أعادت العاصفة الثلجية الكبيرة التي اجتاحت المناطق الشمالية عامة ومنها ولاية سطيف، هذه الأيام إثارة مطلب السكان لتوفير الغاز الطبيعي الذي في غيابه طبعا يضاعف من ضرورة توفير قارورات غاز البوتان بشكل دائم وبالكميات اللازمة. وقد عملت الجهات المعنية بالولاية وعلى رأسها شركة نفطال بالتعاون مع مديرية المناجم والطاقة للولاية على توفير هذه المادة لمواجهة مثل هذه الأوضاع الصعبة، وكانت المبادرة الأساسية هذه السنة هي افتتاح مركز برقاعة للتموين بقارورات الغاز والذي يغطي طلبات سكان أكثر من 20 بلدية منها 18 تابعة للشمال الغربي للولاية، وهي منطقة صعبة التضاريس قاسية المناخ في الشتاء. وفي هذا الصدد اتخذت مؤسسة نفطال احتياطها بتوسيع مركز التوزيع لقارورات غاز البوتان بمدينة بوقاعة التي تعتبر عاصمة المنطقة الشمالية الغربية للولاية وهي المنطقة الجبلية ذات التضاريس الصعبة والمناخ القاسي، وقد تمّ رفع طاقة الاستيعاب لهذا المركز ب 13000 قارورة غاز بوتان إضافية ليصبح العدد الإجمالي الجديد 35000 قارورة، بعد أن كان في الموسم الماضي لا يتعدى 22000 قارورة. وهو المركز الذي من شأنه تلبية الحاجيات الكبيرة لسكان المنطقة من هذه المادة الأساسية في التدفئة والطبخ للعديد من الأسر في العديد من القرى والبلديات التي لم تستفد بعد من الربط بشبكة الغاز الطبيعي. وللعلم، فإن المركز سيغطي احتياجات كل البيوت التي لم تربط بعد بالغاز الطبيعي في 17 بلدية تابعة للمنطقة الشمالية الغربية وعلى رأسها بلديات بوسلام وايت تيزي وايت نوال مزادة بمنطقة بوعنداس، وهي البلديات التي لم يتم بعد ربطها بالشبكة في كل اقاليمها. كما ان اجراءات هامة جديدة اتخذتها مديرية الطاقة والمناجم لولاية سطيف بالتنسيق مع مؤسسة نفطال للتكفل بمستعملي قارورات غاز البوتان عبر ربوع الولاية لتوفيرها ونحن على مقربة من فصل الشتاء، خاصة في المناطق التي لم تستفد بعد من مرفق الغاز الطبيعي، والجديد في الاجراءات هو تموين أصحاب المداجن الذين يتولون انتاج الدجاج والديك الرومي المنتشرين في العديد من البلديات النائية، والذين يعتبرون من المستهلكين الكبار لقارورات البوتان ذات وزن 13 كغ والموجهة بالدرجة الأولى للبيوت، حيث اتخذت الجهات المذكورة اجراء تزويد هؤلاء بقارورات البروبان ووفرت لهم في مخازن نفطال 35000 قارورة لتلبية الحاجيات المتزايدة في ظروف حسنة لا تؤثرعلى نشاطهم ولا تؤدي الى المنافسة في الطلب مع أصحاب البيوت التي لم تتزود بعد بالغاز الطبيعي. ومن جهة أخرى، فإن الجهات المعنية تزودت بآليات نقل مناسبة لكل الدروب وخاصة أثناء تساقط الثلوج بالمناطق الجبلية وهو ما يضمن وصول القارورات سواء البوتان أو البروبان بشكل منتظم للجميع. ولم تعرف ولاية سطيف خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة بها، والتي تمثلت في تساقط الأمطار والثلوج بكثافة، كعادتها أزمة كبيرة في عملية التمون بقارورات غاز البوتان، ويرجع السبب إلى تزود العديد من البلديات، خاصة الشمالية منها، والتي تتمتع بطقس بارد جدا في الشتاء بالغاز الطبيعي، وهكذا شهدت 258 نقطة بيع معتمدة على مستوى الولاية لقارورات الغاز حركة شبه عادية دون ندرة كبيرة لهذه المادة، ولأول مرة لم تنتظم الطوابير ولم ترتفع الأسعار خاصة، كما حدث العام الماضي. وللإشارة تتمون ولاية سطيف بهذه المادة من مركزي بجاية والخروب إلى مركز التعبئة بالولاية والمتواجد بمدينة العلمة، وهما مركز تابع لشركة نفطال، كما أن الشركة المذكورة فتحت في الخريف الماضي مركزا لتزويد السكان خاصة المناطق الشمالية الغربية التي لم تستفد بعد من الغاز الطبيعي بقارورات الغاز بشكل منتظم إلى غاية تعميم الاستفادة كغيرها من المناطق من الغاز الطبيعي. ولمواجهة العاصفة الأخيرة التي حلت يوم الخميس ألماصي، علمنا من مصادر بمديرية الطاقة والمناجم بالولاية، أن الجهات المعنية بتوفير قارورات الغاز وعلى رأسها مركز التعبئة بالعلمة الذي تبلغ طاقته الانتاجية 24000 قارورة في اليوم، قد اتخذت كافة الاحتياطات لموجهة الموقف إذ يتوفر المركز المذكور على 37 طن من المادة الأولية، كما وزع 19000 قارورة في اليوم الأول للعاصفة مع بقاء 8500 قارورة في المخزن، ونفس الأمر تولاه مركز التموين ببوقاعة، غير أن الإشكال المطروح بهذا المركز هو انقطاع الطرق بالجهة بسبب كثافة الثلوج بها، مما يعقد عملية التموين العادية من مركز العلمة، وبشكل عام فإن استفادة عدة مساكن بلغ عددها أكثر مكن 7000 منذ بضعة أسابيع في شمال وجنوب الولاية من الغاز الطبيعي قلل من حجم المعاناة.