دعا مشاركون في أشغال ملتقى جهوي نظم يوم الثلاثاء بورقلة حول الوقاية من السرطان في الوسط المهني إلى ضرورة وضع آلية "ناجعة" للكشف المبكر عنها من أجل الوقاية منها. و أبرز متدخلون في هذا اللقاء من خبراء وأطباء في مجال الوقاية وطب العمل أهمية وضع آلية "ناجعة" تسمح بالكشف المبكر عن هذا المرض في الوسط المهني من أجل ضمان الوقاية الصحية للعمال، من خلال تحديد العوامل التي تتسبب في الإصابة بها، وذلك بالتركيز على تبادل الخبرات بين كافة الأطراف المعنية. و في هذا الجانب, تطرق المدير المركزي للوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية بالصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، جمال مطاري, في تدخله إلى دور هذه الهيئة في تجسيد السياسة الوطنية للوقاية من المخاطر المهنية على أرض الواقع لضمان حياة مهنية سليمة وبيئة عمل آمنة وكذا إرساء ثقافة الوقاية من تلك المخاطر. كما أبرز ذات المتدخل دور الصندوق بخصوص تحسيس أرباب العمل بأهمية التصريح بالعمال المصابين و العمل على تفادي الحوادث الخطيرة التي قد تضر بالعمال. و تطرق السيد مطاري أيضا إلى مسألة نقص التصاريح المهنية بالجزائر، رغم أن الوسط المهني -حسبه- لا يخلو من الإصابات بالسرطانات، حيث سجلت مديرية الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية بذات الصندوق – كما أضاف - ''ضعفا كبيرا'' في التصريح بالسرطانات المهنية على المستوى الوطني، مشيرا الى أن ظاهرة عدم التصريح تعتبر ''أول عقبة تواجه عملية الإحصاء". و من جهته, أكد الأستاذ المساعد في طب العمل, وقادي عمارة, على ضرورة تسليط الضوء على العوامل التي تتسبب في الإصابة بالسرطانات في الوسط المهني ومراجعة جدول تلك الأمراض على مستوى الصندوق، وهو الجدول الذي لم يتم تحيينه - حسبه- منذ سنة 1996 وذلك من أجل التكفل الأمثل بالمرضى. و ألقيت خلال هذا الملتقى الجهوي عدة مداخلات أخرى تطرق فيها المشاركون إلى موضوعات ذات صلة تخص هذه السرطانات و''مراحل التصريح بالأمراض المهنية والمواد المسرطنة بأماكن العمل المعترف بها حسب المخطط الوطني للوقاية من السرطان'' و أيضا حول ''إجراءات و شروط العمل التي يمكن أن تنشأ عنها سرطانات'' و''دور الصندوق في منظومة الوقاية من المخاطر المهنية''. و شهد هذا اللقاء الجهوي لناحية الجنوب الذي نظم تحت شعار "تحديد السرطانات المهنية :خطوة نحو الوقاية منها" بمبادرة من الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الإجراء (وكالة ورقلة ) بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية لطب العمل، مشاركة عميد كلية الطب بجامعة قاصدي مرباح بورقلة وممثلي هيئات مكلفة بالوقاية و مختصين في السلامة و طب العمل ورؤساء نقابات ورؤساء اللجان المتساوية الأعضاء للصحة و السلامة بالمؤسسات وممثلي المجتمع المدني.