اختار المؤتمر الرابع لمنظمة المرأة العربية الذي تحتضنه الجزائر بين 25 و27 فيفري الجاري تسليط الضوء على موضوع "المقاولة وريادة الأعمال النسائية في العالم العربي: قيادة وتنمية"، وذلك باقتراح من الجزائر التي تنتهي رئاستها التي دامت عامين للمنظمة هذه السنة. وبالمناسبة، سيتم تقييم ماتم إنجازه في هذا المجال وعرض تجارب لمقاولات رائدات منها تجارب مقاولاتية جزائرية. ويستعرض المؤتمر، طيلة ثلاثة أيام، مختلف الأدبيات والمفاهيم النظرية التي تطرقت لنشأة الظاهرة المقاولاتية بشكل عام، وتجربة ممارسة المرأة للمقاولة بشكل خاص. كما سيعرض مسيرتها من حيث الإنجازات والاخفاقات والعراقيل والتحديات المطلوبة لتطوير آفاق المرأة المقاولة. وأشارت مصادر من منظمة المرأة العربية أن الأشغال ستجمع بين البعدين النظري والعملي، إذ سيتم بالمناسبة تقديم عروض لتجارب متميزة لسيدات ينشطن في مجال المقاولة النسائية، كما سيقام على هامش المؤتمر معرض للمنتجات النسائية. إذ برمج عرض خمسة أبحاث ميدانية و13تجربة عربية في مجال المقاولة النسائية، حسب بيان لوزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة. وأوضح الأخير أن الجزائر ستعرض بحثا ميدانيا في مجال الصناعة وتجربتين في مجال التكنولوجيا الحديثة. ورغم أن الموضوع يطرح بشكل رئيسي في هذه الطبعة الرابعة، فإن المقاولاتية النسوية كانت خلال المؤتمرات السابقة من المسائل التي تمت مناقشتها، بالنظر إلى أهميتها باعتبارها ترتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية الاقتصادية للبلدان. ولهذا فإن المؤتمرات الثلاثة السابقة للمنظمة كانت قد أوصت بضرورة اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتعزيز دور المرأة في الحياة الاقتصادية، وهو ماشدد عليه المؤتمر الثالث الذي عقد بتونس في أكتوبر 2010، حيث أوصى باعتماد مقاربة النوع الاجتماعي في الخطط والموازنات والبرامج التنموية العربية وبضرورة تمكين المرأة كشرط أساسي لإرساء ركائز التنمية المستدامة في البلدان العربية. ومن أهم الأهداف التي جعلت الجزائر تقترح موضوع المقاولاتية النسوية، التأكيد على أن الأخيرة أصبحت من أهم المصادر للنمو الاقتصادي وخلق الشغل في المجتمعات العربية، برغم المشاكل التي تعانيها النساء في خلق مشاريعهن. كما أن الملاحظ أن السنوات الأخيرة عرفت توجه الجهود الاستثمارية النسوية نحو قطاعات جديدة كانت محتكرة من طرف الرجال. وتعد الجزائر نموذجا في هذا المجال، عبر ما تتيحه للنساء من إمكانيات لإنشاء مؤسسات خاصة سواء في المناطق الحضرية أو الريفية. وتشير الأرقام إلى أن المرأة الريفية بالجزائر من أكثر النساء اللواتي يتوجهن إلى المقاولة لاسيما باستغلال الأجهزة التي وضعتها الدولة للحصول على قروض مصغرة. وحسب وثيقة للمؤتمر الرابع الذي يفتتح هذا الاثنين تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، فإن الهدف الاستراتيجي المتوخى هو "تقييم مدى تنفيذ التوصيات السابقة في مجال المقاولة وريادة الأعمال النسائية انطلاقا من مقاربة النوع الاجتماعي ووضع استراتيجية متوسطة وبعيدة المدى لتمكين المرأة في هذا المجال". ومن أجل ذلك، يرجى إعادة طرح موضوع المقاولة النسائية بصفة أكثر عمقا لتوعية المرأة بأهمية هذا النوع من النشاط، تحديث المعطيات والبيانات المتوفرة عن الموضوع وعلاقته بالنوع الاجتماعي، تقييم الأثر الاقتصادي للمقاولة النسائية العربية، معرفة وزن المقاولة النسائية في العالم العربي والصعوبات التي تواجهها وآفاق تطويرها مستقبلا، تعزيز فرص الاستفادة من المقاولة النسائية في العالم العربي، التعرف على آليات التمويل الجديدة وكيفية الاستفادة منها، الاستفادة من بعض التجارب العالمية في مجال المقاولة النسائية، التفكير في أساليب مبتكرة لتزويد المرأة بالمعلومات الاقتصادية، المساهمة في تعميق تكوين المرأة في هذا المجال، المساهمة في تعزيز فرص المساواة في الأعمال بين النساء الرجال، تعزيز أسلوب القيادة لدى المرأة العربية. فضلا عن ذلك، فإنه سيتم اقتراح برامج وطنية لدعم المقاولات النسائية تصادق عليها حكومات الدول المشاركة، تقديم مقترحات من شأنها أن تنير السياسات العامة لتعزيز ريادة الأعمال النسائية في العالم العربي وتقديم اقتراحات للبرلمانات العربية من أجل تعزيز هذا الدور الاقتصادي للمرأة. وحسب ذات المصدر، فإنه سيتم عقد خمس جلسات لمناقشة خمسة محاور تتعلق بالموضوع. وسيشهد كل محور تقديم تجارب سيدات نجحن في المقاولة. كما يرتقب توزيع جائزة أفضل إنتاج إعلامي حول المرأة العربية في دورتها الثالثة. وتستهدف هذه الجائزة تكريم الإعلام الهادف الذي يقدم رسالة تخدم النهوض بالمرأة وتعزز أدوارها ومكانتها في المجتمع. كما سيعقد على الهامش الاجتماع غير العادي العاشر للمجلس التنفيذي للمنظمة يوم 26 فيفري والاجتماع الاستثنائي للمجلس الأعلى للمنظمة يوم 27 فيفري. يذكر أن المؤتمر يعرف مشاركة السيدات العربيات أو من ينوب عنهن، وفود من المنظمات الدولية والاقليمية ذات الصلة ومنظمات ولجان الأممالمتحدة المهتمة بالمرأة، كما تشارك وفود تمثل المنظمات غير الحكومية في الدول الأعضاء والمهتمة بالمرأة.