الزيارة بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بيينغ صداقة تاريخية نموذجية وشراكة تجارية متميزة مواقف دولية متطابقة ودعم ثابت لقضايا التحرر العادلة يشرع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية بداية من الاثنين المقبل، حسب بيان لرئاسة الجمهورية. وجاء في البيان: «بدعوة من فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، السيد شي جين بينغ، يشرع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة ابتداء من الاثنين 17 جويلية 2023». وتابع بيان رئاسة الجمهورية: «الزيارة تدخل في إطار تعزيز العلاقات المتينة والمتجذرة وتقوية التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين». تأتي هذه الزيارة في إطار سعي الجزائر لتنويع شركائها السياسيين والاقتصاديين على أكثر من صعيد. وتعتبر الصين الشريك التجاري الأول للجزائر بتبادلات تجارية تتجاوز 9 ملايير دولار سنويا، وتهدف هذه الزيارة إلى مناقشة عدة مواضيع تهم البلدين لاسيما مسألة انضمام الجزائر لمجموعة «بريكس» وتعزيز الاستثمارات الصينية في الجزائر خاصة القطاع المنجمي. الانضمام لمجموعة «بريكس» ومن المتوقع أن يتم خلال الزيارة مناقشة الإجراءات اللازمة لانضمام الجزائر ل»بريكس» مع المسؤولين الصينيين، والتحضير للمرحلة التالية من التفاوض والتنسيق مع الدول الأعضاء الحاليين، وتستهدف الجزائر بلوغ رقم 13 مليار دولار صادرات خارج قطاع المحروقات خلال هذه السنة ما يجعلها أحد أكبر الاقتصادات في إفريقيا بعد كل من نيجيريا، جنوب إفريقيا ومصر. استغلال القدرات المنجمية في الجزائر تمتلك الجزائر قدرات منجمية هائلة تحتضن في باطنها ثروات طبيعية غنية، ومن بينها مناجم غار جبيلات لاستخراج خام الحديد بتندوف والتي تقدر احتياطاته ب3.8 ملايير طن، ومنجم الفوسفاط في تبسة. وتهدف الزيارة الرئاسية للصين إلى تعزيز استثمارات الصين في هذين المنجمين الاستراتيجيين واستغلالهما بشكل فعال، ومن المتوقع أن تصل عوائد تصدير الحديد الى أكثر من 5 ملايير دولار سنويا بعد اكتمال المشروع، ومن شأن هذا الرقم أن يرتفع أكثر في حالة تصدير الحديد في شكله المصنع أو النصف المصنع لفوارق الأسعار بين خام الحديد والحديد المصنع. ويُعد منجم غار جبيلات واحدا من أكبر مناجم الحديد في العالم ويتمتع بموارد ضخمة، واستغلال هذا المنجم يمثل فرصة هامة لتعزيز القدرة التصديرية للجزائر في قطاع الصناعات المعدنية. وتهدف الزيارة إلى جذب الاستثمارات الصينية لتطوير هذا المنجم وتحديث التقنيات المستخدمة في عمليات الاستخراج لاسيما وأنه بدأ الاستغلال الفعلي لهذا المنجم بشراكة جزائرية صينية وبلغ حجم الاستثمار الأولي أكثر من مليار دولار. وفي نوفمبر الماضي، وقعت الجزائروالصين اتفاقية الخطة الخماسية الثانية للشراكة الإستراتيجية للفترة 2022-2026. تأتي هذه الاتفاقية في إطار تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات متعددة. يعكس انضمام الجزائر إلى الخطة التنفيذية لمبادرة الحزام والطريق منذ عام 2018 التزام البلدين بتعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي. وتتضمن الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق مجموعة من المشاريع البنية التحتية والاستثمارات الاقتصادية في الجزائر. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الاتصالات والتجارة والتعاون الثنائي بين الجزائروالصين، وتعزيز التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في البلدين. بالإضافة إلى ذلك، تمتد خطة التعاون في المجالات الرئيسية حتى عام 2024 وتشمل عددا من المجالات الحيوية مثل الطاقة والنقل والبنية التحتية والتكنولوجيا والتعليم والثقافة. تهدف هذه الخطة إلى تعزيز التعاون الثنائي وتبادل الخبرات والمعرفة بين البلدين، وتعزيز التنمية المستدامة والاقتصاد القائم على المعرفة. وتعكس هذه الاتفاقيات والخطط التزام الجزائروالصين بتطوير وتعزيز علاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات، وتوفير فرص جديدة للتعاون والتبادل المشترك يمكن أن يعود بالفائدة على كلا البلدين.