أعطى القرار الوزاري المشترك رقم 1275 المتعلق بمشروع مذكرة، شهادة جامعية براءة اختراع المستلهم من الالتزام رقم 41 في برنامج رئيس الجمهورية حافزا كبيرا لعدة قطاعات وزارية هامة على رأسها وزارة التعليم والبحث العلمي التي احتضنت المشروع وبادرت الى إنشاء حاضنات أعمال عبر مختلف جامعات الوطن لتأطير مرافقة الطلبة المقبلين على التخرج وحاملي الأفكار المبتكرة من اجل ترجمتها في مؤسسات ناشئة ومصغرة بإمكانها المساهمة في ترقية الاقتصاد الوطني وتنويعه. بدأت حاضنات الأعمال المنتشرة بجامعات الوطن تلقى مزيدا من الاهتمام من قبل الطلبة حاملي الأفكار المبتكرة بفضل عملية المرافقة والتكوين المستمر من طرف مختصين في عدة مجالات تكنولوجية واقتصادية وحتى قانونية المكلفة بتأطير المشاريع المقترحة وإحاطتها بكل العناية حتى تتبلور في شكل مؤسسة ناشئة متكاملة والاستفادة أيضا من المزايا المعروضة كالتمويل والمقر الاجتماعي لتوطين هذه المؤسسات الذي اقترحته بعض الجامعات منها جامعة امحمد بوقرة ببومرداس، وهذا تحضيرا للمرحلة الثانية المتعلقة ببداية النشاط والدخول في مجال المنافسة الاقتصادية وربح الأسواق. ومنذ انطلاق القرار 1275 حيز التطبيق نوقشت عدة مذكرات تخرج في هذا المجال من قبل طلبة الأطوار النهائية ليسانس، ماستر2 والدكتوراه مع تسجيل حصيلة ايجابية مشجعة من قبل حاضنات الأعمال بالجامعات الجزائرية تعدّت ألف براءة اختراع لمشاريع جديدة أغلبها في مجال التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي ومجال اقتصاد المعرفة، وحوالي 300 مؤسسة ناشئة تحصلت على الوسم الخاص "لابال"، إضافة الى أزيد من ألفين طالب ناقش مذكرة تخرج مؤسسة ناشئة تحضيرا لخوض غمار التجربة الاقتصادية وولوج عالم الاستثمار. أمّا على المستوى المحلي بولاية، فقد ساهمت حاضنة الأعمال لجامعة امحمد بوقرة في تأطير ومرافقة 65 مشروعا مبتكرا للطلبة المتخرجين، الذين ناقشوا مذكرة تخرج حسب القرار 1275 والحصول على شاهدة مؤسسة ناشئة حسب الأرقام المقدمة من طرق رئيس الحاضنة الأستاذ سمير لشهب، وهذا من أصل 100 مشروع مسجل في السنوات السابقة، بالإضافة الى 200 طالب جديد مسجل خلال هذه السنة، وكلها مؤشرات ايجابية توحي بأهمية هذا التوجه الاقتصادي الذي تبنته الجامعة الجزائرية للاستثمار في الطاقات الكبيرة لدى الطلبة الجزائريين، وحتى خريجي معاهد التكوين المهني الذين يستفيدون هم كذلك من هذه التدابير والآليات التحفيزية للمشاركة الفعالة في دعم وترقية الاقتصاد الوطني، وكسب معركة التحول التكنولوجي والرقمي بفضل هذه الأفكار المبتكرة. وبهدف إنجاح هذا المسار الجديد لحاضنة الأعمال بجامعة بومرداس، بادرت الى تنظيم عدة فعاليات وأنشطة لتحسيس الطلبة بأهمية هذا التوجه الجديد المرتبط مباشرة بميدان العمل والأعمال، كان آخرها تنظيم ملتقى ومعرض لأهم ابتكارات الطلبة ومشاريعهم المستقبلية، وبعض التجارب التي تجسدت في شكل مؤسسات ناشئة بمناسبة إحياء الأسبوع العالمي للمقاولاتية، إضافة إلى تنظيم ندوة بكلية العلوم الاقتصادية حول المقاولاتية في أوساط الشباب من تنظيم مركز الدعم والاستشارة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومديرية الصناعة، مع تنظيم أيام إعلامية وتحسيسية شهر نوفمبر عبر كافة جامعات الوطن لتحفيز الطلبة وربطهم بالهيئات المعنية كالحاضنة، مركز تطوير المقاولاتية، مكتب الربط بين الجامعة ومركز التطوير والدعم التكنولوجي. ومواصلة لهذه الأنشطة والفعاليات ذات البعد الاقتصادي بهدف تشجيع فكر المقاولاتية وكسب تجارب البلدان الرائدة، جاء المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة التي بادرت إليه وزارة اقتصاد المعرفة الذي تحتضنه الجزائر كفرصة أخرى ومناسبة لعرض مختلف التجارب الوطنية والدولية الناجحة في إطار فتح فضاءات للتبادل والاحتكاك بين الطلبة وحاملي الأفكار المبتكرة كتوجه جديد نحو التنوع الاقتصادي.