يحتل ملف الذاكرة والتاريخ الوطني الحافل بالبطولات الخالدة، أهمية كبيرة متصدرا الأولوية في برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الحريص على صون الذاكرة وحماية الهوية وترسيخ المآثر والحفاظ على تاريخ الأمة، وجاءت القرارات المهمة للقاضي الأول في البلاد، لتكرس كثيرا من الإجراءات الداعمة للذاكرة الوطنية، من أجل جعلها منارة تضيء درب أجيال تصون وديعة الشهداء. لا شكّ أن الإنجازات المحققة في مجال حماية الذاكرة الوطنية وصونها، تدعو للفخر والاعتزاز، بل هي برهان على ما ينبغي تثمينه من الجهود المبذولة لتطبيق تعليمات من رئيس الجمهورية الذي حرص منذ تقلد سدة الحكم على جعل الذاكرة الوطنية في صلب اهتمامه، كونها بوصلة حقيقية تمنحنا والأجيال المقبلة، خارطة طريق يتسنى لنا من خلالها استكمال بناء الجزائر وتحقيق ازدهارها الاقتصادي وإشعاعها الثقافي، وانطلاقا من مدرسة التاريخ وبطولات الشهداء، يواصل السيد الرئيس استنباط الرؤى وتجسيد البرامج عرفانا بتضحيات أولئك الذين قدموا النفس والنفيس للجزائر.. ولعل من أبرز المكاسب التي تحققت ل»الذاكرة الوطنية»، استحداث آلية أنشئت في إطار مشاورات سياسية على أعلى مستوى، وتتمثل في ميلاد لجنة مشتركة، تتكون من مؤرخين جزائريين وفرنسيين، تسند إليهم مهمة التعاطي مع ملف التاريخ، بما يتيحه لها التخصص في مجال البحث التاريخي، إلى جانب التمرس في التمحيص والدقة في التحري لتوضيح الحقائق، وتجنّب اللبس والنسيان، وحتى محاولات التحريف. ولقد أسس رئيس الجمهورية لقناعة ستتوارثها الأجيال الحالية، تتمثل في إدراج ملف الذاكرة في رواق الشفافية والنزاهة والموضوعية، قاطعا الطريق أمام كل ما يمكن أن يمسّ بقدسية كفاحنا التحرري. كل المنجزات الكبرى التي حققتها الجزائر الجديدة، تؤكد أن التاريخ والذاكرة متوازيان مع جهود التغيير والتنمية، لهذا لم يتردد الرئيس تبون في العناية بالملف شخصيا، وظل - في مختلف المناسبات - يدعو إلى الحفاظ على التاريخ ومنحه بعدا خاصا سواء تعلق الأمر بتخليد أبطال الثورة التحريرية، عرفانا بما قدموه، أو بجعل التاريخ الوطني مادة يومية في الوقع المعيش، من خلال تأسيس قناة الذاكرة بالتلفزيون الوطني. ولعل من بين القرارات الحاسمة والفاصلة، رقمنة القطاع، ويتعلق الأمر بوزارة المجاهدين وذوي الحقوق عن طريق ربط كافة المؤسسات التابعة لها بالألياف البصرية، لتبليغ القيم السامية للمجاهدين والشهداء وتوصل رسالتهم الصادقة. وتشرف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية على تنظيم العديد من الملتقيات العلمية والندوات التاريخية في مختلف المناسبات التاريخية وبانتظام وتستضيف صناع الأحداث من المجاهدين الذين مازالوا على قيد الحياة، والعرفان لما قدموه. ويذكر أنه على ضوء الجهود القائمة من أجل حماية الذاكرة الوطنية، تم تأسيس الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية، لان أصدقاء الثورة من العديد من الجنسيات أوروبية ومن أمريكيا اللاتينية وما على غير ذلك من أجل تمتين الروابط القوية بين الجزائر وأصدقاء الثورة.