تبوّأت ولاية باتنة، المرتبة الثالثة وطنيا من حيث عدد الهياكل الصحية الموجودة ونوعية الخدمات الصحية المقدّمة بعد ولايتي العاصمة ووهران، حيث شهد القطاع خلال العام الجاري 2023 تطوّرا مُتسارعا، في عدد الإنجازات الصحية المُحقّقة في مختلف التخصّصات الطبية وكذا التحسّن الكبير في التكفل بالمرضى، واستلام بعض الهياكل الصحية الهامة، حسب ما أفاد به مدير الصحة حمدي شقوري. القطاع شهد وثبة تنموية كبيرة، بداية بدخول حيّز الخدمة لعدد من المرافق الصحية الهامة، خاصة ببعض المناطق النائية، وكذا فتح بعض المصالح الحيوية التي كانت مطلبا مُلحّا للسكان، للرفع من نسبة التغطية الصحية وكذا ضمان المُداومة على مدار الساعة، إضافة لتصدّر الولاية باتنة الترتيب الوطني في زراعة الكلى والعديد من العمليات الجراحية المعقّدة كزراعة القرنية وغيرها. هذا التطوّر مردّه التواجد الميداني لمسؤولي القطاع، حيث أكّد حمدي شقوري حرصه على التكثيف من الزيارات الميدانية الفجائية لمُختلف المرافق الصحية، للوقوف على بعض النقائص ومُعالجتها في الحين، لتحسين الخدمة العمومية في هذا القطاع الحسّاس، تنفيذا لتعليمات المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية محمد بن مالك، الذي جعل من تطوير القطاع إحدى أولوياته، حيث تتوفّر الولاية على أساتذة طب يُشهد لهم وطنيا ودوليا، سيّما في تخصّصات جراحة القلب، جراحة الكلى، وزراعة القرنية وجراحة العظام. وكما هو معلوم فإنّ ولاية باتنة تضمّ 30 مُؤسسة صحية مُستقلة بميزانياتها وتسعى لتسجيل وإنجاز هياكل جديدة سنة 2024، لتكون بذلك قطبا في استقبال المرضى من مُختلف دُول المنطقة للعلاج بالمُستشفى الجامعي، بن فليس التهامي، كما سيستفيد القطاع أيضا، خلال السنة القادمة، من مركز لزراعة الأعضاء، ووحدة للعلاج الاستعجالي لأمراض القلب، وحدة للطب النووي، ووحدة لزراعة النُخاع الشوكي لمرضى السرطان تحت إشراف الدكتورة سعيدي. وبخصوص النُقص المُسجّل في بعض التخصّصات الطبيبة، فأكد شقوري التكفل بهذا الإشكال من خلال التحاق 600 شبه طبي بكلّ التخصّصات والرتب بأماكن عملهم في مُختلف المرافق الصحية الموزّعة عبر الولاية، تكوّنوا بالمعهد الوطني للتكوين العالي لشبه الطبي بباتنة، كما سلّم الوالي، في إطار تعهّداته التنموية، 51 مركبة منها 31 سيارة إسعاف سلّمت الدفعة الأولى بها 19 مركبة في انتظار اكتمال عملية توزيع سيارات إسعاف صحية مُجهّزة بأحدث التجهيزات الطبية المُتطوّرة لتشمل مُختلف المناطق المتبقية، وسط ارتياح كبير للسُكان خاصة ببعض المناطق النائية.