آليات جديدة وتحفيزات لمرافقة حاملي الأفكار المبتكرة تواصل جامعة أمحمد بوقرة بولاية بومرداس من خلال حاضنة الأعمال بالتنسيق مع عدد من المخابر والنوادي العلمية، حملات التحسيس والتوعية بين الطلبة المقبلين على التخرج من أجل تحفيزهم على أهمية اقتحام عالم الاستثمار وإنشاء مؤسسات مصغرة لترجمة أفكارهم المبتكرة في الميدان، واستغلال كل الظروف المساعدة التي وضعتها الدولة لتمهيد الطريق بداية من شرح تدابير القرار الوزاري رقم 1275 مذكرة تخرج شهادة مؤسسة ناشئة، إلى تنظيم الندوات والورشات العلمية لعرض آليات إنشاء وتمويل المؤسسة. ارتبط مفهوم "الجامعة ومحيطها الاقتصادي" ارتبطا وثيقا بنظام "أل،م، دي" كمنهج تعليمي جديد تبنته الجامعة الجزائرية كبديل عن النظام الكلاسيكي في إطار عملية العصرنة والتطوّر وتحضير هذه المؤسسة لمواكبة التطورات التكنولوجية والتحولات الاقتصادية، لكن هذا التوجه ظل الى اليوم يتأرجح ولم يجد طريقه لتجسيد الأهداف المسطّرة والمنتظرة بسبب جملة من العقبات، أبرزها ضعف البنية الاقتصادية في تلك الفترة وعدم قدرتها على تحمل هذه الاستراتيجية الجديدة لقطاع التعليم العالي. مقابل هذا، نسجّل عدم مجاراة القطاع الاقتصادي لهذا التحوّل والمساهمة في تمويل مشاريع البحث للطلبة، وهي إشكالية تطرح بعمق خلال كل الملتقيات والندوات التي تشهد غياب شبه تام للمتعاملين الاقتصاديين وأرباب المؤسسات الذين يتوجسون من كلمة "سبونسور"، مقابل التسابق على إجراء التجارب في المخابر الجامعية لترقية منتجهم بالدينار الرمزي. ومن أجل تجاوز هذه الاشكالية وإعادة تفعيل أهداف النظام الجديد بأبعاده الاقتصادية، بادرت وزارة التعليم والبحث العلمي بالتنسيق مع عدد من الهيئات والوزارات، منها وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة الى اعتماد آليات أخرى تساعد الطلبة خاصة المقبلين منهم على التخرّج لإنشاء مؤسسات مصغرة لولوج عالم الشغل والاستثمار، حيث كانت أولى هذه الإجراءات إنشاء حاضنات على مستوى المؤسسات الجامعية منها حاضنة بومرداس التي تستقبل حاليا أزيد من 120 مشروع مبتكر، اضافة الى تدابير اخرى لمرافقة الطلبة في إطار مشروع القرار الوزاري رقم 1275. وبهدف إنجاح هذا التوجّه الجديد وتكريسه في الميدان، تواصل حاضنة بومرداس وعدد من المعاهد الأخرى تنظيم أيام إعلامية وتحسيسية لشرح هذه التدابير ومحاولة التقرب أكثر من الطلبة المقبلين على التخرج، حيث تمّ تنظيم عدة أنشطة وفعاليات منذ بداية شهر مارس الجاري كان من أبرزها "الندوة الوطنية العلمية حول آليات إنجاح المسار المقاولاتي" من تنظيم مخبر أداء المؤسسات الاقتصادية الجزائرية في ظلّ الحركية الاقتصادية الدولية، بالتنسيق مع عدد من فرق البحث الجامعية وتناولت جملة من المحاور الأساسية منها السمات الشخصية للمقاول كعامل نجاح، آليات دعم ومرافقة المقاولاتية، مهارات اكتشاف واستغلال فرص العمل ومحور إرشادات إعداد نموذج ومخطط الأعمال. كما شهدت هذه الفترة عدة مواعيد أخرى وندوات خصّصت لعرض نشاط الحاضنة وأهم المشاريع التي تحظى بالدعم والمرافقة، منها اليوم الدراسي التكويني حول تجسيد المؤسسات الناشئة الذي تناول آليات تمويلها عن طريق الصندوق الوطني لتمويل المؤسسات الناشئة، مع عرض تجارب واقعية ناجحة على أرض الواقع، التمويل الرقمي وعلاقته بالإدماج المالي والشمول المالي، دور الذكاء الاصطناعي في تنمية الحاضنات وتحديات الأمن السيبراني، إلى جانب تنظيم الطبعة الأولى للمسابقة الولائية للمؤسسات الناشئة والصغيرة تحت إشراف المنظمة الوطنية للشباب والشغل والشركات بالتنسيق مع الحاضنة، ودورات تكوينية خصّصت لعرض أهم فرص الاستثمارات المستحدثة خاصة في مجال الطاقات المتجدّدة والاقتصاد التدويري الذي يملك أفاقا واعدة ببلادنا.