أكّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أنّ سلطات الاحتلال صعّدت بشكل خطير جدّاً خلال العام 2023 من سياسة الاعتقالات التي تنفّذها بحق أبناء شعبنا وتحديداً بعد السابع من أكتوبر، حيث رصد المركز (10500) حالة اعتقال منذ بداية العام من بينهم (265) امرأة وفتاة، و(1000) من الأطفال القاصرين. وأوضح مركز فلسطين أنّ حوالي نصف حالات الاعتقال بواقع ما يقارب من 5 آلاف حالة اعتقال سجّلت في الضفة الغربيةوالقدس بعد السابع من أكتوبر وحتى نهاية العام تزامناً مع الحرب الإجرامية على قطاع غزّة، هذا عدا عن 3 آلاف حالة اعتقال لمواطنين مدنيين سجّلت في قطاع غزّة بعد الاجتياح البري وعشرات حالات الإعدام الميداني للمعتقلين واعتقال عشرات الجرحى بعضهم مصابين إصابات حرجة. بينما بلغت حصيلة الاعتقالات من القدس خلال العام الماضي حوالي (2850) حالة اعتقال، بينهم 477 طفلًا، ومن الخليل وصلت إلى (2000) حالة اعتقال، واعتقل الاحتلال ما يزيد عن 60 صحفياً، و17 نائباً من نواب المجلس التشريعي. اعتقالات قطاع غزّة وكشف مركز فلسطين أنّ سلطات الاحتلال اعتقلت من قطاع غزّة ما يزيد عن 3 آلاف مواطن فلسطيني بينهم نساء وأطفال ومرضى ومسنين وصحفيين وكوادر صحية، تزامناً مع الحرب العدوانية على القطاع وذلك بعد مداهمة منازلهم وإطلاق النار على العديد منهم، واقتحام مراكز الإيواء في مدارس وكالة الغوث الدولية وكذلك المستشفيات والعيادات وعلى شارع صلاح الدين بعد إرغام السكان على إخلاء منازلهم والنزوح باتجاه المناطق الجنوبية للقطاع. واتهم مركز فلسطين الاحتلال بتنفيذ عشرات حالات الإعدام الميدانية لمواطنين مدنيين تم اعتقالهم من المنازل والمدارس والمستشفيات وتعريتهم والتحقيق معهم ميدانياً ثم إطلاق النار عليهم وقتلهم بدم بارد أمام أطفالهم ونسائهم، فى جريمة حرب واضحة وعلنية، كذلك نقل المئات من المعتقلين إلى مركز تحقيق في الداخل، وممارسة كلّ أشكال التعذيب المحرمة دوليا بحقّهم، وإطلاق سراح المئات عبر معبر كرم أبوسالم، حيث نقلوا إلى المستشفيات مباشرة نتيجة التعذيب القاسي الذي تعرّضوا له، وهناك العشرات من الشهادات التي تؤكّد تعرّضهم للتعذيب وقتل بعضهم خلال التحقيق. وبين مركز فلسطين أنّ بين المعتقلين من قطاع غزّة حوالي (100) من الكوادر الصحية تم اعتقالهم بعد مداهمة مستشفيات الشفاء والعودة وكمال عدوان، ومن داخل سيارات الإسعاف وعلى رأسهم مدراء المستشفيات د. محمد أبو سلمية ود. أحمد الكحلوت ود. أحمد مهنا إضافة إلى اعتقال عدد من ضباط الإسعاف خلال عملهم في نقل الجرحى للمراكز الطبية أو معبر رفح. اعتقال النّساء وأشار مركز فلسطين إلى أنّ سلطات الاحتلال اعتقلت ما يزيد عن (265) امرأة وفتاة، من الضفة الغربيةوالقدس إضافة إلى اعتقال ما يزيد عن (60) امرأة من قطاع غزّة، تم إطلاق سراح بعضهم بينما تم نقل غالبيتهن إلى التحقيق في ظروف قاسية، ومن بين المعتقلات قاصرات وطالبات جامعيات ومسنات وأمهات وشقيقات أسري وشهداء، ووجّهت سلطات الاحتلال تهمه التحريض لغالبية المعتقلات وخاصة بعد السابع من أكتوبر. ومن بين المعتقلات الأسيرة المحرّرة والنائبة خالد جرار، ورغم إطلاق سراح 71 أسيرة من القدامى والمعتقلات الجدد، خلال صفقة التبادل بين المقاومة والاحتلال فى إطار اتفاق الهدنة بقطاع غزّة، إلا أنّ الاحتلال لا يزال يعتقل ما يزيد عن 85 أسيرة في سجن الدامون وغيره، أكثر من نصفهم من قطاع غزّة. وتعاني الأسيرات من ظروف اعتقال قاسية جداً وتردّي الوضع الصحي غالبيتهن وعدم تقديم أيّ شكل من أشكال الرعاية الصحية بشكل متعمّد من الاحتلال، كما تتعمّد إدارة السّجن عزل أسيرات غزّة عن أسيرات الضّفة والداخل المحتل، وتمنعهنّ من التّواصل معهنّ، حيث يواجهن أسيرات غزّة عمليات تنكيل مضاعفة ومعاملة مذلّة ومهينة وتقدّم لهنّ إدارة السّجن طعاما وماء غير صالح ومتّسخ. شهداء الحركة الأسيرة خلال العام الماضي ارتفعت قائمة شهداء الحركة الأسيرة بشكل كبير جدّاً ووصلت إلى (243) شهيداً بارتقاء 10 شهداء للحركة الأسيرة وهم الفتى المقدسي وديع عزيز أبو رموز 16 عام بعد اعتقاله بثلاثة أيام مصاباً، والأسير "أحمد بدر أبو علي" من الخليل نتيجة الإهمال الطبي، والشاب " محمود جمال حمدان" مخيم عقبة جبر اريحا بعد ساعات من اعتقاله جريحاً، والأسير " خضر عدنان موسى" من جنين، والذى استشهد إثر عملية إعدام متعمّدة بتركه وحيداً دون متابعة في زنزانة رغم أنّه يخوض إضرابا عن الطعام منذ 85 يوماً. والشهيد الأسير عمر دراغمة (58 عامًا) من طوباس نتيجة التعذيب، والشهيد الأسير عرفات حمدان (25 عامًا) من رام الله، اُستشهد في سجن عوفر، بعد يومين على اعتقاله نتيجة التعذيب، والشهيد الأسير ماجد زقول (32 عامًا) من قطاع غزّة استشهد في سجن عوفر، نتيجة التعذيب وهو أحد العمال الذين جرى اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر، والشهيد الأسير عبد الرحمن مرعي (33 عامًا) من سلفيت، استشهد في سجن مجدو، والشهيد الأسير ثائر أبو عصب (38 عامًا) من قلقيلية، اُستشهد بعد نقله من سجن النقب إلى مستشفى سوروكا، وهو معتقل منذ عام 2005، ويقضي حكمًا بالسّجن لمدة 25 عامًا، واستشهد نتيجة تعرّضه للاعتداء والضرب من الوحدات الخاصة فى سجن النقب، بينما ارتقى شهيد سادس من عمال قطاع غزّة في معسكر (عنتوت) لم يتم الإعلان عن هويته حتى الآن. الاعتقال على الرأي وكشف مركز فلسطين أنّ الاحتلال صعّد خلال العام 2023 من سياسة الاعتقال على خلفية التعبير عن الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا "الفيسبوك"، حيث اعتقل ما يزيد عن (1000) مواطن، بذريعة التحريض على الاحتلال، وخاصة بعد السابع من أكتوبر، وغالبيتهم تم تحويلهم إلى "الاعتقال الإداري" دون محاكمة، كما اشترطت على العديد منهم قبل إطلاق سراحهم الامتناع عن استخدام (الفيسبوك) لفترات تصل إلى عدّة أشهر لمنعهم من الكتابة والتعبير عن الرأي ومنع استخدام الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي. القرارات الإدارية وأكّد مركز فلسطين أنّ محاكم الاحتلال الصورية وبتعليمات من المخابرات صعّدت بشكل كبير خلال العام 2023 من إصدار الأوامر الإدارية بحقّ الأسرى، حيث رصد التقرير أكثر من (5 آلاف) قرار إداري خلال العام ما بين جديد وتجديد ما يقارب من نصفها صدرت بعد السابع من أكتوبر، حيث حولت محاكم الاحتلال غالبية المعتقلين الجدد من الضفة الغربية إلى الاعتقال الإداري إضافة إلى تطبيق قانون "المقاتل الغير شرعي" على المعتقلين من قطاع غزّة من وهو يشبه الاعتقال الإداري في مضمونه.