اقتحمت أزيد من 30 آليات عسكرية صهيونية، ظهر أمس، مدينة جنين من عدة محاور وسط اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أنّ قوات الاحتلال اقتحمت جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربيةالمحتلة، ونشرت القناصة على أسطح عمارات ومنازل المنطقة، مشيرة إلى أنّ دوي انفجارات كبيرة سمع في المخيم، كما منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إلى المخيم. وأوردت إذاعة الجيش الصهيوني أنّ قوات الاحتلال تقوم بنشاط عسكري في جنين "بحثا عن مطلوبين". من جانبها، أعلنت "كتيبة جنين" عبر صفحتها في تليغرام أنّ عناصرها يتصدون لاقتحام قوات الاحتلال، مضيفة "فجرنا عددا من العبوات الناسفة بآليات الاحتلال بشكل مباشر". والأسبوع الماضي، أصيب 8 فلسطينيين بجروح خلال مداهمة عسكرية صهيونية في مخيم جنين. وفي آخر مداهمة لمخيم جنين، في 16 مارس الماضي، استشهد 4 فلسطينيين، بينهم طفل، برصاص قوات العدو. وقتلت قوات الاحتلال أكثر من 90 فلسطينيا في الضفة الغربية، منذ بداية العام الجاري، بينهم ما لا يقل عن 25 في جنين. معركة الأمعاء من ناحية ثانية، ورغم التحذيرات بخطورة الوضع الصحي للأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان، لليوم 84 على التوالي، لا تزال سلطات الاحتلال ترفض طلبات الإفراج عنه، وتعمل بشكل متعمد على تأجيل المحاكمات، فيما يستمر الأسير الكفيف مجد عمارنة في إضرابه لليوم السابع. ويواصل الأسير عدنان، القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 84 على التوالي؛ رفضًا لاعتقاله التعسفي في سجون الاحتلال، رغم معاناته من وضع صحي خطير للغاية، قد يؤدي لاستشهاده في أيّ لحظة. وكانت سلطات الاحتلال عقدت، الخميس، محاكمة له، حيث أجلت محكمة عوفر البت في الاستئناف المُقدم على قرار رفض الإفراج عن الأسير خضر عدنان بكفالة ليوم الغد. يشار إلى أنّ الأسير عدنان معتقل، منذ 5 فيفري الماضي، وكان أعلن إضرابه عن الطعام منذ لحظة اعتقاله، ولاحقاً وجهت سلطات الاحتلال لائحة اتهام بحقه، رفض عدنان جميع ما ورد فيها. عز الدين عمارنة كما يواصل الأسير الكفيف عز الدين عمارنة، إضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني، لليوم السابع على التوالي، وتؤكد عائلته أنّ حالته الصحية صعبة، كونه يعاني من عدة أمراض مثل تقرح في المعدة والأمعاء، وارتفاع في ضغط الدم، وورم في الساق. وهذا الأسير الكفيف اعتقلته قوات الاحتلال، في 21 فيفري 2022، وقد صدر بحقه ثلاثة أوامر اعتقال إداري، الأمر الأول والثاني مدتهما 6 أشهر، فيما صدر بحقه أمر ثالث، في شهر مارس المنصرم، لمدة أربعة أشهر، وبذلك يكون قد أمضى في الاعتقال الحالي 14 شهراً، علماً أنه أسير سابق أمضى نحو 9 سنوات جلّها رهن الاعتقال الإداري، وله اثنان من أنجاله معتقلان في "سجن النقب"، وهما أحمد ومجاهد، حيث حول أحمد للاعتقال الإداري، فيما حكم على مجاهد بالسجن لمدة 24 شهراً. تصريحات عنصرية في سياق آخر، لقيت تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بشأن الاحتلال الصهيوني، تنديدا عربيا وفلسطينيا، بعد أن زعمت أنّ الكيان الغاصب حول الصحراء إلى جنة، في إشارة إلى احتلال فلسطين وقيام الدولة الصهيونية قبل 75 عاما. وبعثت فون دير لاين، في تسجيل مصور على تويتر، رسالة تهنئة، الأربعاء الماضي، بمناسبة مرور 75 عامًا على احتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني، واصفة إياه بأنه "الديمقراطية النابضة بالحياة في قلب الشرق الأوسط"، مدعية أنّ الاحتلال الغاصب جعل "الصحراء تتفتح حرفياً". وانتقدت أوساط عربية وفلسطينية التصريحات الأوروبية، التي تجاهلت النكبة الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطيني، ومأساته التي بدأت منذ احتلال أرضه. على الجانب الرسمي، رفضت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية، واصفة إياها بأنها "غير مناسبة وكاذبة وتمييزية". واعتبرت الخارجية، في بيان، أنّ ادعاء المفوضة بأنّ دولة الاحتلال الصهيوني جعلت الصحراء تزهر، هو خطاب دعائي، يجرد الشعب الفلسطيني من إنسانيته، ويمحوه، ويزيف تاريخه الغني وحضارته، كما أنّه يبيض الاحتلال غير الشرعي ونظام الفصل العنصري، ويكرس لإنكار النكبة. من جانبه، قال رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بغزة، باسم نعيم، إنّ رسالة فون دير لان "تعبر عن كثير من النفاق السياسي والجهل بالتاريخ". وأضاف في بيان، أنّ "نشأة الكيان الغاصب قبل 75 سنة لم تكن حلماً تحقق، بل كابوساً لا يزال جاثمًا على صدور الشعب الفلسطيني حاضره ومستقبله، ولا يزال يدفع ثمن هذه الخطيئة التي ارتكبها الغرب ودوله". كما أدانت "الجبهةُ الشعبيّةُ لتحرير فلسطين" تصريحات أورسولا، واصفةً إياها ب «الإجراميّة والمنحازة للكيان الصهيوني". ودعت الاتحاد الأوروبي "للاعتذار لشعبنا على مسلسلٍ طويلٍ من الانتهاكات والممارسات، واستمرار دعمه غير المحدود للكيان الصهيوني بالمال والسلاح، ومنحه الحصانة والإفلات من جرائمه ومجازره التي يرتكبها بحقّ الشعب الفلسطيني". بدورها، عبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن استيائها من تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية، معتبرة أنّها تحمل مغالطة "سياسية وتاريخية مخيبة للآمال، ولا تنسجم مع مواقف الاتحاد الأوروبي القائمة على حقوق الإنسان والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".