عدوان يتواصل، ضحايا جدد يوسّعون قائمة الشهداء، أزمة إنسانية تتفاقم، هكذا يبدو قطاع غزة، مع توسيع الجيش الصهيوني حربه في الجنوب، حيث يحتشد زهاء مليوني شخص باتوا محاصرين في بقعة تضيق مساحتها تدريجياً. تستمر المعارك العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الصهيوني في اليوم ال65 من الحرب على غزة، خصوصاً في محاور مدينة خانيونس جنوباً، وحيّ الشجاعية ومخيم جباليا شمالاً، بينما يواصل طيران الاحتلال التمهيد الناري لعمليات التوغل بقصف عنيف على أحياء سكنية مكتظة، وسط حالة انهيار صحي وكارثة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل عدم توافر العلاج للجرحى في شمال القطاع، ونقص المواد الغذائية، واستهداف الاحتلال للنازحين في مراكز الإيواء. في المقابل، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي لجيش الاحتلال في محاور التوغل، عبر مهاجمة آلياته بالقذائف المضادة للدروع والهاون، بالإضافة لتفجير بعض فتحات الأنفاق، بمناطق متفرقة من القطاع. وتندلع اشتباكات بين المقاومة الفلسينية وقوات الاحتلال على محاور عدة أبرزها، شرق وشمال خانيونس، وجباليا والشيخ رضوان والزيتون والشجاعية في مدينة غزة. ولم يحقق الاحتلال تقدما جديدا في خانيونس، وسط إقرار صهيوني بأن المعارك في المحافظة هي الأشد منذ التوغل البري. واستهدفت طائرات الاحتلال فجر أمس، محيط المستشفى الكويتي في مدينة رفح، كما قصفت محيط المستشفى الأوروبي جنوب القطاع. وارتقى عدد من الشهداء بقصف على منازل عائلتي النجار والجبور، بجورة اللوت جنوب مدينة خانيونس، كما استهدفت طائرات الاحتلال منزل عائلة الطهراوي في منطقة بربرة غرب مدينة رفح. واستشهد 5 فلسطينيين وأصيب عدد آخر جراء قصف للاحتلال استهدف منزل عائلة اشتيوي غرب معبر رفح جنوبي قطاع غزة. كما قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلة جويفل في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، ومنزلًا في أرض أبو مهادي شمال غربي النصيرات وسط قطاع غزة؛ نتج عنه 6 شهداء. وشن جيش الاحتلال قصفا مدفعيا، استهدف محيط منطقة الشيخ زايد ومشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، قصفت طائرات الاحتلال محيط جامع الرحمة. كما دوت صفارات الإنذار في مستوطنات نير عام وميفالسيم في غلاف غزة. شهداء واعتقالات في الضفة في الاثناء، استشهد شاب فلسطيني (25 عاما)، أمس السبت، متأثراً بإصابته برصاص جيش الاحتلال الصهيوني، خلال اقتحام منزله واعتقاله في بلدة دورا جنوب الخليل في الضفة الغربية. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية قولها إن "جيش الاحتلال اقتحم منزل عائلة الشاب في دورا، وأطلق الرصاص داخله، ما تسبب بإصابته بجروح حرجة، قبل أن يتم اعتقاله وهو ينزف دون تقديم أي إسعاف له، كما جرى اعتقال شقيقه (23 عاما)". وقال والد الشهيد إن "قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي داخل المنزل، ما أدى لإصابة نجله، حيث منع العساكر أحدا من الاقتراب منه وتقديم العلاج له، قبل أن يقوموا باعتقاله وهو ينزف، واقتادوه شقيقه إلى جهة غير معلومة". وأضاف أن "قوات الاحتلال استولت على مركبتين، وحطمت محتويات المنزل ومركبات أخرى، وسرقت مبلغ 400 ألف شيكل نقدا وشيكات". وشيّع أهالي مخيم الفارعة جنوب غربي محافظة طوباس بالضفة الغربية، 6 شهداء الجمعة، من بينهم أحد قادة كتيبة طوباس، و3 مدنيين إثر اقتحام قوة خاصة من جيش الاحتلال المخيم. وقد استعان الجيش بطائرة مسيّرة مسلحة خلال عملية الاقتحام. وفي الضفة الغربية دائما، قام الاحتلال باقتحام بلدة قباطية جنوب جنين، و نفذ حملة اعتقالات في منطقة البيرة. هذا، وأفاد موقع صهيوني أمس السبت، بأن نحو 5 آلاف من عساكر الاحتلال أُصيبوا من بداية الحرب الحالية على قطاع غزة بينهم ألفا معوّق، لافتاً إلى أن مراكز التأهيل تستوعب نحو 60 مصاباً جديداً يومياً.