفني للنادي الفرنسي الذي منح الضوء الاخضر للإدارة من أجل ضم اللاعب خلال "الميركاتو" الشتوي. قدمت إدارة لوهافر عرضها بصفة رسمية لإدارة اتحاد العاصمة التي رأت ان المقابل المالي ضعيف مقارنة بقدرات وإمكانيات اللاعب وهو ما جعل إدارة الفريق الفرنسي ترفع العرض المالي في الوقت الذي وصل فيه عرض نادي تولوز لإدارة الاتحاد من أجل ضم بلعيد. عرض تولوز لم يكن كبيرا من الناحية المالية ولكن ادارة النادي لم تتردد في ايجاد صيغة مالية توفيقية في حال وافقت إدارة اتحاد العاصمة على بيع اللاعب وهو ما جعل هذه الاخيرة تجتمع بالجهاز الفني لطرح الاشكال حول امكانية رحيل بلعيد من عدمها وهو ما جعل الجهاز الفني للفريق يطالب الادارة بالتريث. الاشكال الذي عرضه الجهاز الفني للاتحاد على الادارة هو وزن بلعيد في الفريق وصعوبة تعويضه في هذه الفترة الحساسة من الموسم حيث سيكون على الادارة ايجاد البديل في ظرف قياسي وقبل يومين عن غلق سوق الانتقالات وهو الامر الذي بدا صعبا وشبه مستحيل. قررت ادارة اتحاد العاصمة رفض العرضين وأكدت للفريقين الفرنسيين ان اللاعب سيكون متاحا لبيع عقده ومناقشة العروض الخاصة بهذا الأمر عقب نهاية الموسم حيث تريد إدارة الفريق الاستثمار في النجاح الكبير لبلعيد مع المنتخب الوطني للاعبين المحليين من أجل طلب مبلغ مالي أكبر مقابل بيعه. بعض المصادر أكدت أن إدارة الفريق لا تنوي بيع عقد بلعيد بأقل من 1.5 مليون أورو وهي قيمة ترى أنها مناسبة لمكانته الحالية كما ان امكانية تواجده في تربص المنتخب الوطني خلال مارس المقبل يبقى أمرا واردا وهو الأمر الذي سيرفع من القيمة المالية للاعب عند تلقيه عروضا للاحتراف بعد نهاية الموسم. التواجد مع المنتخب الاول سيكون له أثر ايجابي على مستقبل اللاعب الاحترافي خاصة ان العديد من المصادر أكدت اعجاب بلماضي بإمكانيات اللاعب التقنية والبدنية وذكائه الكبير على أرضية الميدان وهو الأمر الذي سيجعله يضع فيه الثقة خلال تربص المنتخب المقبل المرتقب في شهر مارس. رحيل بلعيد عن اتحاد العاصمة أضحى مسألة وقت فقط ويأمل بلعيد في الاحتراف الاوروبي لأنه يدرك انه سيساهم في الرفع من مستواه الفني ويجعله ينجح في تعزيز طموحاته بالتواجد مع المنتخب الاول على الدوام، وهو الأمر الذي سيكون في حال احترف بلعيد في فريق محترم في أوروبا. صغر سن اللاعب الذي لم يتجاوز 23 سنة أمر مهم في مسيرته الاحترافية حيث يمتلك الوقت الكافي من أجل الانتقال الى أحد الاندية التي تريده رغم أن اللعب في فرنسا يبقى أمرا جيدا بالنسبة له من أجل التطور والبروز كما أن البطولة الفرنسية ليست بقوة البطولات الاوروبية الأخرى وهو ما يسهل من مهمة اللاعب في ايجاد معالمه خلال تجربته الاحترافية الأولى خارج الوطن. يبقى الهدف الاول للاعب هو الفوز ببطولة إفريقيا للاعبين المحليين خاصة أن هذا الامر سيفتح أمامه باب الاحتراف على مصراعيه بعد نهاية الموسم.