تعرف شعبة تربية الدواجن ببلدية عين البنيان الريفية، عودة قويّة في نشاطها الإقتصادي والاجتماعي بعد سنوات من تضرّر الفلاحين المنتجين لهذه المادة، التي تشهد ارتفاعا محسوسا في أسعارها وهو ما جعل هؤلاء يكثّفون نشاطها قبل حلول شهر رمضان الذي يكثر فيه الطلب على هذه المادة. وأكّد المنتجون لهذه الشعبة التي عادت بقوّة عبر عدّة بلديات في عين الدفلى منها واد الجمعة وعين الأشياخ وجندل وجليدة وعين السلطان وبئر ولد خليفة وتبركانين وبالخصوص منطقة عين البنيان الجبلية، أنّ استعادة نشاطها من شأنها تمكين الفلاحين مزاولة هذه الحرفة الخاصة بتربية الدواجن التي تمتلك فيها المنطقة كلّ المقوّمات لتنويع وتطوير نشاط هذه الشعبة من طرف الفلاحين الذين اكتسبوا تجربة طويلة في هذه الحرفة التي توارثها المرابون أبا عن جدّ، يقول المهنيون بما فيهم مسؤول المفتشية الولائية للبيطرة. وأوضح بوعلام مدني، أنّ المصالح الفلاحية التي أخذت على عاتقها مرافقة ومتابعة المربّين لتطوير هذه الشعبة التي تساهم في تحقيق متطلّبات الأمن الغذائي من خلال تلبية احتياجات المستهلكين لهذه المادة. وكثّف المربّون من نصب خيام بلاستيكية في عدّة مواقع من المرتفعات الملائمة لتربية الدواجن في ظروف صحية لنموّ الكتاكيت وتفادي خسائر الوفيات الناجمة عن الأمراض كالأفلونزة الموسمية التي استبعدها الدكتور البيطري بوعلام مدني، كون عملية الوقاية ومكافحة الأمراض هي تحت المراقبة والمتابعة اليومية التي يسهر عليها مختصون في البيطرة من خلال المعاينات الميدانية لهذه الخيم والهياكل المخصّصة للتربية الدواجن. كما أرجع محدّثون أنّ إنعاش وتطويع هذه الشعبة بذات البلدية يعود إلى عامل الحرفة والتجربة التي اكتسبها المربّون وكذا الظروف المناخية المساعدة، ومن جانب آخر خصوصية المنطقة وقربها من الطريق السيار شرق غرب والذي شجع الفلاحين المندمجين في الشعبة على الزيادة في حجم الخيم وعدد الكتاكيت التي لا تتعدّى 50 يوما لتكون جاهزة للتسويق داخل تراب عين الدفلى والولايات المجاورة إلى غاية المناطق الصحراوية والجهات الغربية، يقول مهنيو الشعبة بذات البلدية التي عادت بقوّة. وبخصوص انتشار هذه الحرفة لدى أكثر من 1200 فلاح بالولاية حسب تقييم سابق لمصالح المديرية بعين الدفلى، فإنّ الجهات المعنية تعمل على تطبيق خارطة الطريق لوزارة الفلاحة بهدف إنعاش هذه الشعبة وتوسيع نشاطها عبر بلديات الولاية. كما يعمل رئيس الغرفة الفلاحية الحاج جعلاني ورئيس جمعية شعبة تربية الدواجن على مرافقة ومتابعة المهنيين وإرشادهم وتحسيسهم بأهمية تحقيق النجاعة في هذا القطاع الغذائي الحسّاس، تطبيقا لتعليمات السلطات الرامية إلى إنعاش القطاع الذي يعدّ الواجهة الاقتصادية والاجتماعية للولاية ضمن تحقيق الأمن الغذائي الذي تساهم فيه عين الدفلى بشكل محسوس، يقول هؤلاء.