وسط عقاب الاحتلال المستمر لعائلة عمارنة من بلدة يعبد في محافظة جنين، بتغيب رب الأسرة الكفيف الشيخ عز الدين، ونجله أحمد خلف القضبان، فيما تواصل إدارة السجون عزل الابن الثاني الأسير المريض مجاهد في ظلّ ظروف صعبة وحرمانه من العلاج. وأفادت والدته ل "القدس" دوت كوم، أن إدارة سجن النقب، وضمن الاستهداف المستمر، عزلت مجاهد لمدة ثلاثة أسابيع وفرضت عليه غرامة مالية كبيرة، وحرمته من الزيارة والكانتينا لمدة شهرين، وذلك بتهمة قيامه بكسر نافذة الزيارة الزجاجية، معبرة عن استهجانها واستغرابها لفبركة هذه التهمة خاصة وأنه مريض، ورفض إدارة السجون تقديم العلاج له منذ سبعة أشهر. ومنذ اعتقاله. يعاني الأسير مجاهد، وهو محكوم بالسجن الفعلي لمدة سنيتن إضافة إلى ستة آلاف غرامة تنتهي بعد 80 يوماً إذا دفعت الغرامة أو مقابلها 6 أشهر إضافية، وقالت الوالدة: الاحتلال يستخدم كل السبل لارهاب وقمع أسرتنا، وسط اعتقال زوجي وابني الأول، يمارس حملة شرسة بحق مجاهد، لذلك نحذّر ونحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي تطور خطير أو تدهور جديد يتعرض له ابننا بسبب عزله في الزنانين، في هذا الجو شديد الحرارة. طوال السنوات الماضية، استهدفت قوات الاحتلال الشيخ الكفيف عز الدين، الذي رغم فقدانه البصر، كافح منذ صغره ليعيش حياة طبيعية، فحقق النجاح وأكمل دراسته وتعليمه، فكرمه رب العالمين، وعوضه عن فقدان البصر، بنور البصيرة والنجاح والتميز دوماً. تقول زوجته: بعد نجاحه في الثانوية العامة، أكمل زوجي المتفوق والمتميز والحافظ للقرآن الكريم، مشواره التعليمي، فدرس في كلية أصول الفقة والتشريع في قلقيلية، ثم انتسب لجامعة النجاح الوطنية، وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، ثم تزوجنا ورزقنا الأبناء، وتابع دراسات عليا، فحصل على شهادة الماجستير في الشريعة، ثم تخرج بشهادة الدكتوراه في نفس التخصّص من جامعة المدينة العالمية بماليزيا قبل 3 شهور، وقد أصبح محاضرا في جامعة القدس أبو ديس. تمتع الشيخ عمارنة بروح وطنية ونضالية عالية، وشارك شعبه المسيرات والفعاليات الرافضة للاحتلال، مما عرضه كما تروي رفيقة دربه للاستهداف من الاحتلال الذي اعتقله أول مرة عام 1990، ومن يومها تكرّرت اعتقالاته واستهدافه، فزجه الاحتلال خلف القضبان 12 مرة، وقضى 9 سنوات ونصف، ما بين حكم وإداري وغرامات مالية تعسفية، وكان أعلاها 5 سنوات متواصلة، وخاض خلالها عدة اضرابات مفتوحة عن الطعام. تروي أم أحمد، أن قوات الاحتلال اقتحمت منزلها في بلدة يعبد، فجر تاريخ 21-2-2022، وانتزعت الشيخ عز الدين من فراشه، ودون تهمة ومحاكمة حولوه للاعتقال الاداري لمدة 6 شهور، رغم كونه كفيف ويعاني من عدة أمراض مزمنة خاصة الأمعاء والقولون وبحاجة لرعاية صحية ومتابعة، وتضيف: لم يوجه له الاحتلال أي تهمة، ورغم معاناته الكبيرة بسبب المرض، جدّدوا اعتقاله الاداري مرة ثانية لمدة 6 شهور، وقبل نهايتها صدر بحقّه أمر ثالث في شهر آذار المنصرم لمدة أربعة أشهر. وتتابع: في ظل تفاقم معاناته وتدهور صحته لم يبق أمامه سوى سلاح الأمعاء الخاوية، وبحمد لله صبر وصمد حتى انتصر على الاحتلال، وننتظر زيارته للاطمئنان على حالته الصحية. وللأسير خمسة من الأبناء والبنات، أبنائه الذكور معتقلين في سجون الاحتلال إلى جانبه، وهما أحمد ومجاهد، نجله أحمد معتقل إداريّ، فيما يقضي نجله مجاهد حكما بالسّجن لمدة 24 شهرًا.