استحضرت جمعية مشعل الشهيد نضال الحركة الكشفية الجزائرية من الحركة الوطنية إلى الثورة التحريرية، وذلك بمناسبة إحياء اليوم الوطني للكشاف، الذي يصادف ذكرى إعدام الشهيد محمد بوراس مؤسس الكشافة الإسلامية، التي ساهمت، بشكل كبير، في تكوين عدد كبير من قادة ومسيّري الثورة التحريرية، وقدّمت قوافل من الشهداء الصغار منهم والكبار وحتى النساء، ممن تشبّعوا بقيم ومبادئ الكشافة، ليقرروا الانخراط في الصفوف الأمامية للثورة، ورفع الراية الوطنية عاليا، فكانت البداية بمحمد بوراس، وبعده سعال بوزيد، ومن ثم العربي بن مهيدي وحسيبة بن بوعلي. وخصصت جمعية مشعل الشهيد منتدى الذاكرة الذي نُظم أمس بمقر جريدة “المجاهد”، لإحياء اليوم الوطني للكشاف؛ حيث كرّمت اثنين من رواد الكشافة الإسلامية الجزائرية من رعيلي جيل الثورة والاستقلال، وخص التكريم الكشاف الساسي عبد الحليم قائد فوج الفلاح، إلى جانب المجاهد الكبير رضا بسطنجي، الذي خصّه بتكريم خاص نظير المجهودات التي قدّمها، ولازالت هذه المنظمة تحفظ له الكثير من الأعمال والبطولات خلال الثورة وحتى خلال الاستقلال؛ إذ لايزال يهتم بالقسم الوطني للرواد العمداء الكشفيين. وقد تداول على منصة التكريم عدد من رفقاء المجاهد رضا بسطنجي، الذين قدّموا شهاداتهم في هذا القائد، الذي ظل ينشط دون انقطاع منذ انخراطه في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية.. وأمام كل الحضور وبتواضع كبير، قال السيد بسطنجي إنه "وُلد كشافا، وكان ولايزال كذلك، لكنه لا يريد أن يكون مكشوفا.."، مضيفا أن كل ما قدّمه كان من أجل الجزائر وشعبها، الذي قال عنه إنه كريم ويستحق الاحترام والتقدير. من جانبه، تطرق القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية السيد نور الدين بن براهم، للإسهامات التي قدمتها الكشافة الإسلامية الجزائرية منذ تأسيسها على يد الشهيد محمد بوراس، الذي حلم بتأسيس وتعميم الحركة الكشفية عبر كامل التراب الوطني، فكان له ذلك حتى بعد استشهاده الذي أشعل في نفوس الجزائريين الروح الكشفية وعمّق في نفوس الكشفيين روح الوفاء بالنهج، ليلتحق آلاف الجزائريين بأفواج الكشافة، التي قدمت قادة عظاما أمثال آيت أحمد الحسين، باجي مختار، العربي بن مهيدي، ذبيح شريف، ديدوش مراد... وأشار السيد بن براهم إلى الدور الذي لعبه مؤسس هذه الحركة محمد بوارس، في تحسيس وتوعية الشباب الجزائريين بقضيتهم الوطنية والدفاع عن هويتهم الأصيلة، مستعرضا المكانة التي كان يحظى بها هذا الرجل، الذي بدأ نشاطه ضمن نادي الترقّي، الذي تأسس عام 1927 من طرف أعيان الجزائر العاصمة، لجمع النخبة من الجزائريين آنذاك للحفاظ على الهوية الوطنية بكل أبعادها.. قبل أن يُعدم الشهيد محمد بوراس من طرف السلطات الاستعمارية في 27 ماي 1941 رميا بالرصاص رفقة الشهيد محمد بوشوارب المؤسس الحقيقي لهذه الحركة، التي كانت تحمل اسم الفيدرالية الوطنية للكشافة آنذاك، والتي كان من بين أهدافها العمل على تحسيس الجزائريين بضرورة مكافحة الاستعمار واسترجاع السيادة الوطنية وتحقيق الاستقلال وتربية النشء على حب الوطن وفق مبادئ الدين الإسلامي. ولاتزال أمام هذه المنظمة الكشفية مهام كبيرة وطريق طويل في سبيل العمل والمساهمة على إصلاح المجتمع وتربية الأجيال، ولهم أن يستلهموا من جيل نوفمبر وقدماء الحركة الكشفية، يقول بن براهم، مذكرا بالدور الكبير الذي تقوم به حاليا هذه الهيئة في مختلف النشاطات التحسيسية والتوعوية في مجال مكافحة مختلف الآفات الاجتماعية، والعمل الجواري والخرجات الميدانية وقوافل تحسيسية عبر مختلف ولايات الوطن، بالإضافة إلى زرع الأمل في روح الشباب بإشراكهم في العمل التطوعي.