تطرّق أخصائيون في مجال الوقاية وطب العمل خلال ملتقى جهوي نظم نهاية الأسبوع بورقلة، حول الوقاية من السرطانات المهنية إلى عدة محاور أهمها، السرطانات المهنية الواقع والآفاق، مراحل التصريح بالأمراض المهنية، المواد المسرطنة بأماكن العمل المعترف بها حسب المخطط الوطني للسرطان، إجراءات وشروط العمل التي يمكن أن تنشأ عنها سرطانات. شكّل اللقاء الذي جمع مختلف الأطراف الفاعلة في مجال طب العمل حسب المنظمين، فرصة لتعزيز أطر تبادل الخبرات والتحسيس بأهمية النشاطات الوقائية في الحفاظ على صحة وسلامة العمال بمحيط العمل، إضافة إلى إعلام وتحسيس وتحفيز أرباب العمل، فضلا عن تسليط الضوء على تحديد الأسباب المؤدية إلى السرطانات المهنية. كما ناقش الملتقى الذي نظمه الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء وبالشراكة مع الجمعية الجزائرية، تحت شعار "تحديد السرطانات المهنية: خطوة نحو الوقاية منها"، ظاهرة العزوف عن التصريح بالأمراض المهنية. وأبرز المتدخّلون خلاله، أهمية دور الصندوق في منظومة الوقاية من المخاطر المهنية، في ظل مساعي الدولة الجزائرية لترقية السياسة الوطنية للوقاية من المخاطر المهنية، من خلال العديد من النصوص التشريعية والتنظيمية في مجال الوقاية الصحية والأمن وطب العمل. من جانبه الدكتور جمال مطاري المدير المركزي للوقاية، أكّد أن الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، يحرص على تجسيد السياسة الوطنية للوقاية من المخاطر المهنية على أرض الواقع، عبر تدخلاته العديدة بالميدان، بهدف الحفاظ على صحة العمال وتعريفهم بتدابير الوقاية الفردية والجماعية لضمان حياة مهنية سليمة وبيئة عمل آمنة، وكذا إرساء ثقافة الوقاية من المخاطر المهنية. ويعمل على التنسيق مع مختلف الفاعلين، بغية تأسيس هيكل عملي للوقاية من الأخطار المهنية، كما أشار إلى دور الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء فيما يخص الصحة والأمن في وسط العمل، والذي يعد مهما للغاية حسبه، بحكم المهام الموكلة له وفقا للنصوص التشريعية والتنظيمية التي تضبط مجال تدخله ميدانيا. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الصندوق خلال الفترة الممتدة من جانفي إلى سبتمبر 2023، سجّل 2148 خرجة ميدانية على المستوى الوطني نحو مختلف الشركات والمؤسسات، و1420 مهمة مراقبة مدى احترام التدابير الوقائية داخل المؤسسات. هذا وبلغ من جهة أخرى عدد المؤمّن لهم اجتماعيا المصابين بأمراض مهنية والمصرح بهم لدى الصندوق خلال الخمس سنوات الأخيرة، 1727 حالة، من بينها 45 حالة سرطان مهني، أي بنسبة 1.45 في المائة من إجمالي الأمراض المهنية المعترف بها، حسب الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء. كما أبرز ممثلو الصندوق، أن رهان التصدي للمخاطر المهنية يعد من أكبر الرهانات التي أصبحت تواجه المتدخلين في مجال الوقاية، نظرا لما تشكّله من أخطار على صحة العمال، حيث ومن المنتظر أن يتم خلال هذه الأيام العلمية اقتراح إثراء التشريع المنظم لهذا الجانب، والخروج بتوصيات من شأنها تحسين الشروط الكفيلة بحماية ووقاية العمال من مختلف المخاطر التي قد تطالهم بمناسبة ممارسة نشاطاتهم المهنية.