افتتح، مساء الخميس، بالجزائر العاصمة، معرض للفنان التشكيلي أحمد مباركي، الذي قدم من خلاله للجمهور رحلة لونية إلى عوالم التراث الساحرة الذي تزخر به الجزائر، عبر فسيفساء متنوعة المواضيع والتقنيات وبأسلوب فني راقٍ، عكس عصارة تجربته الفنية. المعرض الذي ينظم برواق باية بقصر الثقافة مفدي زكريا، تحت عنوان «أغنية من الألوان»، يقدم للجمهور قرابة 50 لوحة فنية عصرية بأحجام مختلفة تتضمن رموزا تعكس الهوية الجزائرية كالرموز والأوشام ومطعمة بقطع من الحلي والمجوهرات التقليدية وأدوات نحاسية ما يمنحها أبعادا واسعة. تتناول هذه الأعمال الفنية العديد من التيمات والمواضيع، سيما عناصر ومكونات التراث المادي واللامادي الجزائري، أنجزها وفقا لتقنيات وأساليب متنوعة كالأسلوب التجريدي التعبيري والطابع الرمزي باستخدام الألوان المائية والزيتية تجسد الروح الفنية الإبداعية لهذا الفنان المخضرم وغوصه في التراث الثقافي الجزائري. وابتكر الفنان المعاصر مباركي أحمد، في مشروعه الفني، مواضيع وتقنيات تتجلى بوضوح في بنية ونسيج أعماله التي يقدمها في هذا المعرض، حيث تمتزج الألوان الزاهية الجميلة المعبرة عن قيم ومشاعر السلام والقلق أيضا وتظهر في بساطة لوحاته تعابير عميقة. ويوظف هذا المبدع بحساسية مرهفة شلالا من الألوان المتراكمة للتعبير عن عوالمه الداخلية كالأزرق والبرتقالي والأحمر ودرجات من الرمادي. ومن بين عناوين الأعمال المعروضة بجمالية نجد «زهرة الحوض»، «حب عذري»، «حسناء»، «جماعة العازفين»، «نار كامنة»، «استسلم للأحلام»، «قصائد شاعر» و»تحدي»، وكذا سلسلة من أعمال أخرى تمثل رموزا طوعها الفنان، وتجلت فيها باقة من الألوان الحيوية. ويحاول مباركي، العصامي التكوين، من خلال مجموعة أعماله الفنية، وهي ثمرة سنوات من الجهد الإبداعي، إظهار مفاهيم خاصة به للفن المعاصر والتجريدي، ما يعطي لمسة خاصة في إبداعه تميزه عن باقي التجارب الفنية، كما تعتبر أعماله أعمالا أصيلة ومحل تقدير كبير من قبل المختصين ومحبي الفن المعاصر. واعتبرت، بالمناسبة، المديرة السابقة للمتحف الوطني لشرشال، عائشة حيون، ل»وأج»، نيابة عن الفنان الذي تغيب عن افتتاح معرضه لأسباب صحية، أن مباركي، المولود بتلمسان في 1950، «فنان مبدع عصامي، يتمحور مشروعه الفني على إبراز تنوع وثراء التراث الثقافي الجزائري بكل مكوناته ورموزه، من خلال رؤية معاصرة للممارسة الفنية». وأضافت المتحدثة، أن «أسلوبه الذي يمازج بين التجريد والتعبيرية واستخدام مواد مختلفة ينسج به فضاء لوحاته، كما يعتمد على تقنية النار والتذويب ليكون أسلوبا مغايرا يعكس المشاعر الإنسانية بكل شغفها وقلقها». ويعرض مباركي أعماله منذ الثمانينيات من القرن الماضي في الجزائر والخارج، وقد توج بعديد الجوائز؛ على غرار الجائزة الأولى للفنون التشكيلية بتلمسان في 1988 والجائزة الثالثة في مهرجان الفنون التشكيلية بسوق أهراس في 1966، كما تعرض بعض أعماله بالمتحف الوطني للفنون الجميلة بالجزائر ومتحف زبانة بوهران ومتحف تلمسان.