❊ ذاكرة الشهداء واجب مقدس وميثاق غليظ جدد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، أمس، التأكيد أن حفظ وصون الذاكرة الوطنية وترسيخ قيم ثورة نوفمبر الخالدة من "أولويات" قطاع المجاهدين. وقال الوزير، خلال كلمة ألقاها نيابة عنه، مدير التراث التاريخي والثقافي بوزارة المجاهدين، محمد ياحي، في ندوة علمية نظمت في إطار إحياء الذكرى 65 لاستشهاد أحمد زهانة المدعو "زبانة"، أن "قطاع المجاهدين يجعل في مقدمة أولوياته، حفظ وصون الذاكرة الوطنية، تطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لترسيخ القيم والمثل العليا لثورة نوفمبر الخالدة". وأبرز أن قطاع المجاهدين، يسهر أيضا على "ضمان تلقين هذه القيم للناشئة، وهذا حفاظا على المكتسبات والإنجازات المحققة ومواصلة لمسيرة الجزائر المستقلة التي حلم بها الشهداء الأبرار ودافع عنها المجاهدون الأخيار". وأكد خلال هاته الندوة التي احتضنها متحف الوطني للمجاهد، أن "حفظ ذاكرة الشهداء واجب مقدس وميثاق غليظ، يلزمنا جميعا وعلى الدوام صونه وحفظه وتذكره لاستخلاص العبر والدروس". واستدل في ذلك، بإحياء الذكرى 65 لاستشهاد البطل أحمد زبانة، واصفا هاته الذكرى ب"محطة من محطات التاريخ ودرسا آخر من دروس ثورة نوفمبر العظيمة، وإنها لذكرى غالية، نخلد فيها رمزا من الرموز الوطنية الذين صنعوا عزتنا وكرامتنا". وبعد أن عرج الوزير على المسيرة النضالية الحافلة لشهيد المقصلة الفرنسية، ذكر بأن البطل زبانة هو أول شهيد أعدمه المستعمر الفرنسي بهذه الآلة الجهنمية الفرنسية الصنع (المقصلة). وأبرز مشاركون في هذه الندوة التي حضرها ممثلون عن الأسرة الثورية والأسلاك الأمنية والكشافة الإسلامية الجزائرية، "المسار النضالي والجهادي للشهيد زهانة وتأثير مدرسة الكشافة الإسلامية في تكوين شخصيته"، مبرزين "شجاعة هذا البطل الذي أعدم وعمره لا يتجاوز الثلاثين سنة". وأحيت معسكر بدورها أمس الذكرى 65 لاستشهاد البطل زبانة، حيث توجه والي الولاية عبد الخالق صيودة رفقة السلطات المحلية المدنية والعسكرية والأسرة الثورية إلى مقبرة الشهداء ببلدية زهانة مسقط رأس الشهيد. وتم رفع العلم الوطني والاستماع إلى النشيد الوطني وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء، إضافة الى زيارة غار بوجليدة ببلدية القعدة، حيث ألقي فيه القبض على الشهيد، بعد اشتباك مع جيش المستعمر الفرنسي. وتم بالمناسبة تدشين الملعب البلدي لزهانة بعد استفادته من عملية إعادة اعتبار كلفت مبلغ 36,7 مليون دينار ضمن صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية. يذكر أن الشهيد البطل أحمد زهانة من مواليد سنة 1926 بولاية معسكر، التحق بصفوف الكشافة الإسلامية عام 1940، لينخرط بعد ذلك في العمل السياسي مع حركة الانتصار والحريات في 1946، ليكلف بمهمة صناعة المتفجرات وصيانة الأسلحة. اعتقل في 2 مارس 1950 بتهمة "التآمر" على أمن الدولة الفرنسية وضرب هيبتها في الداخل والخارج وبعد استنفاد عقوبة الحبس، 3 سنوات، عين على رأس المنطقة الخامسة، حيث شكل أربعة أفواج عشية اندلاع الثورة التحررية المجيدة في الفاتح نوفمبر 1954. وقع البطل زهانة أسير الجيش الفرنسي يوم 11 نوفمبر 1954 وهو جريح بعد إصابته برصاصتين أثناء اشتباك عنيف مع قوات الاحتلال بغار بوجليدة بولاية معسكر، ثم قدم للمحاكمة العسكرية التي أصدرت في حقه حكم الإعدام ليتم نقلة إلى سجن بربروس بالعاصمة ليعدم في 19 جوان 1956 بالمقصلة، ليكون بذلك أول شهيد أعدم بالمقصلة.