مواصلة الجهود الرامية لاستعادة المكانة الحقيقية لبلادنا وهيبتها لدى دول العالم تحقق الجزائر انتصارات دبلوماسية تعزز مكانتها وأدوارها على الصعيد الدولي، بفضل رؤية ونهج رئيس الجمهورية، التي تحظى باحترام وتقدير كبير من قبل المجتمع الدولي في ظل القيم والمبادئ الثابتة في حل العديد من الأزمات والتوترات على المستويين الإقليمي والدولي في إطار تعزيز الأمن وإرساء قيم السلم والاستقرار والمساهمة في تسوية النزاعات بالطرق السلمية والحوار والتفاوض، لاسيما في دول الجوار ومنطقة الساحل الإفريقي التي تشهد أزمات سياسية وأمنية. كثفت الدبلوماسية الجزائرية نشاطها تزامنا مع مشاركة رئيس الجمهورية في أشغال الدورة العادية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تشكل فرصة لتكثيف التحركات الدبلوماسية عالية المستوى من أجل تقوية الشراكات والعلاقات الاستراتيجية بين الجزائر والدول المشاركة في هذه الدورة، من خلال تبادل وجهات النظر ومناقشة كبرى الملفات والقضايا المطروحة، في ظل التحديات الدولية الراهنة والتحولات المتسارعة التي يعرفها العالم اليوم على كافة المستويات والأصعدة. تتطلع الجزائر إلى مواصلة الجهود الرامية لاستعادة مكانتها الحقيقية وهيبتها لدى دول العالم والسعي إلى تعزيز وجودها في أحداث إقليمية ودولية بديناميكية جديدة غير مسبوقة، تؤكد الرؤية المتجددة للسياسة الخارجية الجزائرية، في إطار الالتزامات التي تعهد بها رئيس الجمهورية وإرادته القوية في بلورة أهداف الدبلوماسية الجزائرية القائمة على أسس ثابتة لا تتغير، على رأسها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودعم السلم والأمن وتكريس مبدإ التسوية السلمية للنزاعات والارتقاء بمبادئ وقيم عدم الانحياز والإسهام في الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وتعزيز التعاون والتنسيق في هذا الإطار، من خلال عرض تجربتها الناجحة وخبرتها الطويلة المشهود لها. وتحرص الدولة على تكثيف العمل متعدد الأطراف وتنويع الشركاء الدوليين في سياق إقليمي ودولي معقد، يقتضي تقوية الشراكة الاستراتيجية الدولية وتفعيل أدوار الدبلوماسية الجزائرية على المستوى الدولي، بشكل يؤهلها لتعزيز مكانتها وقيمتها على الساحتين الإقليمية والدولية وتقديم مساهمتها الفعالة في عمليات حفظ السلم وترقية فضاءات الأمن والاستقرار والعمل على تشجيع البحث عن الحل السلمي للنزاعات والأزمات التي تهدد السلم والأمن الإقليمي، خصوصا في إفريقيا، بإشراف المنظمات الدولية من خلال تقوية الشراكة الاستراتيجية بين الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية وإعادة رسم العلاقات الدولية. تمسك بمبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة كما تلتزم الجزائر وتتمسك بمبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة ووضع احترام قواعد ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي في صميم رؤيتها، وضم جهودها مع بقية الأعضاء في المجلس في إطار إضفاء فعالية أكبر على الجهود الأممية الرامية لمنع نشوب النزاعات وحلها عبر السبل والطرق السلمية ودعم دور المنظمات الإقليمية الفاعلة، من خلال تفعيل دورها الدبلوماسي على المستوى الدولي الذي تجسد في فوزها بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة 2024 -2025 الذي يعكس الاعتراف بالدور الجزائري على صعيد حل الأزمات الدولية. في هذا الإطار، يؤكد الأستاذ في الشؤون الجيو سياسية الدكتور رشيد علوش، أن الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها الجزائر، ستكسبها ثقلا جيو إستراتيجيا وتمكنها من تفعيل أدوارها في حل الأزمات والاستعداد للمشاركة في مسار صنع القرار الدولي واسترجاع مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال الجهود المكثفة في إطار السعي لكسب العديد من الرهانات السياسية والأمنية والاقتصادية. ويشير الأستاذ في الشؤون الجيو- سياسية إلى أن هذه المكاسب الدبلوماسية المسجلة، تجسدت في إطار الالتزامات التي تعهد بها رئيس الجمهورية من أجل الدفاع عن المصالح الاستراتيجية للبلاد، من خلال حرصه على تفعيل آليات إعادة صياغة ورسم أولويات الدبلوماسية الجزائرية التي انتقلت من مرحلة الدبلوماسية الكلاسيكية إلى دبلوماسية الفعل والتأثير.