أكد رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، استرجاع الجزائر لمكانتها الدولية، بعد الزيارات الخارجية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ودعا إلى تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة أعداء البلاد وتعزيز ثقافة الدولة. قال قوجيل، في كلمته، خلال جلسة اختتام الدورة البرلمانية، لمجلس الأمة، إن الزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية، إلى تركيا، إيطاليا، البرتغال، روسيا، قطروالصين، "تدخل كلها في استرجاع المكانة الحقيقية للجزائر حتى يكون لها رأي في كل القضايا العالمية والإقليمية". وتوقف رئيس مجلس الأمة، خلال مراسم الاختتام، التي حضرها الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، وأعضاء في الحكومة، عند دلالات زيارة الرئيس تبون إلى الصين، معتبرا أنها تذكرنا بتاريخنا مع هذه الدولة الصديقة التي اعترفت بالحكومة الجزائرية المؤقتة، ومازالت تقدر جهود الجزائر ومساهمتها في استعادتها لمقعدها الدائم بمجلس الأمن الدولي.وأشار قوجيل إلى نشيد قسماً الذي دوى رفقة أنشودة "جزائرنا" في العاصمة بكين، معتبرا ذلك دليلا قويا على مكانة الجزائر، "التي حافظت على استقلالها السياسي والاقتصادي، رغم الصعوبات ورغم الضغوطات". وأكد المتحدث، أن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على هذه المكاسب، من خلال صيانة وتقوية الجبهة الداخلية. وأوضح أن آليات تحقيق ذلك موجودة في دستور 2020، الذي ينص على أن الدولة ملك لجميع الجزائريين ويفرق بين الحكم والدولة. وتأسف قوجيل لما لاحظه من نقص في ثقافة الدولة التي يعتبرها روح المؤسسات وإسمنت الجبهة الداخلية، خاصة وأن "الجزائر لديها أعداء كثر يعمدون إلى التأويل والتشكيك في كل خطوة تخطوها وكل قرار تتخذه على الصعيدين الجهوي والقاري". وأضاف يقول، إن "جوابنا على هؤلاء (الأعداء) يكون بالعمل الجيد والقوي والوحدة لمواجهتهم"، داعيا في الوقت ذاته إلى مراجعة جذرية لبرامج التربية الوطنية المتعلقة بالذاكرة الوطنية، لأن ما هو موجود حاليا لا يكفي، لتلقين "أبنائنا التاريخ الحقيقي وبشكل دائم حول مسار الجزائر من الكفاح المسلح وإلى غاية اليوم". في السياق، أكد رئيس مجلس الأمة، أن مواقف الجزائر في نصرة القضايا العادلة لن تتغير، "وهي قائمة منذ عقود وليست وليدة السنوات الأخيرة"، مستدلا بالقضية الفلسطينية، التي "لم نتخل عنها يوما". وذكر بأن استعانة بلد جار بمسؤول عسكري للاحتلال الصهيوني، ليقوم بتهديد الجزائر، لم يكن أمراً ينبغي التساهل معه، لافتا إلى أن النظام المغربي وصل به الأمر مؤخرا إلى دعوة المجرم نتنياهو لزيارة المغرب.وقال قوجيل: "أتكلم بصفتي مجاهدا، من يفعل هذه الأشياء لا يمكن أن يكون أبدا مع فلسطين، فإما أن تكون أو لا تكون". وأكد في المقابل، أن مساندة الجزائر للشعب الصحراوي وحقه في تقرير مصيره ليست أمرا استثنائيا، "فنحن دعمنا كل الشعوب التي طالبت بحقها في تقرير المصير وينبغي تمكين الصحراويين من حقهم في تنظيم استفتاء يعبرون من خلاله عن إرادتهم". قوجيل، أشاد في كلمته أيضا بالعمل المنجز على مستوى مجلس الأمة، خلال الدورة التشريعية المنقضية، ونوه أيضا بدور الجيش الوطني الشعبي وكافة المصالح الأمنية التي تسهر على أمن البلاد.