دعت وزيرات ومندوبات الدول العربية المشاركات في المؤتمر الرابع للمنظمة العربية للمرأة إلى إعداد دراسة تشرح واقع المرأة العربية مشددة على تكريس التدريب وتمكينها من القروض ونشر نجاحاتها لتكون تجارب نموذجية يستفاد منها، وحظيت التجربة الجزائرية بالتقدير والاعجاب في كل ما تعلق بمسار تقدم المرأة وتمكينها على الصعيد السياسي والاقتصادي. قالت وداد أبا بكر حرم رئيس السودان عضوالمجلس الأعلى أن لريادة الأعمال النسائية أهمية على الحياة الاقتصادية والأثر الكبير في حياة الشعوب وعامل ضروري من عوامل التنمية والاستقرار، ووقفت على أهمية المقاولة حيث ذكرت أنها تنتج القيمة المضافة وتشجع روح المبادرة النسائية وتحدثت عن تجربة السودان ومشروع الدعم الاجتماعي للأسرة الأكثر فقرا والجهود المبذولة لتمكين المرأة في مجال إدارة الأعمال. ودعت ليلى شرف مندوبة الأردن في المنظمة إلى ضرورة مضاعفة حاضنات الأعمال في الدول العربية وتشجيع مبادرات ريادة الأعمال إلى جانب توسيع نطاق المبادرات واعتبرت أن التمكين الاقتصادي للمرأة شرط رئيس و حق لتحقيق العدالة الاجتماعية ويتطلب ذلك حسبها جهدا من الفاعلين في مجال التنمية. بينما استعرضت الدكتورة الشيخة مريم بنت الحسن آل خليفة نائبة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة بالبحرين مسار التمكين الاقتصادي للمرأة البحرينية ودخولها السوق الحرة مشيرة إلى تسجيل 40 بالمائة من السجل التجار ي للمرأة مع تشديدها على توفير الحاضنات للمرأة لاستحداث المؤسسات النسائية في حين أبدت مرفت التلاوي وزير الأسرة المصرية اعجابها بالتجربة السياسية الجزائرية وتمنت لو تكون قوة دعم المرأة في الجزائر حافزا للدول العربية من أجل إشراكها في المجال السياسي ودعت إلى طرح العرب قضاياهم في مؤتمر نيويورك المنظم الشهر القادم لمعالجة قضايا العنف ومن أجل تحقيق السلام الاجتماعي ورافعت من اجل وضع قاعدة بيانات لسيدات الأعمال حتى يتسنى التواصل والتعاون مع إعداد دراسة حول واقع المرأة العربية وركزت على أهمية التدريب ورافعت من أجل إجراء تعديل في أنظمة البنوك وإنشاء كيانات مالية لإقراض المرأة الفقيرة ونشر النجاح للاستفادة منه . حروب، نزاعات وتهميش وترى سهام بادي وزيرة لشؤون الأسرة التونسية أن المرأة مازالت تعاني في الحروب والنزاعات و التهميش والأمية والبطالة بنسب مخجلة ومن العنف الأسري والاجتماعي والسياسي ومن النزوح والتشرد لكنها اعترفت بتحقيق مكتسبات قالت أنها لم ترتق مبدية تخوفها من عدم الحفاظ على سقف الحقوق المفتك من طرف المرأة وأشارت إلى أن اقتراح المقاولة وريادة النساء من اجل التمكين الاقتصادي يعد جزء من التمكين السياسي وله تأثير في السياسات. وشرحت مريم الرايس مستشارة رئيس جمهورية العراق ورئيسة الوفد العراقي التجربة النسائية العراقية قبل وبعد 2003 حيث شهدت بعد تلك السنة تطورا ولم تعد تقتصر على فئة محدودة وارتفعت نسبة مشاركة المرأة في تفعيل الاقتصاد العراقي وساهم في ذلك أضافت الرايس تشجيع الاقراض وإنشاء صندوق القرض الريفي والسير نحو قانون تكريس قانون يشجع النساء على اقتحام سوق العمل وتوثيق العمل العربي المشترك وكشفت عن وجود 16 مجلس سيدات أعمال في العراق وترى أن تأهيل المرأة يجب أن يكون بدءا بالبيت الذي حسبها يخلق نجاحات كبيرة. وطالبت مديحة الشيباني وزيرة البحث والتعليم لسلطنة عمان بالتركيز على المرأة الريفية نظرا لدورها الأساسي في تحقيق التنمية وأثنت على المنظمة العربية للمرأة للدور الباعث والملموس الذي قالت انها لعبته مع محاولة تذليلها للعقبات التي تواجه المرأة. أما فريال السالم عضوة المجلس التنفيذي بفلسطين تطرقت إلى معاناة الفلسطينية وتجربتها حيث تأثرت كثيرا بالاحتلال ورغم ذلك رفعت التحدي إلا أنها لم تخف وجود مشكل الإقراض وباعتزاز ذكرت أن الفلسطنية تقلدت أعلى المواقع رغم أن الاحتلال كان مانعا وخلصت إلى القول أنه نتيجة للحصار الاقتصادي مازالت مشاركتها متدنية في سوق العمل تقارب 15 بالمائة، مشيرة إلى تسجيل نسبة 32 بالمائة من البطالة لدى الفلسطينية وانحصار عملها في الزراعة والخدمات في غياب الصناعات كبيرة وعدم توفر تسهيلات للخروج إلى سوق العمل بسبب إسرائيل. وتحدثت فادية كيوان رئيسة الوفد اللبناني عن انتظارهم للاستفادة من الأوراق البحثية المرجعية للمؤتمر مثنية على دور الجزائر في اقتراح لموضوع المقاولة ولم تخف أن المرأة الجزائرية المقاومة كانت صورة نموذجية لدى اللبنانية واليوم موقع المرأة الجزائرية صورة جيدة للبنانية. وأقرت وزيرة التنمية البشرية والاسرة بسمة الحقاوي بقدرة المرأة العربية على رفع التحديات انطلاقا لخصوصيتها ووقفت عند تجربة بلدها في الإصلاحات بدءا بالترسانة التشريعية. وبدأت مقتنعة أنه ليس القانون من يعرقل المرأة في الاقتصاد بل العقليات وذكرت أن أغلب المقاولات حاليا عائلية معترفة ان المرأة بوجه عام اقصيت من امتلاك سلطتي المال والسياسة. وعرضت مولاتي بن مختار وزيرة الشؤون الأسرة والأطفال الموريتانية التجربة الموريتانية بنجاحاتها ونقائصها وتمنت أن يتوج المؤتمر بما يمكن المرأة في التواجد بقوة في مجال المقاومة وتواجدها اقتصاديا ودافعت شفيقة سعيد عبدو مندوبة الوفد اليمني عن ضرورة تطبيق توصيات المؤمتر بالنظر إلى الموضوع المهم الذي يتناوله خاصة لتكون دعما إضافيا للمرأة.