يحتضن المسجد القطب، عبد الحميد ابن باديس بوهران، مند أمس الأول، وعلى مدار ثلاثة أيام، فعاليات المؤتمر السنوي حول موضوع «السلوك الحضاري.. وعي، فعل، تعايش» الذي ينظمه المجلس الإسلامي الأعلى تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، وبمشاركة ممثلين عن 40 دولة، جلهم من العلماء والخبراء والباحثين الأكاديمين، وقادة الرأي العام والمؤثرون ومسيرو المؤسسات والفاعلون في المجتمع المدني من أربعين بلدا. يفتح المؤتمر الدولي حول «السلوك الحضاري» من خلال المحاضرات المتعددة، الفرصة أمام المشاركين لمناقشة وتسليط الضوء على أهمية السلوك الحضاري في الفعل والقول وضرورة التخلق بالقيم الإسلامية الفاضلة، والتعامل مع الغير بالسماحة والرحمة، من أجل بناء حضاري قوي يرتكز على الإنسانية والقيم والتطوير والحداثة. وأشار رئيس اللجنة العلمية، أ.د عبد القادر بوعرفة، وعضو المجلس الأعلى في كلمته الافتتاحية إلى أن «الارتفاع إلى مقام الإنسانية والتحضر، يكون من خلال سلامة السلوك وتوافقه مع الأعراف والمواثيق المتعارف عليها دوليا» ، مضيفا أن الإنسان الشاهد الذي تحدث عنه القرآن الكريم هو من يرسخ القيم والمبادئ في الأعمال والسلوكيات وفي الأقوال أيضا، وشدّد المداخل على «ضرورة توافق الأفعال مع المبادئ والأخلاق والقيم، بحكم أن الدين هو المعاملة مع التأكيد على أهمية الانفتاح على الغير. وأشاد الدكتور إبراهيم علام مفتي الجمهورية بمصر، من جهته، بفكرة تنظيم هذا المؤتمر الدولي واستضافة الجزائر له، مؤكدا أنه بات من الضروري «تسليط الضوء على الأمة الإسلامية وعلى السلوك الحضاري الصحيح، بعيدا عن الذين يدعون للتعصب والعنف باسم الدين، هذا بحكم أن الإسلام دين الرحمة والمودة والسماحة» وتتواصل أشغال المؤتمر اليوم بسلسلة من المحاضرات الأكاديمية، تتناول عدة مواضيع منها «إنسانية الإنسان وسؤال القيم و»السلوك الحضاري مقابل السلوك الهمجي: محاولة التشخيص»، ثنائية السلوك الحضاري وعلاقته بالذوق الاسلامي»..