شهدت الصادرات الجزائرية من الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المميع ارتفاعا بنسبة 40٪، بحسب ما جاء في حصيلة وزارة الطاقة والمناجم لسنة 2020-2021، مدفوعا بالطلب القوي من زبائن أجانب. هذه النتائج الإيجابية جاءت نتيجة تشغيل حقل حاسي الرمل وإسهام الحقول الجديدة والتي دخلت حيز الخدمة في زيادة الإنتاج، لاسيما وأن الجزائر خلال العامين الأخيرين حققت اكتشافات مهمة في مجال الغاز الطبيعي، وساهم الطلب الأوروبي المتزايد على الغاز الجزائري في نمو حجم الصادرات مع الاضطرابات التي تشهدها أسواق الغاز بسبب الأوضاع الجيوسياسية غير المستقرة في المنطقة الأوروبية. كذلك، شهد نشاط تمييع الغاز، ارتفاعا بنسبة 15,2% في سنة 2021، مقارنة بسنة 2020. فقد بلغ حجم الغاز الطبيعي المعالج في وحدات التمييع حوالي 16.5 مليار متر مكعب في سنة 2021 (مقابل 14.3 مليار متر مكعب في سنة 2020)، وتسعى الجزائر الى زيادة قدراتها التصديرية فيما يخص الغاز المميع واستهداف أسواق جديدة خارج القارة الأوروبية والاستفادة من الأسعار المرتفعة الحالية في الأسواق الفورية للغاز. تصدير أكثر من 55 مليار متر مكعب من الغاز عرفت الصادرات الجزائرية من الغاز (غاز طبيعي وغاز مميع) ارتفاعا قدره 40٪ سنة 2021 ليصل الى 55 مليار متر مكعب، منها نسبة 71% تصدر عبر أنابيب الغاز، عبر خط ميد غاز الرابط بين الجزائر وإسبانيا والذي افتتح في 1 مارس 2011، وخط الأنابيب عبر المتوسط والذي يربط الجزائربإيطاليا مرورا بالجارة تونس. وتبقى بلدان المنطقة الأوروبية الزبائن الرئيسيين للجزائر بنسبة أزيد من 78%، حيث يوزع الباقي بين آسيا (12,5%) وإفريقيا (%4,5) وبلدان أمريكا (4,4%. الجزائر ثاني أكبر مصدر للغاز لأوروبا خلال سنة 2022 عززت الجزائر ريادتها باعتبارها ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي لأوروبا عبر الأنابيب متجاوزة روسيا بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وتظهر بيانات خريطة تدفقات الغاز اليومية (تقدمها مواقع متخصصة) عبر خطوط الأنابيب إلى داخل دول الاتحاد الأوروبي، تُظهر تصدُّر النرويج القائمة ب253 مليون متر مكعب يوميا، في حين جاءت الجزائر ب75 مليون متر مكعب في المرتبة الثانية، مع إمكانية أن يرتفع الرقم ليصل إلى 95 مليون متر مكعب، وتراجعت روسيا إلى المرتبة الثالثة بأقل من 39 مليون متر مكعب. ووقعت الجزائر وعدة دول أوروبية اتفاقيات لزيادة الاستثمار في مجال الغاز الطبيعيو لاسيما إيطاليا، حيث تم الكشف عن مشروع لإنجاز أنبوب جديد لنقل الطاقة يربط بين الجزائروإيطاليا، يتميز بقدرته على نقل الغاز والهيدروجين والأمونياك والكهرباء إلى إيطاليا، كنقطة ارتكاز لتسويق هذه المواد في أوروبا كلها، وأعلن عن هذا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني خلال زيارتها للجزائر في جانفي الماضي. وتعد الجزائر الممون الرئيسي لإيطاليا من الغاز بنسبة 40٪ من احتياجاتها، حيث رفعت الجزائر من إمداداتها من الغاز إلى روما إلى أكثر من 25 مليار متر مكعب مع نهاية سنة 2022.وتمتلك الجزائر 159 تريليون قدم مكعب من احتياطات الغاز الطبيعي القابلة للاستخراج في المرتبة 11 عالميا، وأعلنت شركة سوناطراك في وقت سابق عن تخصيصها ميزانية ضخمة بلغت 40 مليار دولار للسنوات الخمس القادمة للاكتشاف والتطوير بغية زيادة صادرات الجزائر من المحروقات بشكل عام. كما تمتلك الجزائر احتياطات ضخمة من الغاز الصخري وتأتي في المرتبة الثالثة عالميا بعد كل من الصين والأرجنتين ب707 تريليون قدم مكعب، واستغلال هذه الاحتياطات مستقبلا من شأنه أن يجعل الجزائر مركزا عالميا لإنتاج وتوزيع الطاقة، لاسيما وأنها قريبة من أوروبا أحد أكبر الأسواق استهلاكا للغاز في العالم بأكثر من 450 مليار متر مكعب سنويا. كما تعمل الجزائر، بالاتفاق مع نيجيريا، على تجسيد خط الغاز نيجيريا- الجزائر مرورا بالنيجر لتسويق الغاز النيجيري في أوروبا ومن شأن هذه المشاريع أن تجعل الجزائر أحد اللاعبين الرئيسيين في مجال الطاقة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.