الرئيس تبون كرس 27 ماي يوما وطنيا للكشافة تحيي الجزائر، اليوم السبت، تحت شعار «الكشاف وطنية، نضال وتواصل أجيال»، اليوم الوطني للكشافة الإسلامية المصادف ل27 مايو من كل سنة والمخلد للذكرى 82 لإعدام الشهيد محمد بوراس، مؤسس الحركة الكشفية الجزائرية التي تعتبر مدرسة للوطنية يعول عليها كثيرا في ترسيخ قيم ومبادئ الأخوة وحب الوطن وحمايته. بالمناسبة، ستنظم عدة مهرجانات ونشاطات تاريخية وثقافية عبر كامل التراب الوطني، من بينها تظاهرة شبانية ضخمة ستحتضنها رسميا قاعة حرشة حسان بالجزائر العاصمة، بمبادرة من وزارة المجاهدين وذوي الحقوق والكشافة الإسلامية الجزائرية وبحضور 5000 كشاف من مختلف ولايات الوطن. وبرمج المنظمون خلال التظاهرة، تكريما رمزيا خاصا لأربعة عمداء مجاهدين من الكشافة الإسلامية الجزائرية وهم: محمد خميستي وعمر نحال ومحمد بن صدوق ومعيلبي موسى بن عمر. ويتضمن برنامج إحياء اليوم الوطني للكشافة الإسلامية، الذي تم ضبطه بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لإحياء الأيام والأعياد الوطنية، تنظيم تظاهرة شبانية كبرى، بالتنسيق مع ديوان رياض الفتح ولقاءات جوارية للكشافة الإسلامية بمنتزه الصابلات بالواجهة البحرية بحسين داي، الذي يعرف حضورا مكثفا للمواطنين مع نهاية الأسبوع. كما ستشهد كل ولايات الوطن وقفات للترحم على مؤسس الحركة الكشفية في الجزائر ومن خلاله على أرواح كل الشهداء، على أن يحتضن مقر وزارة المجاهدين، اليوم السبت، لقاء يضم قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية الذين أخذوا على عاتقهم مهمة تلقين مبادئ حب الوطن والتضحية من أجله لمختلف فئات المجتمع الجزائري إبان الثورة التحريرية المجيدة. وبالنظر إلى الأدوار المحورية التي قامت بها هذه المنظمة الكشفية، قبيل وإبان الثورة التحريرية، وما تقوم به حاليا في مجال ترسيخ أواصر الأخوة وحب الوطن والوفاء لرسالة الشهداء، كان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد كرس سنة 2021 يوم 27 ماي (تاريخ إعدام الشهيد محمد بوراس) يوما وطنيا للكشافة الإسلامية، وذلك تخليدا للملاحم ومحافظة على الذاكرة الوطنية وتعزيزا للتضامن الوطني وتعبيرا على إرادة الدولة في تطوير الحركة التربوية التطوعية التي تغرس روح العطاء والقيادة. واعتبرت الكشافة الإسلامية الجزائرية هذا التكريس تعزيزا لمكانة المنظمة الكشفية وتقديرا لمدرسة الشهيد بوراس الرامية إلى إعداد وتربية النشء وكذا تشجيعا لمسيرة هذه المنظمة الكشفية. كانت الكشافة الإسلامية الجزائرية في الطليعة خلال كل مسارات الثورة التحريرية، خاصة من خلال القيام بالعمل التحسيسي لدى مختلف فئات المجتمع الجزائري آنذاك، حيث كانت بمثابة الشعلة الأولى لاندلاع الثورة لما قدمته من خيرة أبنائها دفاعا عن الجزائر واستقلالها، مستلهمة من نضال المؤسس الشهيد محمد بوراس، الذي ولد بمدينة مليانة يوم 26 فيفري 1908. أسس محمد بوراس فوج «الفلاح» بالقصبة وقد دعا من خلاله جميع الأفواج الكشفية المستقلة على مستوى الوطن، إلى الاتحاد وتشكيل تنظيم وطني موحد، وقد لبت مجمل الأفواج الكشفية نداءه في يوليو 1939 بالحراش أين تم تأسيس الكشافة الإسلامية الجزائرية كمنظمة وطنية وانتخب المؤتمرون محمد بوراس رئيسا لها. وفي يوم 14 ماي 1941 صدر في حقه حكم بالإعدام، تم تنفيذه فجر يوم 27 ماي 1941 رميا بالرصاص في الميدان العسكري بالخروبة من طرف قوات الاستعمار الفرنسي، لتنتفض بعد استشهاده همم رجال أنبتهم على مبدإ التضحية بالنفس في سبيل الوطن واستودعهم أمانة الجزائر بشعار «كن مستعدا».