أشرفت، أمس الأحد، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي، بقصر الثقافة والفنون مالك شبل بمدينة سكيكدة، على فعاليات الدورة التكوينية الموجهة لقواعد المجتمع المدني في مجال الإسعافات الأولية والاستجابة السريعة للكوارث، بتأطير من خبراء من الهلال والصليب الأحمر الدوليين، بمشاركة حوالي 250 مشارك، من بينهم 30 في تخصص تكوين المكونين. اعتبرت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري حملاوي ابتسام، الأيام التكوينية هدفا أساسيا للهلال الأحمر الجزائري، للتحديات الضخمة، جراء التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، المعرضة لها الجزائر، لذا وجب علينا أن نخفف من تداعياتها على المجتمع، ومن ثم نخطو قفزة نوعية بالنسبة للعمل الجمعوي والهلال الأحمر الجزائري ونهتم أكثر بالتكوين في الإسعافات الأولية، تقول رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، حيث وصلنا الى تكوين أكثر من 10 آلاف مكون خلال هذه السنة، علما أن عملية التكوين انطلقت منذ أكثر من 8 سنوات. من أهم الأهداف المسطرة لهذه السنة، تضيف ذات المسؤولة، هو تكوين المكونين، حيث سنشرع من اليوم في تكوين المكونين في الإسعافات الأولية في وسط النشطاء الجمعويين، الموظفين، الإطارات، وهو الهدف الذي وضعناه نصب أعيننا، بمعية الحماية المدنية، أن نصل الى مسعف على الأقل في كل بيت جزائري، وليس بغرض الكوارث الطبيعية فقط، بل حتى للحوادث. واخترنا ولاية سكيكدة، تقول ابتسام حملاوي، لمباشرة هذه العملية التكوينية، لأنها ولاية بالدرجة الأولى معرضة للكوارث الطبيعة، وكذا لأن أبوابها كانت دائما مفتوحة للهلال الأحمر الجزائري. ودعت ذات المسؤولة، الى الانخراط في الهلال الأحمر الجزائري، الذي يستهدف التواجد على مستوى أكثر من 1400 بلدية على مستوى الوطن. وأكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أن الهيئة أولت أهمية كبيرة للعمل الاجتماعي، تماشيا مع سياسة الدولة الجزائرية. في هذا الصدد، تضيف حملاوي، قمنا بالتحضير للدخول المدرسي، بجمع أكثر من 60 ألف محفظة، من بينها 37 ألف محفظة على مستوى مقر الهلال الأحمر، ناهيك عن الهدف الاجتماعي الكبير الذي تسعى لتحقيقه بإعادة الروابط العائلية. وأبرزت حورية مداحي، والي سكيكدة، من جانبها، الدور الفعال والنبيل للهلال الأحمر الجزائري في تكريس الفعل التطوعي والإنساني، لاسيما عند حدوث كوارث وما ترسمه من صور التضامن والتآزر والتكافل الاجتماعي والصحي من أجل أنقاذ وحماية الأرواح، من خلال قوافل التضامن والإغاثة التي يسهر على ضمان تواصلها فريق متكامل ومتجانس محب للعمل الخيري ويجسدها ميدانيا داخل القطر الوطني وخارجه. وثمنت والي سكيكدة، الجهود المبذولة من طرف الهلال الأحمر الجزائري والتي حققت مكاسب جمة ومساهمات قوية وهامة في تكريس ونشر روح التضامن والتآزر بين أفراد المجتمع الجزائري، تماشيا مع سياسة الدولة التي جندت لها كل الوسائل المادية والبشرية لتأدية مهامها الإنسانية حماية وأنقاذا للأرواح والممتلكات. عن أهداف هذه الدورة التكوينية، أوضحت الوالي بأنها تعد فرصة سانحة لكل المشاركين والمواطنين المتطوعين، من ممثلي فواعل المجتمع المدني عبر ربوع الولاية، للاستفادة من خبرات الأطقم المؤطرة لورشات الدورة قصد تمكينهم وتعريفهم بآليات التعامل مع الحالات الطارئة التي تستدعي استجابة سريعة وعاجلة. كما تساهم هذه الورشات التكوينية في الرفع من كفاءة المسعف ومنحه دعما نفسيا يؤهله للتعامل بكل سلاسة مع مختلف الحالات التي تتطلب الإسعافات الأولية، كخطوة تقلل من خطر الإصابة قبل الإجلاء الى المستشفيات. كما ترسخ في روح المتطوع ثقافة التضامن والتطوع وتنمي في المسعف ثقافة التضامن والإنسانية، ليكون مساهما فعالا في المجتمع وذلك الى جانب مصالح الدولة المجندة في مثل هذه الحالات، على غرار الحماية المدنية، الأمن والدرك الوطنيين وأفراد الجيش الوطني الشعبي والطاقم الطبي التي تتجند بوجودها القوي منذ اللحظات الأولى من حدوث الكارثة الى جانب المواطنين في هبة تضامنية تميزها الرحمة والمساعدة. الدورة التكوينية، تدوم 03 أيام، يستفيد منها أزيد من 250 عضو مشارك ممثلين لجمعيات المجتمع المدني عبر ربوع بلديات الولاية، إضافة الى 30 مكوناا يشرف على تأطيرهم 12 مكونا معتمدا تابعا للصليب والهلال الأحمر الدوليين عبر ورشات تكوينية مفتوحة. وتخلل مراسم الافتتاح عرض شريط فيديو حول ملخص تدخلات ونشاطات الهلال الأحمر الجزائري داخل الوطن وخارجه لسنة 2022، وتكريم بالمناسبة عميد الهلال الأحمر الجزائري نورالدين توقري، رئيس جمعية أصدقاء المريض لولاية سكيكدة من قبل رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ووالي الولاية. ليشرع بعدها في تقديم مداخلتين، الأولى حول كيفية الاستجابة السريعة عند الأزمات، نشطها مسؤول التكوين الدكتور لعريبي. والثانية للمنسق الوطني الأستاذ رابح إدريس تمحورت حول الإسعافات الأولية. على أن يستكمل برنامج الجلسات التكوينية يومي 11 و12 سبتمبر الجاري وذلك على مستوى 10 قاعات مجهزة بكل الشروط التي تسمح للمؤطرين بتأدية أطوار الدورة التكوينية في ظروف ملائمة وآمنة.