احتضنت الأكاديمية الدولية "عقبة بن نافع الفهري" ببرج بوعريريج، جلسة شعرية وأدبية لعديد من الشعراء والأدباء ضمنت عرض قصائد ودواوين شعرية بالفصيح، نوّه من خلالها الشعراء المشاركين ببطولات المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاشم، مع إبراز ذلك القاسم المشترك بين الشعب الجزائري والفلسطيني في طول نفس المقاومة لنيل الحرية والاستقلال.. تأتي الأمسية الشعرية والأدبية، بحسب الشاعر مدير الأكاديمية الدولية عقبة بن نافع الفهري، بالتزامن مع ما تشهده مدينة غزة المرابطة وفلسطين، من مقاومة وجهاد ضد المحتل الصهيوني الغاشم، وما يشهده الأهالي من أعمال ذبح وتقتيل للأطفال أمام مرأى العالم والمجتمع الدولي، حيث شملت التظاهرة إلقاء قصائد وأبيات شعرية من طرف شعراء قدموا إلى برج بوعريريج من مختلف الولايات، على غرار الشاعر قلمين ابراهيم من ولاية المسيلة والشاعر والناقد عبد المالك بومنجل من ولاية سطيف، والشاعر عبد المالك دردوخ من الجزائر العاصمة، وعديد الشعراء من ولاية برج بوعريريج وضواحيها، منهم عبد الكريم العيداني وحسان عبابسة وعبد المطلب، مشيدين بدور الكلمة في فضح الاحتلال وتنوير الرأي العام، وفي دعم المقاومة والدعوة إلى الجهاد كسبيل لنيل الحرية، وما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة، وما الحاجة إلى مفاوضات وعهدات المتوجة بالتطبيع إلا عبثية، يراد من خلالها كسب مزيد من الوقت ومزيد من المستوطنات على حساب الشعب الفلسطيني. كانت الأمسية الشعرية أكثر حماسة بمداخلة الشاعر ابن حمام الضلعة من ولاية المسيلة، الشاعر قلمين ابراهيم جاء في مطلعها "علمتني الحياة أن الجميل.. يجعل الشائن القبيح جميلا، والعدو اللدود يغدو حميما ولو أن المعروف كان قليلا، وكثير المعروف ليس بالقضاء قيلا، وسيأتي بعد الربيع شتاء.. وأشاد الشاعر "أبو القلمين ابراهيم"، على هامش الملتقى، بالدور البارز والكبير، الذي أضحت تمثله هذه المناسبات بمدينة برج بوعريريج، باعتبارها فضاء يلتقى فيه الشعراء من مختلف الولايات لعرض ما تجود به أقلامهم من شعر فصيح وحر، تصدح به حناجرهم خلال هذه الأمسيات الشعرية، آخرها الأمسية الشعرية التي نظّمت تزامنا والمولد النبوي الشريف، والأمسية الشعرية التي احتضنتها الأكاديمية الدولية عقبة بن نافع الفهري، لمناصرة أهالي غزة وفلسطين في محنتهم هذه الأيام، مضيفا بأن الشعر يستعيد طريقه بهذه الولاية، من خلال استضافتها لشعراء من مختلف الولايات وفي مختلف المناسبات، وقال "إن الشعر يعد بمثابة المتنفس وروح الجسد، كونه يعبر عن خلجاتها وعما يدور بخاطره على حد قوله، كما أنه ليس غريبا على شعبنا في الجزائر أن يكون من بينهم الكثير من الشعراء، فهي موطن مهم للشعر للعربي، من تلك المواطن العديدة للشعر في الوطن العربي"، مستشهدا بهذا الارتباط الوثيق بين الجزائر والشعر، بعدد الشهداء الذين استشهدوا في سبيل نيل الحرية والانعتاق، إذ أضحى صفة لصيقة وسمة بارزة، كلما ذكر اسم الجزائر وإلا وذكر معها شعب المليون ونصف المليون شهيد، فكذلك هو الأمر مع ذكر الشعر في الجزائر، قائلا "أليس فينا محمد العيد آل الخليفة ومفدي زكريا، الذي اقترن اسمه بشاعر الثورة الجزائرية، ولو راجعت التاريخ لوجدت أنه ينذر أن يمر عليها عام دون أن تلد الجزائر فحلا شاعرا، فالجزائر ولادة للشعراء وبلد يستحق لقب بلد الشعراء". وأضاف المتحدث أن الشعر في الجزائر هو الأداة التي استعملتها جمعية العلماء المسلمين عن طريق شاعرها محمد البشير الابراهيمي ليوقظ نفوسا غافلة وضمائر ناعسة من الاستعمار، ليعود بها إلى حضيرة الحق والخير والوطن، عبر الكملة والشعر ومنها أيضا شعر محمد العيد آل خليفة في ثورة الجزائر مكانه لا يجهله إلا جاحد أو جاهل على حدّ قوله.. واعتبر الشاعر وأستاذ النقد الأدبي بجامعة سطيف "عبد المالك بومنجل" على هامش الملتقى، المناسبة فرصة مهمة لاقتناص مناسبة نضالية أخرى لتاريخ الأمة المعاصر، وما أنجزته المقاومة الفلسطينية من ضرب قوي في العدو الصهيوني، وما تعيشه هذه القضية وغزة المرابطة من تدمير وقمع وحشي لا يراعي طفلا ولا امرأة ولا مبنى ولا حتى مستشفى، مؤكدا في ذات السياق على ذلك التشابه الموجود بين الثورة التحريرية والمقاومة الفلسطينية، "إذ لطالما شكلت الثورة الجزائرية مصدرا للإلهام وقبسا يستضاء به لدى الشعوب المظلومة والمقهورة التي عانت من ويلات الاحتلال، وكذلك بالنسبة للشعب الفلسطيني، حيث ينبغي أن لا يبالي بعدد الشهداء، فالجزائر قدمت ملايين الشهداء إلى أن وصلت إلى هدفها، وكذلك الفلسطينيون سيحققون هدفهم ومبتغاهم في النهاية مهما طال الزمن أو قصر وعدا حقا"، معتبرا أن الكلمة التي لطالما كانت في زمن ثورتنا مؤثرة جدا، ككلمات العلماء والشعراء والخطباء، فكذلك الكلمة الآن بشعر أو بغيره يمكن أن تحدث الفارق، حيث تبقي القضية حية في قلوب الناس.