بطولات زبانة ورفقاءه ستبقى راسخة في وجدان أبناء الشعب أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، حرص الدولة الجزائرية على العناية بالذاكرة، وفاءً لتضحيات الشهداء، بتعليمات سامية من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي ما فتئ يحث على إيلاء العناية اللازمة للذاكرة الوطنية، خاصة ما تعلق بإحياء ذكرى رموزها، للاغتراف من معين قيمهم والاقتداء بمسيرتهم الشريفة واستلهام الدروس منها، لاستجلاء رهانات الحاضر وبناء مستقبل الوطن. استعرض العيد ربيقة في كلمة ترحم واستذكار لمآثر الشهداء والمجاهدين، المسيرة النضالية والجهادية للشهيد الرمز- أحمد زبانة، منذ بداياته الأولى في صفوف الكشافة الإسلامية، ثم ناشطا في الحركة الوطنية وعضوا في المنظمة السرية، إلى مشاركته في تفجير الشعلة الثورية النوفمبرية، ثم سجنه وتنفيذ حكم الإعدام فيه عن طريق المقصلة، بسجن سركاجي سنة 1956. وأشاد العيد ربيقة، بخصال أحمد زهانة، الحميدة وسجاياه الفاضله، مذكرا بالسطور التي خطها في رسالته لأهله عشية إعدامه، قائلا إن تضحيات وبطولات أحمد زبانة والعظماء من طينته، ستبقى راسخة في وجدان أبناء الشعب الجزائري وقدوة للأجيال لتستلهم منها الدروس والعبر، مشيدا بوعي الجزائريين في الحفاظ على وديعة الشهداء وصون ذاكرتهم بالتمسك بالقيم السامية لثورة نوفمبر. وزار وزير المجاهدين غار بوجليدة، الذي تحول إلى مزار للمهتمين بالتاريخ الوطني، وأوصى بحماية وصيانة هذا المعلم الذي كان معقلا للثوار ومركزاً لجمع الأسلحة والمؤونة الحربية. كما نفذ الوزير ربيقة زيارة معايدة للمجاهد اسطمبولي سعيد -رفيق الشهيد احميدة زهانة، الموجود طريح الفراش بسبب المرض. كما شملت زيارة وزير المجاهدين وذوي الحقوق، إلى ولاية معسكر، تفقد مركز راحة المجاهدين ببوحنيفية، أين تم تكريم بعض كبار المعطوبين، مؤكدا لهم حرص الدولة على العناية بهم وكل ما اتصل بالذاكرة، حيث أشرف ربيقة في هذا الإطار، على توقيع اتفاقيات شراكة بين مديرية المجاهدين لمعسكر و4 قطاعات أخرى، على غرار الجامعة، التكوين المهني، السياحة، إضافة إلى إذاعة معسكر والكشافة الإسلامية، حيث تندرج هذه الاتفاقيات ضمن مساعي صون الذاكرة الوطنية. وأبدى وزير المجاهدين، استحسانه لمبادرة مديرية المجاهدين بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة، المتعلقة بإنجاز سلسلة تاريخية سمعية بصرية، من 4 أجزاء، تناولت تاريخ معسكر منذ الاحتلال إلى غاية الاستقلال، بعنوان «أم العساكر مهد الشباب الثائر»، داعيا إلى تشجيع مثل هذه المبادرات لتعريف الناشئة بالتاريخ والأمجاد الوطنية والمساهمة في حفظ الذاكرة. وكان وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، قد حل، أمس، في زيارة رسمية إلى مسقط رأس الشهيد أحمد زبانة، للاحتفال بالذكرى 67 لاستشهاد أول من نفذ فيه حكم الإعدام بالمقصلة، سنة 1956، من طرف الآلة الاستدمارية الغاشمة.