المخزن متورط في دعم الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية الاتحاد الأوروبي مُلزم بالامتثال لمقتضيات القانون الدولي تصفية الاستعمار بإفريقيا مسؤولية أممية موقف الجزائر المشهود وفاء لمبادئ نوفمبر وانسجام مع الشرعية الدولية الجامعة الصيفية ملحمة تضامنية تجسد الأخوة بين الشعبين الشقيقين الجزائري والصحراوي حذر رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أمس الاثنين ببومرداس من السياسات العدوانية التي يسعى من خلالها المغرب إلى تمرير أجندات تخريبية تهدد السلم بالمنطقة. قال الرئيس غالي خلال اختتام أشغال الطبعة ال11 للجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية بجامعة بومرداس، أنه «تأكد للجميع اليوم أن خطر السياسة العدوانية للاحتلال المغربي لا يقتصر على دعم عصابات الجريمة والإرهاب بل من خلال إبرام تحالفات مشبوهة مع القوى الاستعمارية التوسعية لتمرير أجندات تخريبية لضرب السلم والأمن في كامل المنطقة». و أضاف أن الجانب الصحراوي، كان قد حذر من «المخاطر التي تهدد كامل المنطقة جراء السياسة العدوانية التوسعية لدولة الاحتلال المغربي» وأن اليوم «تأكد بالملموس خطورة هذا التوجه الذي لا يقتصر فقط في دعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود والجماعات الإرهابية بما في ذلك عبر التدفق المتزايد للمخدرات، إنما أيضا من خلال إبرام تحالفات مشبوهة مع القوى الاستعمارية التوسعية لتمرير أجندات تخريبية تضرب في الصميم السلم والأمن والاستقرار في كامل المنطقة». وأمام هذا التهديد المغربي، أعرب السيد غالي عن ثقته بأن شعوب المنطقة «قادرة ومؤهلة للتحرك معا بمسؤولية لوضع حد لهذه المخططات التي ترمي إلى أبشع استغلال لمقدراتها وثرواتها». كما تطرق الأمين العام في كلمته إلى استئناف الكفاح المسلح كقرار شعبي صحراوي زكاه المؤتمر ال 16 لجبهة البوليساريو مذكرا بأنه جاء «ردا على سياسة إمعان الاحتلال في تعنته وممارسته الوحشية في حق المدنيين الصحراويين العزل ونهبها الممنهج للثروات الطبيعية في ظل صمت مريب بل وتآمر مخزي من بعض الأطراف على مستوى مجلس الأمن». وفي هذا المقام، جدد الرئيس الصحراوي إدانته «الشديدة لما تتعرض له جماهير الشعب الصحراوي في الأرض المحتلة وجنوب المغرب من ممارسات القمع والتنكيل والتضييق والحصار الخانق»، مطالبا الأممالمتحدة ب»التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ورفع هذا الحصار الجائر وإطلاق سراح أبطال ملحمة اكديم إيزيك وجميع الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية». كما طالب الأممالمتحدة بتحمل «كامل مسؤوليتها في الإسراع بتنفيذ التزامها بتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا»، كما هو منصوص في ميثاقها وقراراتها، وتمكين بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير (المينورسو) من أداء مهمتها حتى يتمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال وفق خطة التسوية الإفريقية لسنة 1991 والذي يعتبر الاتفاق الوحيد الذي حظي بتوقيع طرفي النزاع ومصادقة مجلس الأمن الدولي. كما شدد الرئيس غالي على مسؤولية الاتحاد الإفريقي في «وضع حد للانتهاك الصارخ من طرف المملكة المغربية لقانونه التأسيسي»، وبالتالي إنهاء احتلالها العسكري غير الشرعي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في المنظمة القارية. وأكد الأمين العام لجبهة البوليساريو أيضا على أن الاتحاد الأوروبي «ملزم بالامتثال لمقتضيات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الصحراء الغربية والاحترام الكامل لقرارات محكمة العدل الأوروبية التي أكدت بطلان أي اتفاق للمملكة المغربية يشمل الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، برا وجوا ومياهها الإقليمية باعتبارهما بلدين منفصلين ومتمايزين». وعليه، حذر الرئيس غالي من «مغبة اللجوء إلى التحايل على تلك المرجعيات القانونية الواضحة والخضوع لسياسات الابتزاز ولوبيات الفساد وشراء الذمم التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي»، مردفا أنه «من غير المعقول أن تخضع المؤسسات الأوروبية لمثل هذه الممارسات وتنجر إلى المشاركة في عملية قرصنة مكشوفة وسرقة مفضوحة لثروات شعب أعزل ضحية احتلال عسكري مغربي لا شرعي». وفي هذا الموضوع، أشاد بالمواقف التضامنية الراسخة مع كفاح الشعب الصحراوي في العالم، متوجها بالمناسبة بالشكر للجزائر حكومة وشعبا على احتضان الجامعة الصيفية مما يدل على «قوة الموقف الجزائري الراسخ الداعم بلا شروط لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال». وأكد السيد غالي أن «موقف الجزائر التاريخي المشهود، تتبناه، ولا تخشى فيه لومة لائم، بكل وعي وقناعة ومسؤولية ووفاء لمبادئ ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، وبكل انسجام مع الشرعية الدولية المجسدة في ميثاق وقرارات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي». وجدد السيد غالي بالمناسبة، إدانة البوليساريو ل»الموقف الخياني لاسبانيا الداعم للسياسات العدوانية التوسعية» الذي اتخذه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو ساتشيز، داعيا الحكومة الاسبانية القادمة إلى مراجعة ذلك الموقف، بما ينسجم مع الشرعية الدولية ومع مسؤولية الدولة الإسبانية. وعن الجامعة الصيفية للإطارات الصحراوية، قال السيد غالي أنها أصبحت مع مرور الزمن «ملحمة تضامنية بامتياز تجسد قبل كل شيء قوة ومتانة الروابط الأخوية المتجذرة بين الشعبين الشقيقين الجزائري والصحراوي، وعلاقات التعاون والتحالف الأبدي بين البلدين الجارين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والجمهورية الصحراوية». اختتام الجامعة الصيفية لإطارات البوليساريو والدولة الصحراوية اختتمت أمس الاثنين بجامعة بومرداس فعاليات الطبعة 11 للجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية بحضور الرئيس الصحراوي، السيد إبراهيم غالي. وألقى الرئيس غالي خطابا في جلسة الاختتام حذر فيه من السياسات العدوانية للاحتلال المغربي الذي يسعى إلى تمرير أجندات تخريبية تهدد السلم والأمن بالمنطقة من خلال إبرام تحالفات مشبوهة مع القوى الاستعمارية التوسعية، إلى جانب دعمه لعصابات الجريمة والإرهاب. وعرفت مراسم اختتام الجامعة الصيفية التي تواصلت على مدار 14 يوما، مداخلات استهلها عضو المكتب الدائم للأمانة الوطنية ورئيس المجلس الوطني لجبهة البوليساريو ورئيس الجامعة الصيفية لأطر الجبهة، حمة سلامة، الذي قال أن الجامعة الصيفية جسدت شعارها الموسوم ب»نصف قرن من الصمود .. إصرار على فرض الوجود»، من خلال «الوقوف على حصيلة نصف قرن من الكفاح والمقاومة والصمود»، كما جاء في كلمته. وأضاف حمة، أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، «رائدة الكفاح التحرري، تمكنت خلال هذه الفترة من أن تكون الوعاء الجامع لكل الصحراويين، مجسدة الوحدة الوطنية التي تعتبر العروة الوثقى والصخرة الصلبة التي تحطمت عليها كل المؤامرات والدسائس التوسعية». وقد شكلت الجامعة الصيفية أيضا، حسبه، «منبرا للمرافعة والتضامن مع القضية الصحراوية» حيث تم خلالها تسليط الضوء على مختلف جوانب كفاح الشعب الصحراوي، على مدار أسبوعين من المحاضرات الأكاديمية، التي أطرها نخبة من الدكاترة والمختصين في شتى الميادين وما رافقها من الأنشطة السياسية والثقافية والإعلامية، وهو ما حقق للجامعة «النجاح الباهر في الشكل والمضمون»، كما قال. ولفت رئيس الجامعة إلى أنه تم خلال 14 يوما من الأشغال، استعراض تجربة ثورة الجزائر وتاريخها «الحافل بالنضال والمرصع بالملاحم والأمجاد، والذي ظل مثالا يحتذى به ومعلما ملحميا بارزا وملهما لكل الأحرار والمناضلين بمختلف حركات التحرر في بقاع العالم، وسندا قويا لكفاح شعبنا في الحرية والاستقلال». وفي مداخلته، ثمن رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد سعيد العياشي نجاح الجامعة الصيفية مبرزا دعم ومساندة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والشعب الجزائري، ووسائل الإعلام للشعب الصحراوي وفي تبليغ رسالته للرأي العام حول مسار قضيته». وذكر بأن مساندة الشعب الجزائري للقضية «العادلة» للشعب الصحراوي «الأعزل»، نابعة من «وفائه لمبادئ ثورة أول نوفمبر ولعهد ووفاء الشهداء».