تملك ولاية ڤالمة مؤهلات سياحية كبيرة جذبت ألاف السياح لاكتشافها ، حيث تعتبر المدينة منطقة إستراتيجية بوجودها على ضفاف نهر ومن بين أهم المناطق السياحية بئر بن عصمان المتواجد بمنطقة السنقط وهو عبارة عن بئر باطني غامض يحمل الكثير من الأسرار فالفضول والاهتمام به جعله أسطورة بالمدينة حيث أصبح مركزا لاستقطاب آلاف السياح القادمين من مختلف دول العالم خلال السنوات الأخيرة ومركزا للبعثات الاستكشافية العالمية.البحيرة الجوفية من بئر بن عصمان تبعد بنحو 4 كلم عن حمام دباغ وهي منطقة تشتهر بينابيعها الساخنة والشلالات التي تتواجد في المحور الجنوبي الموصل إلى الطريق الوطني رقم 20 الرابط بين ڤالمة وقسنطينة ، ويعتقد أنها نشأت في صيف 1878 بفعل عوامل جيولوجية تكونت مساحات فارغة تحت سطح الأرض وتسربت إليها المياه. بئر بن عصمان بحيرة محاطة بالغموض والأسرار المدفونة تحت الأرض وتتميز البحيرة بكونها تقع في مغارة صخرية تحت الأرض بقطر 30 مترا ويظهر منها فتحة صغيرة من مدخل الكهف للهبوط عبر مدرجات كما يسودها الظلام ، وقد نسجت الكثير من الحكايات حولها وأصبحت أسطورة بالمدينة حيث ذهب البعض للقول بوجود كائنات متوحشة غير أن الغطاس محمد حنافي من مدينة ڤالمة الذي مارس هواية الغطس رفقة أبنائه حكيم عادل و كريم والذي يعتبر أول فريق استكشاف كسر تلك الأسطورة والحكايات الشعبية حيث خاطر بحياته سنة 1998 وقام برحلة استكشافية لقياس عمق البحيرة واكتشاف ما تحتويه من أسرار ، كما شاركه أولاده في البحث بقيامهم بتصوير شريط فيديو حول البحيرة، وقد تمكنوا من التوصل آنذاك إلى أن الكهف يأخذ شكل الرقم 8 وهو عبارة عن جزئين متشابهين . وفي إطار الرحلة الاستكشافية التي قام بها الغواصون سنة 2011 والتي تكونت من عدة فرق وغواصين جزائريين وأجانب منهم التابع لنادي « هيبون » بعنابة والطاقم التونسي لنادي الرياضة زغوة بتونس وفريق من ولاية بجاية التابع لنادي الكشف الباطني والتسلق والمتكون من 10 غواصين بقيادة البطل العالمي باسكال بيرني البالغ من العمر 46 سنة من كبار غواصي الإنقاذ في العالم ، حيث قام الطاقم المتكون من البطل العالمي والمصور التونسي سليم بكار وفريق نادي هيبون بالغطس لمدة 15 دقيقة وتمكنوا خلالها من التقدم لمسافة تقارب 120 متر في نفق جديد داخل البحيرة، إلا أنهم توقفوا بسبب نقص الرؤية. وخلال رحلتهم الاستكشافية تم العثورعلى مصباح زيتي في عمق البحيرة ، بالإضافة للعثور على زورق مكتوب عليه اسم جورجات ريني ومن الجهة اليمنى « بون » الاسم القديم لمدينة عنابة . وحسب المعلومات المقدمة من طرف المشاركين في الحملة فإن المغارة تتشكل من قاعتين كبيرتين ومساحتها تتعدى 2,500 متر مربع، ومن خلالها نجح الغواصون والباحثون في تحديد عمليتهم التي كانت تهدف إلى انجاز خارطة دقيقة للبحيرة وتحديد معالمها ووضع خارطة للمواقع الأثرية ذات البعد العالمي وهي نفس النتائج التي توصل إليها الغطاس الهاوي محمد حنفي رفقة أولاده قبل 12 سنة.