أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على أهمية وضع إستراتيجية المقاولة وريادة الأعمال النسائية ضمن البعد الإقليمي والعالمي الجديد، مشددا على أهمية إدراج التغيرات الحاصلة بالنسبة للمرأة في هذا المستوى ضمن متطلبات التحولات الكبرى الحاصلة على النطاق العربي والعالمي المتعلق بطبيعة وإشكال الإنتاج الجديدة ودور التكنولوجيات المتقدمة في ذلك. وأوضح رئيس الجمهورية، أمس، في كلمة للمشاركين في أشغال المؤتمر الرابع لمنظمة المرأة العربية قرأها محمد علي بوغازي مستشار برئاسة الجمهورية، بمشاركة 15 وفدا يمثلون البلدان الأعضاء في المنظمة إلى جانب ستة 6 وفود أخرى من الجامعة العربية، أنه من المهم وضع إستراتيجية المقاولة وريادة الأعمال النسائية ضمن البعد الإقليمي والعالمي الجديد، معتبرا أن هذا المؤتمر يشكل اعترافا لا شك فيه بأن المقاولة النسائية أصبحت حقيقة اقتصادية ينبغي أخذها بعين الاعتبار في مسار البناء الاقتصادي، وفي نقل المرأة إلى أداء أدوار أخرى في الحياة الوطنية والعربية تتميز بالفعالية والتحدي والإبداع. وأشار رئيس الدولة، إلى أنه لم يعد من العسير اليوم الحديث عن إمكانية تخطي النساء العربيات لما واجهنه من صعاب وعراقيل في العقود الماضية بما يملكنه من إرادة وقدرة على المثابرة واستمرارية في العمل، مستدلا في ذلك بتقرير التنمية الإنسانية العربية لسنة 2005 الذي رسم صورة قاتمة عن وضع المرأة الاقتصادي في المنطقة بسبب ضيق سوق العمل وبطء إنشاء فرص للعمل جديدة والتفضيل الاجتماعي غير المستند لأسباب موضوعية بينهن وبين الرجال عند توفر فرص العمل. وأضاف رئيس الدولة، أن المتغيرات التي حصلت منذ تلك الفترة أكدت الإشارة الايجابية التي جاء بها التقرير والمتعلقة بازدياد النساء صاحبات الأعمال، مثلما أكدت أيضا الدور الذي لعبته السياسات الاقتصادية المعدة اتجاه تمكين المرأة والتي تضافرت بشأنها الجهود ومنها جهود منظمة المرأة العربية، فقد سبق أن تناولت المؤتمرات السابقة للمنظمة هذا الواقع الصعب، حيث أكد المؤتمر الأول المنعقد بمملكة البحرين سنة 2006 على ضرورة اتخاذ الدول العربية كل الإجراءات اللازمة لتعزيز دور المرأة في الحياة الاقتصادية ودعمها في مواجهة تحديات العولمة الاقتصادية. وأبرز الرئيس بوتفليقة دور الجزائر التي جندت كل الوسائل وقامت بكل التدابير لأجل أن تستكمل مسار النهوض بالمرأة وتبوئها المكانة اللائقة بها على الصعيد السياسي والاقتصادي على حد سواء، وتأتي اللحظة الراهنة -يقول رئيس الدولة- "فنشاهد كيف بدأت النتائج تتجلى على أرض الواقع في نساء جزائريات مقاولات صناعيات ومبدعات في جميع القطاعات الإنتاجية بكفاءة عالية مشهود لهن بها"، مستطردا، "إن عالمنا العربي خارج نطاق حقب الجمود والانحطاط والاستعمار البغيض لم يكن يوما من الأيام بعيدا عن تنشئة المرأة لتقتحم عالم العمل والإنتاج". كما ذكر بوتفليقة، أن المرأة العربية كانت تاريخيا تنشأ على حب العمل وعلى الريادة في مجال الأعمال وعلى الرغبة في الإنتاج والاستثمار، ولم تكن أبدا عبر تاريخها العريق بلا ثقافة إنتاج أو صناعة أو تجارة بل كانت كل هذه أو تلك ساعدتها في ذلك القيم الراسخة في مجتمعاتنا التي تحث على سمو العلم والعمل ببعديه المعنوي والمادي عند الرجال والنساء سواء بسواء وتحث على فضل ما أنتج المرء لتلبية أي من متطلبات حياته. ودعا رئيس الجمهورية المرأة إلى عدم الاكتفاء بما تحقق لديها من نجاح، بل العمل لتسود روح المقاولة النسائية مجتمعاتنا وتصبح كصيرورة تحول الفرص المتاحة إلى إنتاج سلع وخدمات وإطلاق أعمال وكإستراتيجية ورؤية مستقبلية لمجتمعاتنا تسعى لأن يكتمل الدور الذي يقوم به النساء والرجال في تحقيق التنمية الشاملة في بلداننا. وخلص الرئيس بوتفليقة إلى القول أن هذه الإستراتيجية وهذه الرؤية المتكاملة ينبغي أن تكون إحدى غايات هذا اللقاء خاصة في هذه الفترة التي يعرف فيها العالم العربي تحولات عميقة تهدف إلى رفع التحدي الاقتصادي ومكافحة البطالة التي تمس المرأة في المقام الأول. .زينب.ب