خصّص نادي «سنابل الإبداع الأدبي» لدار الثقافة ببسكرة الطبعة الثالثة لسنابله لموضوع جديد في لغة الإبداع الشعري العربي والمتمثل في «الهايكو»، وذلك من خلال ملتقى امتد على مدار يومين بمشاركة مجموعة من مبدعي الهايكو وأكاديميين وشعراء. «أيام سنابل الإبداع» نظّمت تحت شعار «الهايكو..رحلة البحث عن الدهشة»، تضمّنت محاضرات أكاديمية ومداخلات حول تجربة الهايكو في الجزائر، وكذا قراءات شعرية وتنظيم ورشة تكوينية في كتابة الهايكو، من خلال استنباط الفكرة من لوحات تشكيلية. قدّمت الدكتورة سامية بن عسو من جامعة باتنة عرضا تناول الهايكو وفنيات كتابته، والخصوصيات التي يتميز بها هذا النوع من التعبير والإبداع الشعري الذي عرف في بادئ الأمر بالهايكو الياباني، قبل أن يمتد إشعاعه عبر مختلف ساحات الإبداع العالمية، ومارسه كثير من الشعراء الجزائريين، واعتبرت الأستاذة سامية بن عسو الهايكو مشهدي بامتياز يستنبط صورته الشعرية من صور ورسومات أو من خلال فصول السنة. من جهتها، تناولت الأستاذة آمال بولحمام خصائص وشروط الهايكو، وتجارب النشر الالكترونية لشعر الهايكو، وكذا مجموعة تجارب لأسماء لامعة من خلال كتب ودواوين عرضت عناوينها أمام الحضور، بينما قدم الشاعر رضا الديداني تجربته في الهايكو والنشر الالكتروني لهذا التعبير الفني، من خلال تجربة «نادي هايكو المغرب الكبير»، الذي يستقطب آلاف الأسماء من مختلف أقطار الوطن العربي، زيادة على نشر أعداد من دواوين الهايكو الكترونيا، كما قدّم الشاعر ابو بكر رواغة مسار تجربته في ترجمة قصائد الهايكو لأعضاء نادي هايكو المغرب الكبير إلى اللغة الانجليزية. الأيام الأدبية للهايكو كانت فرصة لتنظيم ورشة تكوين في كتابة الهايكو من خلال عرض لوحات تشكيلية متنوعة أمام المشاركين، من أحل ترجمتها إلى إبداعات هايكو، حيث تخلّل هذه التظاهرة قراءات لأسماء معروفة من شعراء هذا النوع الأدبي. وللتذكير، فإنّ الهايكو تعبير فنيّ يابانيّ، انتشر عبر العالم، وأصبح لكل لغة الهايكو الخاص بها، وقد أعطت اللغة العربية بثرائها اللغوي وتعابيرها الشعرية صفة عربية لهذا النوع من الإبداع، الذي انتشر في ربوع الوطن العربي منذ ستينيات القرن الماضي.