الصورة تعبّر عن نفسها، صورة لا تحتاج للكلام، فقد عبّرت عن نفسها بلون التحدي والصمود، وأن على المحتل الغاصب أن يلملم مستوطنيه القتلة والرحيل عن أرضنا، صورة تتكلم عن نفسها وتعبّر ما بداخلها بدون الحاجة الى مترجم يترجم ماذا تريد ان توصله لنا، والصورة توضح جرائم غلاة المستوطنين المتدينين الإرهابيين النازيين اليهود في فلسطين، في أقذر مؤامرة عرفتها البشرية ومازال يلوذ بالصمت، في وقت هب الغرب عن بكرة أبيه لنجدة أوكرانيا، صورة تتكلم عن صمت المجتمع الدولي الذي يريد اسكات صوت التاريخ وغض الطرف عن احتلال صهيوني نازي كولينالي لا يعرف الرحمة ومتجرد من كل القيم الإنسانية، بعد أن ظل هذا التاريخ منذ قرن وإلى الآن صامت لا يتحدث عن القتلة والارهابيين سارقي الأوطان، وفي مجمله، من محبرة الغرب، جرى التعبير عنها من طرف عدد من المؤرخين بتصديق سردية الاحتلال التي تقوم على الكذب والأضاليل والإرهاب، فالإرهاب ديدنهم، والكذب مترسخ بحياتهم، أيّها السّادة الأفاضل: إنّ الظلم الذي تعرض له شعبنا الفلسطيني مليء بالصورة البشعة التي تجسد اجرام المحتلين الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار. واليوم يمارس المحتلون بشاعتهم وظلمهم وحقارتهم، وقد أعادوا انتخاب بنيامين نتنياهو (أيقونة الإرهاب في هذا الكون) للتأكيد على أن المستوطنين يبحثون عن الأكثر دموية وليس عن القيم والطهارة، فنتنياهو الذي فاز هو والمتحالفون معه من الأحزاب الدينية ب 64 من 120 مقعدًا في الكنيست شكّل أكبر حكومة يمينية من المتطرفين الذين يريدون هدم المسجد الأقصى لبناء هيكل سليمان المزعوم، إنّ صعود الأحزاب الدينية الصهيونية الفاشية يشير إلى أن فلسطينالمحتلة والمنطقة مقبلة على تصعيد من حكومة تحركها الأحلام التلمودية، تجاهر بمواقفها العدوانية تجاه شعبنا الفلسطيني، حيث أنّها تسعى لفرض الهوية اليهودية على كامل التراب الفلسطيني المحتل، وتسريع وتيرة الاستيطان لإزاحة شعبنا الفلسطيني إلى خارج أرضهم، أنّ الهدف الرئيسي للحركة الدينية الصهيونية التي وضعتها الانتخابات الأخيرة في السلطة هو هدم المسجد الأقصى، فالصهيوني المتطرف إيتمار بن غفيرالذي يقود الاقتحامات المتكررة للمسجد في حماية الشرطة سيصبح من البطل الهمام بالنسبة للارهابيين، وهذا التيار لا يبالي بالاتفاقات الدولية والمجتمع الدولي، ويصر على تحقيق التقسيم الزماني والمكاني بالقوة كحل مرحلي قبل السيطرة الكاملة. السّادة الأفاضل: ارتفاع صوت التيار الديني سيزيح الخطاب الصهيوني العلماني الماكر، الذي كان يراعي تباين المواقف العالمية والخلافات الطفيفة بين الأوربيين والأمريكيين، وبين الجمهوريين والديمقراطيين في الولاياتالمتحدة، ويعيد إلى الواجهة المطالب التوراتية الصريحة التي تدور حول إعادة تأسيس مملكة سليمان بحدودها القديمة من الفرات إلى نهر (وادي) العريش. أن تمدّد المنظمات اليهودية وبناء المستوطنات ليلا ونهارا يجعلنا قرع ناقوس الخطر وانهاء الانقسام والتفرغ لقضيتنا بعد أن تخلى عنا الغريب والقريب، وتبقى الصورة تتكلم عن نفسها، عن أصحاب الأرض الشرعيين من أبناء فلسطين الذين أناروا الكون بنضالاتهم وتضحياتهم التي أثرت الفكر الإنساني على الدوام.