* نموذج للعمل متعدد الأطراف من أجل السلم والأمن في العالم * عرفان أممي بدعم الرئيس تبون للقضايا العادلة والعمل متعدد الأطراف * دور فاعل للدبلوماسية الجزائرية في دعم استقرار دول الجوار * استعداد تام للجزائر للمشاركة في مسار صنع القرار الدولي * تقوية الشراكة الاستراتيجية بين الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية يشارك، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، هذا الأسبوع، في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية المقرر إنطلاقها الثلاثاء.وضمن هذا الإطار، غادر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أرض الوطن أمس السبت متوجها إلى مدينة نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، للمشاركة في أشغال الدورة العادية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حسبما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية، وكان في توديع رئيس الجمهورية كل من رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، والوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان.مشاركة رئيس الجمهورية في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي سيلقي خلالها خطابا، ويلتقي رؤساء دول وحكومات على الهامش تأتي في سياق متميز، تطبعه علاقة الاحترام المتبادلة بين الجزائر وبين الهيئة الأممية التي أطرأت في عدة مرات بمواقف الجزائر الدولية كما رحبت بتواجدها ضمن مجلس الأمن كعضو غير دائم، وهي التي اقتطعت مقعدا لها كممثل للقارة الإفريقية بداية من جانفي القادم. علاقات الجزائر بمنظمة الاممالمتحدة مؤخرا، توطدت بشكل بارز بفضل تنامي الأدوار التي ما فتئت تقوم بها الجزائر في إطار العمل متعدد الاطراف لمواجهة التحديات التي تواجهها المجموعة الدولية في المرحلة الراهنة، ما جعل العديد من الاطراف تتطلع إلى الإضافة النوعية التي ستقدمها الجزائر بعد انتخابها كعضو غير دائم في مجلس الامن، لا سيما في مجال إرساء قيم السلم وحل النزاعات، في سياق اعادة الاعتبار للهيئة الاممية وتكريس مصداقيتها. أهلت الأدوار الدبلوماسية الفاعلة التي تقوم بها الجزائر على المستوى الدولي، الجزائر لتولي المنصب داخل مجلس الامن خلال الفترة 2024 -2025، حيث ينتظر أن تسهم بتجاربها في الوساطات وحلحلة النزاعات في طي الكثير من الملفات التي مازالت تثقل كاهل الهيئة الأممية. وسبق للأمين العام للام المتحدة انطونيو غوتيريس، أن قدم شهادته بهذا الخصوص، عندما عبر عن اعتزازه باللقاءات التي جمعته بالرئيس تبون، وبما لمسه من حرص على تعزيز دور الأممالمتحدة والعمل متعدد الأطراف، فضلا عن الدور الفاعل للدبلوماسية الجزائرية في دعم استقرار كل من ليبيا ومالي، ومساهماتها الفعلية في الدفع بأهداف التنمية المستدامة في المنطقة والقارة بأكملها. والتزاما منه بالمهمة الثقيلة التي تنتظر الجزائر خلال عهدتها، حرص الرئيس تبون في رسالة وجهها للأمين العام الاممي شهر جوان الماضي، على تقديم الخطوط العريضة للأولويات الرئيسية للجزائر، ضمن هذا الجهاز والمرتكزة على المبادئ التي تعتلي المكانة الأسمى في عقيدة سياستها الخارجية. وشدد رئيس الجمهورية في رسالته، على أن انتخاب الجزائر عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "يلقي على عاتق بلادنا مسؤولية خاصة، متمثلة في المشاركة في مسار صنع القرار الدولي الهادف إلى تعزيز السلم والأمن الدوليين". وتنبع قناعة الرئيس تبون، انطلاقا من أن الجزائر التي تولت بنجاح رئاسة جامعة الدول العربية، ستعمل على اعادة تأكيد المبادئ والمثل المؤسسة لسياستها الخارجية، مع تقاسم رؤيتها بشأن المسائل المدرجة في جدول أعمال مجلس الأمن، معتمدة في ذلك على إرثها التاريخي الثقيل. وحرص رئيس الجمهورية على التذكير بمبادئ وقيم ميثاق الأممالمتحدة التي توليها السياسة الخارجية الجزائرية أهمية كبيرة، مع تمسكها بالمساهمة بحيوية وبالتوافق مع جميع الدول الأعضاء على تعزيز وتكريس المبادئ والقيم المقدسة لميثاق الأممالمتحدة وتجسيد الأهداف النبيلة التي ولدت من أجلها هذه المنظمة. كما تضع الجزائر احترام قواعد ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي في صميم رؤيتها، وعلى رأسها حق الشعوب في تقرير المصير، انطلاقا من التزامها بقيم العمل متعدد الأطراف، فضلا عن مساعيها لتعزيز التعاون والصداقة بين الدول على المستويات الإقليمية والقارية والدولية وتكريس مبدأ التسوية السلمية للنزاعات. وتراهن الجزائر خلال عهدتها القادمة على تركيز جهودها على تعزيز السلم والأمن الدوليين، والارتقاء بمبادئ وقيم عدم الانحياز ومواصلة مكافحة الإرهاب، فضلا عن مشاركة النساء والشباب في كل هذه الجهود الدولية. وتولي الجزائر من خلال الاجندة التي ستعتمدها، أهمية لمسألة تقوية الشراكة الاستراتيجية بين الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية، وفقا للفصل الثامن من ميثاق الأممالمتحدة، كون ذلك يعد أحد الأهداف الرئيسية للجزائر في المنظمة، إذ بالإضافة إلى منع نشوب النزاعات وحفظ السلام، تعتبر الجزائر هذه الشراكات ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة. كما تحرص الجزائر أيضا على تعزيز الشراكة بين الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة، من أجل مستقبل أفضل لإفريقيا والإنسانية، في الوقت الذي تؤكد فيه تمسكها بمبدأ عدم الانحياز واحترام استقلالها وقراراتها السيادية في ظل التطورات الراهنة التي تشهدها الساحة الدولية، المتسمة بإعادة رسم العلاقات الدولية. وبصفتها منسق الاتحاد الإفريقي المعني بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، فان الجزائر تؤكد مواصلتها تبادل خبرتها الطويلة المشهود لها والمعترف بها في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والتي ستكون جزءا لا يتجزأ من عملها داخل مجلس الأمن، بغية الإسهام في الجهود المبذولة في هذا المجال وتعزيز التعاون والتنسيق في هذا الإطار.