لا يخفى على أحد شكل وطبيعة الهجمة الإرهابية التي تتعرض لها الأرض الفلسطينية منذ قرابة القرن والتي تستهدف الوجود على الأرض بهدف تذويبه أو على الأقل تشويهه...ويحاول عرابو المشروع الصهيوني داخل فلسطين وخارجه زج الصراع برمته داخل عباءة الدين مستندين في ذلك لسلسة طويلة من الأكاذيب والتدليسات التي أتخموا بها كتبهم ومعها عقول البشر على ظهر الكوكب هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يعتبر غياب الجهد البحثي الفلسطيني والعربي الذي يؤصل للرواية الفلسطينية ويدفع باتجاه تبيان تناقضات الرواية الصهيونية مع المنطق والتاريخ عامل آخر أتاح المحتلين إدخال عقيدة وعقدة مشروعهم الإستعماري داخل عباءة الدين مع ما يعنيه ذلك من قدرتهم على تحشيد قطاعات واسعة من متعصبي الغرب داخل معسكرهم. إن المتتبع لشكل الطقوس التي يقيمها الصهاينة هذه الأيام داخل المسجد الأقصى لا يحتاج لعظيم جهد أو عناء ليستنتج أصلها الوثني وإن سرنا خلف هذا الإفتراض يحق لنا أن نتسائل من أي حضارة أو مثيلوجيا إستحضرها كتبة التوراة وشروحاتها التي دونت بعد قرون من نزولها....إن سلمنا لهذا الرأي الذي يظل إفتراضاً ويحتاج لجهد بحثي مضني لتأصيله وجب علينا أن نتسائل هل من المستبعد على من زور في شريعة ربه وألصق به تهماً يأنف المرء ذكرها أن يزور وعد على لسانه....ومن يتقول على لسان ربه كذباً يكون من السهل عليه أن يختلف يخترع طرائق وأشكال عبادته وفق لهواه أو مصالحه. أتعلم عزيزي القارئ أن النجمة السداسية التي يقول عنها الصهاينة نجمة داوود هي شعار ورمز ديني وثني كنعاني وجد في فلسطين قبل الميلاد بثلاثة ألاف عام أي قبل وجود الدين اليهودي بألفي عام على أقل تقدير وهو بالأساس يرمز للحياة والفناء في معتقد الكنعانيين ويرمزان لعشتار رمز الأنوثة والخصب.....الصهاينة الآن يقولون إن هذه النجمة كانت منقوشة على خاتم نبي الله ودرعه فهل كان داوود النبي وثنياً وحاشاه ذلك... وفي هذا الجانب أيضاً ...الشيكل هو عملة كيان الاحتلال وهو بالأصل كما يقول التاريخ عملة كنعانية كانت تعرف بالشاقل ووجد إسمها مدون في آثار بابل كعملة لشعب كنعان قبل وجود اليهود في الدنيا بألفي عام ... إن ما نحتاجه الآن وبقدر حاجتنا لمقاومة العدو الصهيوني عسكرياً وسياسياً نحتاج لفتح أوسع اشتباك بحثي تاريخي معه لنفند روايته ونحن بهذا الجهد ومخرجاته لا نستعدي ديناً ولا عرقاً ولا نريد التشكيك في معتقد طالما ظل معتقده طقساً روحياً بينه وبين ربه إن ما نسعى إليه ضرب أسطورة ومكيدة دبرت بليل للإستيلاء على أرضنا ونجح من إختلقها في إلصاقها بالدين والدين منها براء.