أكّد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، أمس، وجود إرادة سياسية قوية لترسيم «يناير» عيدا، مشيرا ل»المساء» إلى اقتراح تعديل القانون المحدّد لرزنامة الأعياد الوطنية، لإدراج 12 جانفي من كل سنة عيدا وطنيا يحتفل به كبداية للسنة الأمازيغية، موضّحا أنّه كان لابدّ من العمل بروية وجدية وتهيئة جميع الأمور المرتبطة به الخطوة، بما فيها تعميمها اجتماعيا لفائدة كل الجزائريين. وعن سؤال حول التأخر في اقتراح ترسيم «يناير» عيدا وطنيا من منطلق كونه مطلبا رفعته الحركة الأمازيغية منذ سنوات، رد سي الهاشمي قائلا ل»المساء» إنّ المحافظة السامية للأمازيغية سعت منذ 1999 إلى تحقيق هذا المطلب ولكن بصفة مدروسة وبروية، وقال «هذا الاقتراح هو ثمار مسار بدأناه منذ 1999، ونعمل على تحقيقه في أطر واضحة»، مؤكّدا لمسه لإرادة سياسية في تكريس هذا المسعى، وما الانتقال من احتفالات بسيطة في الأماكن العمومية بيناير قصد إعادة الاعتبار لثمازيغث ببعديها الحضاري والتاريخي، إلى الاحتفاء بها بإشعاع وطني وبإشراك جميع القطاعات ناهيك عن دسترتها إلاّ مؤشرات إيجابية لا بدّ من تثمينها. علاقة تكاملية مع الأكاديمية وفي شأن متّصل بتأخّر الإعلان عن أكاديمية اللغة الأمازيغية التي استحدثها دستور 2016، أكّد السيد سي الهاشمي عصاد ل»المساء» خلال الندوة الصحفية التي عقدها، أمس، بالمركز الدولي للصحافة، تنصيب لجنة قدّمت مقترحاتها أواخر السنة الماضية، وضمنها قدّمت المحافظة السامية للأمازيغية عددا من المقترحات التي تحدّد العلاقة بين المحافظة والأكاديمية، مشيرا إلى أنّ التصوّر الأولي هو أن تكون العلاقة تكاملية محدّدة الأولويات والمهام، مشدّدا على أنّ الجزائر تتوفّر على كفاءات أكاديمية بمستوى عال بإمكانها أن تقدّم إضافات كبيرة لمسار ترقية وتطوير ثمازيغث. وعلى الصعيد نفسه، أوضح السيد سي الهاشمي أنّ عمل الأكاديمية لن ينطلق من فراغ، ولكن سيكون مبنيا على عدد معتبر من المكتسبات والأرضيات التي وضعتها المحافظة السامية للأمازيغية منذ نشأتها، مضيفا أنّ المهم هو أن نحافظ على ما تمّ تحقيقه وأن تكون جميع الأطراف العاملة على ترقية ثمازيغث في المستوى المرجو بعيدا عن الأفكار الإقصائية وفي مستوى التحديات. يناير رصيد مشترك لكلّ الجزائريين الندوة الصحفية خصّصت للحديث عن حصيلة المحافظة لسنة 2016 وأهداف 2017، وكذا عن احتفالات يناير 2967 التي سترفع شعار «يناير رصيد مشترك لكلّ الجزائريين»، وتأتي -حسب السيد عصاد - بميزة كونه أوّل احتفال بعد دسترة ثمازيغث، مشيرا إلى أنّ سنة 2017 ستكون ثرية و»مميزة» بمشاريعها التي تضع ترقية الأمازيغية في صلب عملها. 2017 ستحمل للمحافظة السامية للأمازيغية الكثير من المحطات، حيث أوضح منشّط الندوة الصحفية أنّه علاوة على مواصلة العمل في مجال ترقية ثمازيغث، على غرار التوقيع على عدد من الاتفاقيات مع بعض القطاعات كبريد الجزائر، يتمّ بموجبها استعمال الأمازيغية في هذه المؤسسة وإصدار طوابع بريدية بها، وأوّل طابع سيصدر في هذا الإطار سيخصّص للأديب والمفكّر مولود معمري في مئوية ميلاده. وفي هذا السياق، أشار السيد عصاد إلى إفراد سنة 2017 للاحتفاء بهذه القامة الإبداعية أدبا وفكرا، حيث شكّلت لجنة علمية لمتابعة وضع البرنامج الخاص بمئوية ميلاد معمري عبر 10 محاور أساسية تشمل ملتقى دوليا، مهرجانا للشعر الأمازيغي، برنامج إعادة نشر أعمال معمري وبرنامجا آخر لترجمة أعماله، فضلا عن إشراك معاهد تدريس تخصّص لغة وثقافة أمازيغية في البرنامج، وأيضا إهداء دورة 2017 من مهرجان أهليل بتيميمون لروح الأديب المحتفى به. تدشين مركز وطني للبحث فيفري القادم وإلى جانب توسيع اتفاقية الشراكة مع الجامعات لتكوين علاقة قوية مع المحيط الجامعي، خاصة بجامعات «العقيد أكلي محند أولحاج» بالبويرة، «عبد الرحمان ميرة» ببجاية، «مولود معمري» بتيزي وزو و»الحاج لخضر» بباتنة، حيث معاهد تدرّس الأمازيغية، في انتظار فتح معهد بالجنوب، أشار السيد عصاد إلى تدشين أوّل مركز وطني للبحث في اللغة والثقافة الأمازيغية، الذي ستحتضنه جامعة «عبد الرحمان ميرة» ببجاية، وأوكلت مهمة الإشراف عليه إلى وزارة التعليم العالي، ويضمّ مجموعة من الباحثين والكفاءات الأكاديمية التي سيكون عليها التصدي إلى مجموع الإشكالات المتعلّقة بالفضاء اللغوي والثقافي الأمازيغي في شكل فرق بحث، ومن المرتقب صدور نص إنشائه قبل فيفري 2017، حيث اقترح تاريخ 6 فيفري لتدشينه في الذكرى الأولى لدسترة الأمازيغية. وضمن مساعي معرفة التاريخ القديم، أوضح السيد عصاد أنّ المحافظة ستواصل تنظيم ملتقيات أكاديمية، تضاف إلى الملتقيات التي عكفت على تنظيمها كاليوم الدراسي حول «تثمين وتصنيف التراث غير المادي» بوهران، الملتقى المخصّص للملك النوميدي ماسينيسا بالخروب، وكذا الملتقى الدولي حول «يوغرطا في مواجهة روما» بعنابة وغيرها من المواعيد العلمية. وبخصوص مجال النشر الذي خاضته المحافظة السامية للأمازيغية وفق صيغة النشر المشترك وأصدرت على ضوئه 35 عنوانا، أوضح منشّط الندوة الصحفية أنّ هيئته ستواصل العمل وفق نفس الصيغة تلبية لطلبات الكتاب والأدباء بعد أن أصبحت الكتب بالأمازيغية تزيّن رفوف المكتبات وأجنحة المعارض، مؤكّدا على ضرورة تكثيف الجهود في مجال الترجمة، حيث توقّف عند النصوص الرسمية التي ترجمتها المحافظة على شاكلة دستور 2016، ومعاني القرآن وغيرها، مشيرا إلى تشكيل خلايا ترجمة على مستوى المحافظة، ومرافقة ما تمّ تحقيقه في الميدان، وقال «سنعمل على اقتراح وضع مترجم فوري على مستوى المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة لترجمة مختلف المداخلات». «أمازيغية المحيط» لمعالجة الاختلالات وعن تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس، أوضح السيد عصاد مواصلة العمل مع وزارة التربية الوطنية لتجسيد برنامج التعميم التدريجي للغة الأمازيغية فبعد أن وصلت إلى 38 ولاية ببعض البلديات مع تحقيق 750 منصبا ماليا مخصّصا للغة الأمازيغية، سيتم العمل ليمس التدريس باقي الولايات وتعميمها وطنيا على ضوء مخطّط التعميم الذي يمتد لسنتين، مؤكدا على ضرورة تشخيص «اللاانسجام» الموجود في عملية تعميم تدريس الأمازيغية، وبذل مجهود أكبر لترسيخ الأمازيغية في الطور الابتدائي. وبعد أن أكّد أنّ تطوّر ثمازيغث بات أكثر وضوحا وترسيخا في جميع مؤسسات الدولة، استعرض الأمين العام للمحافظة أهم الاتفاقية التي تمّ توقيعها في مجال التكوين وشملت وزارات الاتصال، الشؤون الدينية والأوقاف، التربية، العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، وكذا وزارتي العدل والمجاهدين، فضلا على توجيه الجهود نحو فكرة «أمازيغية المحيط» واتّخاذ بجاية ولاية نموذجية في مسعى معالجة عدد من الاختلالات المسجلة. «صحوة هوياتية» عبر الوطن وعند حديثه عن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2967، أكّد السيد عصاد على إشراك المجتمع المدني والحركة الجمعوية الأمازيغية في إحياء «يناير»، علاوة على تجنيد مختلف القطاعات الوزارية على غرار الثقافة، التربية الوطنية، الشباب والرياضة وأيضا الداخلية والجماعات المحلية، معتبرا هذه الخطوة «صحوة هوياتية» عبر الوطن، حيث ستكون المحافظة متواجدة في كلّ الولايات سواء بشكل مباشر أو من خلال الجمعيات الثقافية الأمازيغية التي تنشط في الميدان (914 جمعية حسب الإحصائيات المقدّمة). ما يميّز يناير 2967، هو فتح مختلف وحدات الحماية المدنية على المستوى الوطني لهذه التظاهرة، حيث ستحتضنها وحدة التدريب بالدار البيضاء، وسيكون الاحتفال مع «ملائكة الأرض» على حدّ تعبير عصاد، الذي أشار إلى إعطاء إشارة انطلاق قوافل ثقافية نحو تلمسان، ورقلة، بحاية، باتنة، سطيف وتيسمسيلت وكذا تقرت، وتضمّ عدة عروض موسيقية، ندوات، معارض وصالون صغير للكتاب.