تسعى المحافظة السامية للأمازيغية لنشر جملة من الإصدارات باللغة الأمازيغية عشية الصالون الدولي للكتاب المزمع تنظيمه في نوفمبر المقبل، بهدف العمل على إبراز الكتاب الأمازيغي والترويج له، حسبما أعلن عنه ببوسمغون (البيّض) الأمين العام للمحافظة عصاد سي الهاشمي. وأوضح عصاد خلال زيارة قادته رفقة فريق من طلبة جامعة مولود معمري (تيزي وزو) وعدد من الأكاديميين والباحثين لقصري عسلة (النعامة) وبوسمغون (البيّض)، أن "الأولوية ستمنح للأكاديميين والباحثين الجامعيين المهتمين بالثقافة الأمازيغية". وكشف في هذا الصدد عن أن المحافظة السامية للأمازيغية تحصي 24 شهادة دكتوراه بالجامعة الجزائرية خاصة باللغة الأمازيغية ستتكفل المحافظة السامية للأمازيغية بالتنسيق مع ديوان المطبوعات الجامعية بطبعها ونشرها وتوزيعها في إطار مختلف اتفاقيات الشراكة التي تجمعها مع عدد من الجامعات الوطنية. وفي سياق متصل، أطلقت المحافظة مبادرة لاستقبال مختلف المشاريع الثقافية المتعلقة بالثقافة الأمازيغية من كتب وروايات وعديد الإسهامات الأدبية إضافة إلى الأعمال الخاصة بالوسائط السمعية البصرية، حيث خصصت ركنا خاصا باستقبال هذه المشاريع على موقعها الالكتروني وستسند عملية تقييمها للجنة القراءة والمتابعة للنظر فيها والعمل على نشر الأعمال الجيدة، وفقا لما أفاد به عصاد. وتعمل المحافظة السامية للأمازيغية على كسب رهان توسيع دائرة المقروئية بالأمازيغية، حيث تأخذ على عاتقها من خلال ترجمة 5 أعمال روائية لأدباء جزائريين إلى اللغة الأمازيغية إضافة إلى السعي إلى تخطي عتبة تدريس اللغة الأمازيغية على مستوى 11 ولاية فقط على المستوى الوطني من خلال السعي على أن تشمل العملية ولايات أخرى مستقبلا. كما ثمن المتحدث ذاته مساعي وزارة الاتصال من خلال إدراج حصص ناطقة باللغة الأمازيغية على مستوى 24 محطة إذاعية جهوية، معربا عن أمله في توسيع العملية إلى محطات إذاعية أخرى ضمن الرهانات نفسها الهادفة إلى ترقية اللغة الأمازيغية. وبلغ عدد إصدارات المحافظة السامية للأمازيغية 203 كتاب من بينها 7 قواميس أمازيغية إضافة إلى أعمال روائية وأدبية، فيما تتعرض أخرى منها للجانب التاريخي والبعد التراثي المرتبط بالهوية الأمازيغية، كما أشير إليه. هذا، وقد عرفت زيارة البحث التي قادت وفد من المحافظة السامية للأمازيغية رفقة عدد من طلبة جامعة مولود معمري (تيزي وزو) وعدد من الأساتذة الأكاديميين عدة أنشطة عمل استطاع من خلالها الوفد اكتشاف الخصوصيات المعمارية الخاصة بقصر بوسمغون، الذي يعود تاريخ نشأته إلى 17 قرنا خلت وقصر عسلة (ولاية النعامة)، الذي يعود إلى سنة 1220، حسب عديد الروايات المتداولة. كما سمحت أيضا الزيارة باكتشاف المتغير اللغوي الأمازيغي الخاص بهذه المناطق، الذي يعد محور بحث من طرف القائمين على المحافظة السامية للأمازيغية. وتم على هامش النشاط الميداني عرض فيلم وثائقي بعنوان "فليعش إبن الأمازيغ" لصاحبه المخرج سي الهاشمي عصاد، الذي سلط الضوء على شخصية المجاهد الراحل محمد إيدير آيت عمران، الذي تعرض إلى مسيرة حياته وإسهاماته الواسعة في الحركة الوطنية بدءا من صفوف الكشافة الجزائرية الإسلامية وصولا إلى نضاله بحزب الشعب الجزائري وكفاحه إبان الثورة التحريرية المظفرة وصولا إلى مسيرته النضالية في مجال ترقية اللغة الأمازيغية الذي كان له الفضل في ترأس المحافظة السامية للأمازيغية سنة تأسيسها سنة 1995.