حذر المعهد الوطني لوقاية النباتات، من انتقال محتمل لأسراب الجراد إلى التراب الجزائري قادما من دول الجوار خاصة موريتانيا، والمغرب، خلال الفترة الممتدة من 20 فيفري إلى بداية مارس، بشكل أكبر من فترة الخريف التي عرفت دخول جراد فردي غير مكتمل النمو من النيجر ومالي، الأمر الذي دفع الوزارة الوصية إلى إطلاق صفارة الإنذار واستنفار جميع فرق الاستكشاف والتدخل المنتشرة عبر الولايات للتصدي لأي خطر محتمل. ودعا وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى، أمس خلال ترأسه أشغال الاجتماع ال5 للجنة الوزارية المشتركة لمكافحة الجراد، بمقر دائرته الوزارية، جميع المسؤولين والفاعلين في الميدان إلى اليقظة والحذر للتعامل مع أسراب الجراد المحتمل دخولها إلى جنوبالجزائر خلال فترة الربيع، والتدخل لوقف زحفها أو القضاء عليها في الوقت المناسب، خاصة وأنه تم تسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية الكفيلة بمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة على المحاصيل الزراعية، فضلا عن تنصيب الآليات من جهاز الاستكشاف والمكافحة الأرضية الذي تم وضعها والمتكونة من 14 فرقة للتدخل ومن بينها 11 أرضية و 3 جوية، وجهاز للتدخل يتألف من 231 وحدة تتوزع على قواعد المعهد الوطني لوقاية النباتات. وأشار بن عيسى، إلى أن الإجراءات التي اتخذتها مصالحه السنة الماضية في إطار جهاز مراقبة ومكافحة الجراد، سمحت بمعالجة 170 ألف هكتار منذ بداية شهر أكتوبر 2012، 210 هكتار عن طريق الجو، مؤكدا على وضع جميع الإمكانات الضرورية من أجل دعم القدرات الوطنية وذلك بالتعاون مع مختلف الشركاء على غرار وزارة الطاقة، الصناعة، النقل، الداخلية، والدفاع. وألح بن عيسى، أن يشمل التنسيق دول الجوار، سيما دول منطقة الساحل المعنية بالدرجة الأولى بخطر الجراد، من خلال تبادل المعلومات، وتقديم المساعدات للدول المحتاجة للدعم. وحسب الشروحات التي قدمها المدير العام للمعهد الوطني لوقاية النباتات خالد مومن، خلال نفس المناسبة فقد شمل الاستطلاع 293236 هكتار منها 238990 هكتار عن طريق الجو أي ما يعادل 83٪ من مجموع المساحة الكلية، فيما حددت مساحة 100 ألف هكتار للمعالجة خلال الفترة الممتدة من مارس إلى جوان 2013 . وأوصى مومن، بالعمل في حالة غزو الجراد على تحديث وتثبيت تطبيق الجراد في الوسط المحلي والمجالس الولائية، التدريب المستمر للمنقبين والمسؤولين المحليين، وكذا التدريب المستمر والتعليم لصالح السكان المحليين. وعن وضعية الجراد في منطقة الساحل، أوضح ذات المسؤول أن جميع البلدان المعنية شرعت في تجسيد برنامج مكافحة الجراد، حيث تم معالجة 28,334 هكتار بموريتانيا، 64,225 هكتار بالنيجر، و4,783 هكتار بالمغرب، في حين لم يتضح الوضع بمالي بسبب الوضع الأمني غير المستقر. وأكد مومن أن الجزائر تمتلك مخزونا كافيا من الأدوية لمكافحة الجراد وهي كافية لحماية الجزائر من هذه الظاهرة، وموزعة عبر كل الولايات، مضيفا أن الجزائر عملت على تدعيم الدول المجاورة كالنيجر ب 50 ألف لتر والتشاد بنفس الكمية، وهي تحضر لتقديم دعم إضافي لمالي يقدر ب30 ألف لتر. وفي رده على سؤال «الشعب» حول إمكانية تهديد أسراب الجراد للأراضي الفلاحية المتواجدة بالشمال، استبعد مومن ذلك، حيث أكد أن الجزائر أمام حالتين إما تجمع أسراب الجراد في مواقع محددة خلال فترة جفاف النباتات وهنا تسهل عملية القضاء عليه، أو انتقاله من الصحراء الوسطى باتجاه جنوب النعامة والبيض، وصولا إلى بشار خلال فترة الربيع وهو ما يفرض علينا استنفار جميع الوحدات والفرق لمتابعة وضعية تطوره، ومنع تكاثره.