كشف المدير العام للمعهد الوطني لحماية النباتات السيد سيد علي ميموني أن الحكومة رصدت أزيد من 3 ملايير دينار كغلاف مالي مبدئي لمواجهة خطر أسراب الجراد التي يخشى أن تتسرب إلى الجزائر من دول الساحل المتاخمة لحدودنا الجنوبية وعلى الخصوص مالي والنيجر، موضحا في ذات السياق أن كل الوسائل المادية والبشرية جندت للغرض.وأوضح المتحدث أن الأيام ال20 المقبلة (نهاية شهر أوت إلى بداية سبتمبر)، ستكون حاسمة كونها ستحدد ما إذا كان هناك جراد بشمال مالي المنطقة التي تعتبر الأخطر على الولايات الجنوبية الجزائرية من حيث ظهور أسراب الجراد. وأشار السيد ميموني خلال لقاء نظم أمس بمقر الوزارة الوصية بحضور السيد رشيد بن عيسى وعدد من الإطارات المعنية بموضوع مكافحة الجراد، إلى أن كل الولايات المعنية جندت الإمكانيات اللازمة لمواجهة زحف محتمل للجراد لاسيما المبيدات التي قدر مخزونها هذه السنة بما يقارب 4 ملايين لتر، مضيفا أن فرق الاستعلام والاستكشاف تعمل جاهدة بولايات الجنوب، تمنراست بشار وادرار، حيث تم استكشاف برا 3200 هكتار فيما بلغت المساحة المستكشفة جوا أزيد من 20220 هكتارا ما بين الفترة الممتدة من 28 جويلية إلى 6 أوت الجاري خلصت إلى أن الوضع عادي ولم يلاحظ أي جراد بالمنطقة. وأجمع الحاضرون في اللقاء بمن فيهم ممثل مصالح الأرصاد الجوية على أن الظروف المناخية الحالية ملائمة ومشجعة لقدوم الجراد ما يدعو إلى ضرورة التحلي بالحذر وتكثيف العمل التحسيسي في أوساط سكان المناطق المعنية بظاهرة الجراد لاسيما البدو الرحل قصد الإسراع في التبليغ بمجرد ملاحظة أي تحرك أو نشاط للجراد. وحسب مسؤول معهد حماية النباتات من الحشرات فان الوضعية متحكم فيها حاليا في الجزائر في انتظار مستجدات الأسابيع المقبلة حيث ينتظر تلقي معلومات من الفرقة العاملة بمنطقة كيدال بمالي والنيجر هذه الأخيرة التي أوفدت مؤخرا فرق استكشاف للمنطقة الجنوبية من البلاد فيما يبقى المشكل مطروحا في منطقة شمال مالي حيث لا توجد فرق استكشاف ولا شيء نظرا للوضعية السياسية والأمنية التي تعرفها مالي حاليا. وأشار المتحدث، من جهة أخرى، إلى أن الجزائر لم تكن يوما مصدر انطلاق الجراد ما يؤكد أنها متحكمة في الوضعية بعد أن وفرت كل الوسائل اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة من مبيدات ومروحيات الاستكشاف و250 شاحنة و600 جهاز لمعالجة مساحات شاسعة بالجنوب.وأوضح في هذا الصدد أنه في الحالات العادية تتم معالجة 50 ألف هكتار من المساحات بينما يرتفع هذا الرقم إلى 200 ألف هكتار عند حصول الزحف ألجرادي. فيما تم التنسيق والعمل المشترك مع دول الساحل بمساعدة جزائرية على مختلف الأصعدة. من جهة أخرى، قام المعهد بثلاثة سناريوهات محتملة أنجزت على أساس ما سبق من حالات زحف الجراد التي عرفتها الجزائر والتي كان أخرها في سنتي 2004 و2005 تم من خلالها ضبط المخططات الناجعة لمواجهتها في حال حدوثها.