أكد سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أن الاحتفاء باليوم الوطني للكتاب والمكتبة، الذي احتضنته بلدية بني حواء بالشلف، "هو خير دليل على مساعي المحافظة لتوسيع المقروئية والنشر باللغة الأمازيغية". وثمّن عصاد الشراكة مع وزارة الثقافة لطبع الأعمال المتوجة بجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية طوال دوراتها السابقة، وكذلك مع وزارة المجاهدين من خلال طبع الأعمال الترجمية المتعلقة بشهادات مجاهدين إبان الحقبة الاستعمارية. احتفاءً باليوم الوطني للكتاب والمكتبة، سطرت المحافظة السامية للأمازيغية برنامجا ثريا ببني حواء، بولاية الشلف. ومن نشاطات هذه التظاهرة التي افتتحت الأربعاء وتواصلت إلى الخميس، ندوة علمية عنوانها "اللغة الأمازيغية ومتغيراتها اللسانية كمحرك للتلاحم الاجتماعي والتنمية المستدامة"، وأخرى تحت عنوان "الكتاب الأمازيغي في الجزائر... واقع النشر وآفاق المقروئية". وفي كلمته الافتتاحية، قال سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، إن الاحتفال باليوم الوطني للكتاب والمكتبة المصادف ليوم 7 جوان من كل سنة، والذي جاء بقرار سديد من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تكريس لمكانة المعرفة والثقافة في الفضاء العمومي واستحضار لذكرى الفعل المشين للمنظمة العسكرية السريّة لجيش الاستعمار الفرنسي سنة 1962، بحرق المكتبة الجامعية وما تحويه من مؤلفات ثقافية وعلمية فاق عددها 500 ألف كتاب ومخطوط، وهي بالتالي "جريمة دولة تضاف إلى أبشع الجرائم للاستعمار الفرنسي في الجزائر". وكشف عصاد عن شروع هيئته، ابتداءً من هذه السنة، في عملية نسخ الرصيد المغاربي للمكتبة الوطنية الجزائرية ومكتبات أخرى، في إطار الشراكة والتعاون مع قطاع الثقافة والفنون والتعليم العالي والبحث العلمي، دون إغفال أهمية استقطاب سلسلة من هبات كتب من شخصيات وطنية وقامات فكرية عالية المستوى والمردود المعرفي، وأضاف أن المحافظة السامية للأمازيغية تسجل في الآونة الأخيرة "تألقا ملفتا للكتاب المدون باللغة الأمازيغية، فهو يتواجد على رفوف المكتبات في العديد من الولايات"، كما لاحظ أن عددا جد معتبر من الباحثين الشباب يقتحمون بقوة التأليف بالأمازيغية في ميادين معرفية متنوعة. كما أكد بأن المقروئية بالأمازيغية في تحسن مستمر رغم بعض العوائق كسوء التوزيع وقلة الإشهار، وغياب جرائد رصينة مختصة في المجال الثقافي، وكل هذه العراقيل، حسبه، جعلت من الكتاب باللغة الأمازيغية غائبا في الكثير من الفضاءات والمواعيد، "لذلك تعمل هيئتنا باعتبارها (أكبر دار نشر في الجزائر) في مجال نشر الكتاب الأمازيغي على تعزيز وجوده في مختلف الفضاءات الثقافية المهتمة بالكتاب والنشر". وأوضح عصاد بأن المغزى المنشود من خلال كل هذا المجهودات المبذولة، هو "تحقيق معايير دعم النشر باللغة الأمازيغية والاندماج في سياق بناء سوقٍ للكتاب الوطني، سواء بالبيع الكلاسيكي المباشر أو بالبيع الإلكتروني عبر المنصات الرقمية والتوصيل، وبالتالي إعادة ترتيبه ضمن سلّم الأولويات والتركيز على جودة الأعمال من خلال برنامج النشر والنشر المشترك المتنوع في شتى ميادين المعرفة العلمية والأدبية، لاسيما الجوانب ذات صلة باللسانيات، التراث اللامادي، الترجمات في مختلف العلوم والمعارف". وثمّن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية خطوة الشراكة القائمة مع وزارة الثقافة والفنون، من خلال التكفل بطبع الأعمال المتوجة بجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية طوال دوراتها الثلاث السابقة، وكذلك مع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق من خلال طبع الأعمال الترجمية المتعلقة بشهادات مجاهدين إبان الحقبة الاستعمارية في إطار ستينية الاستقلال واستعادة السيادة الوطنية.