• إن المشاهد والصور الصادمة والمروعة، التي بثها الاحتلال يوم أمس لمعتقلين من غزة وهم عراة، ومحتجزون في ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية، ما هي إلا جانب من العدوان المستمر، والجرائم المروعة التي يمارسها بحقهم، وكنا قد حذرنا من جرائم أكبر ترتكب بحق معتقلين غزة، في ضوء عمليات الإخفاء القسري التي ينتهجها الاحتلال بحقهم، ورفضه الإفصاح عن مصيرهم، وقد تصاعدت هذه المخاوف بعد إعلان الوزير الفاشي (بن غفير) عن قراره باحتجاز معتقلين من غزة في سجن تحت الأرض. • منذ بدء العدوان الشامل على شعبنا، تعمّد الاحتلال نشر صور ومقاطع فيديو صادمة ومروعة، تضمنت قيام جنود الاحتلال بعمليات تعذيب وتنكيل، إلى جانب احتجازهم بظروف حاطة بالكرامة الإنسانية، وهم عراة، وكان الهدف منها مسّ بالوعي الفلسطيني ووجوده، ومحاولة كسر صورته وترهيبه، لثنيه عن الاستمرار في حقه المشروع بالنضال. • إن كان الاحتلال هو المسؤول المباشر عن مستوى هذا التوحّش، ويمارسه على الملأ، كما يمارس الإبادة الجماعية في غزة منذ أكثر من شهرين، فإن كل من يدعم الاحتلال هو مسؤول مباشر عن مستوى هذا التوحش. • إن ما يجري من جرائم ممنهجة، لا تمس فقط بإنسانية الفلسطيني، بل هو مساس بالمجتمع البشري برمته، وعلى العالم أن يدرك أن استمرار هذا التوحش، دون أي رادع حقيقي، هو بمثابة تهديد للعالم بأسره. • نؤكد أن تاريخ السابع من أكتوبر ليس بداية لتاريخ التوحش الصهيوني وإنما هو مسار ممتد لتاريخ طويل من التوحش، استمر بدعم القوى المنحازة لدولة الاحتلال التي تمارس هذه الجرائم، تماما كما العصابات.