تقدم الجزائر نفسها كمعبرة عن الهموم الإفريقية، وكمتحدثة باسم دول وشعوب القارة، هو جزء من خطابها الدبلوماسي المكرس في سياستها الخارجية، ولم يحدث أن تراجعت عن هذا الدور، وينتظر أن تكرسه أكثر بالدفاع خاصة بعد تبوئها مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، حسب ما يراه أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور حمزة حسام. أبرز الأستاذ حسام في تصريح ل «الشعب»، أن الجزائر تؤكد دائما على هويتها الإفريقية، وعلى أنها صوت القارة سواء تعلق الأمر بقضايا التحرر، أو بتقرير المصير، أو في قضايا العدالة في المنظومة الدولية، بما يضمن حقوقا أكثر لإفريقيا، أضاف في السياق أن الجزائر كانت دائما معبرة عن هذا الطموح، وبوصولها الى منبر مجلس الأمن الدولي، «من المؤكد أننا ستشهد تكريسا لأسلوبها وخطابها المعهود». انطلاقا مما جاء في كلمة رئيس الجمهورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحديثه عن الغبن التاريخي الذي لحق بالقارة الإفريقية، يؤكد حسام انه سيكون هناك عملا وسعيا جزائريا دؤوبا، من أجل إنصاف أكثر للقارة، وإشراكها سواء في عملية اتخاذ القرار، أو ما يسمى بالعولمة العالمية، وذلك بإعطائها أدوارا تتناسب مع حجمها الاقتصادي والديمغرافي، والمكنونات الاقتصادية التي تزخر بها، وتأثيرها مستقبلا في المعادلة الاقتصادية العالمية، او إشراكها في بنية المؤسسات. قال إن الجزائر سترافع من اجل منح القارة الإفريقية مقعدا دائما في مجلس الأمن خلال مقعدها غير دائم بهذا المجلس، ويعتقد حسام أن إنهاء الاستعمار في إفريقيا سيكون أهم شيء ستدافع عليه، وسينصب مجهودها على الصحراء الغربية كآخر مستعمرة افريقية، حيث ستقوم بتحريك القضية وتحسيس العالم بها أكثر، وبالتالي إعطاء دفع للعملية الأممية ولمجهود المبعوث الأمين العام الأممي الى الصحراء. يرى المحلل السياسي حسام انه من الأشياء التي ستميز العمل الجزائري في مجلس الأمن، هي المرافعة من اجل التنمية للقارة الإفريقية، مشيرا إلى أن التعامل مع هذه الأخيرة على المستوى العالمي وفق تصور أمني بالأساس، وكأنها في حاجة فقط لحلول أمنية للمشكلات والأزمات التي تعاني منها القارة، في حين يهمل البعد التنموي، في حين لا بد أن تكون الحلول الأمنية بالموازاة مع التنمية، لان ضمان حلول جذرية كما جاء في كلمة رئيس الجمهورية في منبر هيئة الأمم، يتطلب حلولا تقوم على أسس تنموية، حل مشكلات التي تؤدي الى التطرف، الإرهاب من جذورها، عن طريق التنمية، وفي نفس الوقت دعم قدرات الدول لحوكمة إقليمها، وتلبية حاجيات مواطنيها الاقتصادية والاجتماعية. وقال إن الجزائر قد أدركت منذ زمن أن الحلول التي تعتمد على الأساليب العسكرية، لا تؤدي الى حل النزاعات، بقدر ما تقوم بدور « المسكنات « فقط، ولذلك فهي تقترح المقاربة التنموية، وتلح على أن يكون التعامل مع إفريقيا وفق هذه المقاربة، ومساعدة الدول الإفريقية لأجل تنمية نفسها، عن طريق الاستثمارات والتمويلات اللازمة، نقل التكنولوجيا حتى تستطيع تلبية الحاجيات الاقتصادية والاجتماعية لمواطنيها، وتقطع الطريق أمام كل التنظيمات والأطراف التي تستغل حالات العوز والفقر من أجل تجنيد مواطنيها للقيام بالعمليات الإرهابية.