قالت الفنانة التشكيلية بسمة سادات، إن الفن التشكيلي في الجزائر يعاني من التهميش بين العرض والسوق، لاسيما عدم الاهتمام اللازم به وحتى التغييب الإعلامي، كما أضافت بأن الفنان الجزائري تائه يصارع بقوة من أجل البقاء في الساحة الفنية، ويأمل أن يجد ملاذا لتسويق لوحاته الفنية وإبداعاته. تحدّثت بسمة سادات بأسف لعدم وجود سوق حقيقية للفن التشكيلي بالجزائر، قياسا بالدول الأخرى، وقالت إنّ الفنانين قرعوا منذ زمن أجراس الاستغاثة، ولكنها لم تجد آذانا صاغية رغم تهاطل المناسبات والفعاليات للاحتفاء بأعمالهم التي سجّلت في أروقة المعارض، وما زالت تسجّل هالة من الإشادة والإطراء، وهي جديرة بأن تكون أرضية لاستحداث سوق الفن التي لم تعرف إلى غاية اليوم مبادرة ملموسة، وبالتالي بقي السؤال مطروحا: متى يتمكن الفنان الجزائري من تسويق إبداعاته داخل وخارج الوطن؟ وفي سياق الحديث عن مصير جهود الفنانين السابقين والحاليين، أوضحت المتحدّثة أن الجزائر تستحق أن تكون لها سوق للفن في مقام الأسماء الفنية الكبيرة البارزة التي تركت بصمتها في التشكيل العالمي، وقالت: "الحديث عن سوق الفن التشكيلي كفكرة وكموضوع جميل جدا ومفيد للفنان، إذ يحمل آمالا لواقع الفنان وللفن أيضا، لأن المراد به ترقية جهود الفنان من أجل الارتقاء به في عالم الإبداع، وبتحفيزه عند البيع ومنحه فرصة الحصول على حقوقه الاجتماعية، وكذا ما يحفظ مكانته اجتماعيا ومهنيا، والتأسيس لسوق الفن التشكيلي بالجزائر لمساعدة الفنان على أداء عمله الابداعي في بيئة وظروف تلائمه". واعتبرت محدّثتنا أنّ سوق الفن تعتبر جسرا يجمع بين منتوج الفنان الذي أخذ من شخصيته وذاته الفنية، وما يساعد على التعريف بلوحاته، والجمهور الذي يعد العنصر الفاعل والمهم في السلسلة التسويقية للفن، فالسوق فضاء للارتباط المباشر بالفنان ومحبيه وعشاقه المقتنيين للوحات الفنية وللأعمال الإبداعية بشكل عام، كما أكّدت بأنّ هذه العملية التفاعلية تؤثر بشكل كبير على حركية هذا الفن، وتسهم في الترويج والتسويق وتوسيع دائرة الانتشار، وبناء قاعدة صلبة ومتينة للفنان، لاسيما المشاركات الدائمة في العروض داخل وخارج الوطن. تقول سادات إنّ سوق الفن هي السبب الرئيسي في حركة الترويج للفن، وكل الأعمال الإبداعية التي ينتجها الفنان ويسعى إلى عرضها والتعريف بها على المستوى المحلي والوطني والدولي، كما أرجعت وجود صرح لسوق الفن التشكيلي الجزائري يساهم في الحفاظ على الهوية الوطنية والتراث الوطني والحضارة والعادات والتقاليد الأصيلة، وما يعوّل عليه في المبادرات الثقافية القائمة على التبادل الفني والثقافي بين دول العالم، وما يسهل كذلك انتقاء الأعمال وبعث جو لخلق المنافسة المشجّعة والمحفّزة على الاستمرار، إضافة لذلك تقول "تعزيز حركية السوق الفنية وعرض الإبداعات، ودفعها نحو فتح طريق واسع في العرض والتسويق والترويج المستمر داخل وخارج الوطن".