مازال مشكل قلة الماء الصالحة للشرب يشكّل هاجسا للمسؤولين على قطاع الموارد المائية بسيدي بلعباس، حيث ما زالت تعتمد على الكميات الضئيلة التي تضخّها السدود وعدد من الآبار وكانت قد سجّلت ارتفاعا نسبيا لمياه السدود الأربعة التي تموّل الولاية بفضل الأمطار والثلوج التي تساقطت مؤخرا على المنطقة، إلا أنها غير كافية للاستجابة للطلب. وحسب مسؤول القطاع، فإن كميات الأمطار والثلوج الأخيرة والتي بلغت كميتها 79 مم قد مكّنت من الرفع النسبي لمنسوب سد صارنو بسيدي بلعباس والذي تدعّم ب11 ألف متر مكعب ليصبح مخزونه مليون متر مكعب. هذا السد يمول بلديات سيدي حمادوش، زروالة وسيدي براهيم ووصل منسوب سد بوحنيفية بولاية معسكر الذي يمول بلديتي سفيزف ومصطفى بن براهيم، إلى 16 مليون متر مكعب بعد أن استقبل كمية 127 ألف متر مكعب. ووصل منسوب سد سيدي العبدلي بولاية تلمسان إلى مليون متر مكعب بعد أن تدعم ب78 ألف متر مكعب، هذا السد يمول مدينة سيدي بلعباس و17 منطقة بها، بينما ارتفع منسوب سد الشرفة دائرة سيق إلى 9 ملايين متر مكعب بعد أن تحصل على 253 ألف متر مكعب من مياه الأمطار، هذا الأخير يمول بلدية بوجبهة البرج وقرية وادي المبطوح النابعة لها وبلدية عين آدن. واعتبر ذات المصدر، أن معدل امتلاء السدود ما زال دون المستوى والكميات المخزنة بها تعدّ بغير الكافية لتمويل بالمياه الصالحة للشرب سكان ولاية سيدي بلعباس ولأجل تدارك العجز، فقد أصبحت مصالح الموارد المائية تعتمد على المياه الجوفية، حيث وضعت حيز الخدمة 14 بئرا عميقة وتنتظر انتهاء أشغال 6 آبار أخرى لتمويل مناطق من الولاية من جهتها، باشرت وحدة الجزائرية للمياه بسيدي بلعباس حملة تحسيس وتوعية لحثّ المواطنين على الاستهلاك العقلاني للمياه الصالحة للشرب ومنع تسربها في الطبيعة. وقد جنّدت الوحدة إطاراتها بالتنسيق مع منظمة حماية المستهلك والكشافة الإسلامية الجزائرية ومديرية التربية وكذا مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، لأجل إعطاء دروس للتلاميذ والمصلين حول كيفية الحفاظ على المورد الحيوي من الضياع والتبليغ عن التسربات المائية في الأحياء. وفي هذا الشأن تمكّنت المصالح التقنية لوحدة الجزائرية للمياه من إصلاح في ظرف أسبوع واحد، 117 تسرب مائي عبر الأحياء، كما تدخلت لمنع 520 ربط عشوائي بشبكة الماء الصالحة للشرب، ما أسفر عن إحالة 29 شخصا على العدالة، بينما فضّل 491 مواطن تسوية الوضع بطريقة ودية وتواصل وحدة الجزائرية للمياه حملتها ضد تبذير الماء الصالحة للشرب حفاظا منها على المورد الحيوي.