قفزت ولاية باتنة إلى المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج البيض وذلك ب 91 مليون وحدة خلال الثلاثي الأول من 2009 لتؤكد مكانتها كقطب جهوي هام في تربية الدواجن حسبما علم من مدير المصالح الفلاحية. فبوادر الاستغلال الحقيقي لهذا القطب الهام محليا بدأت تظهر فعليا يضيف ذات الإطار بفعل الدعم الذي خصصته الدولة لشعبة تربية الدواجن بالمنطقة والذي قدر في السنوات الأخيرة ب 35,5 مليون دج . كما ساهمت في ذلك الإجراءات الإضافية الأخرى التي دخلت حيز التنفيذ في سنة 2008 والمتمثلة في إعفاء المتعاملين من رسم القيمة المضافة على المواد التي تدخل في إنتاج الأغذية والمواد البيطرية وكذا الإعانات المقدمة للمربين لإعادة تهيئة وتحسين حظائر الدواجن والتي قد تصل إلى 1 مليون دج للمربي الواحد . وينتظر أن تسهم هذه الإجراءات التحفيزية الجديدة في إنعاش أكثر لهذه الشعبة بولاية باتنة لاسيما تلك المخصصة لإعادة تأهيل وسائل الإنتاج في إعادة استغلال حوالي 40 بالمائة من طاقة المنطقة في تربية الدواجن التي كانت غير مستغلة لأسباب مالية بالدرجة الأولى. واستقطبت الطاقات التي تتوفر عليها ولاية باتنة حاليا في مجال تربية الدواجن لاسيما إنتاج البيض اهتمام المستثمرين وطنيين وأجانب قصد الدخول في شراكة لاستغلالها يشير ذات الإطار الذي أكد بأن حظيرة الولاية بالنسبة للسنة الجارية تتضمن فيما يخص دجاج اللحم 4,5 مليون وحدة دجاجة و76211 وحدة من الديك الرومي ودجاج المنتج للبيض ب2964 مليون . وتطمح المصالح الفلاحية أن تحقق ولاية باتنة في آفاق سنة 2014 حسب مدير القطاع فيما يخص دجاج اللحم أكثر من 6 ملايين وحدة و112.800 وحدة بالنسبة للديك الرومي و3,6 مليون دجاجة بيض . أما وحدات التكييف والذبح فتقدر عبر الولاية بتسع منها ست تابعة للقطاع الخاص وتم تدعيمها من طرف الدولة في حين تقدر طاقة الإنتاج بها عموما ب7.500 وحدة في الساعة مع الإشارة إلى أن ولاية باتنة تتوفر على مركب جهوي لتربية الدواجن تابع للقطاع العمومي يضم ثلاث وحدات إنتاج باتنة وقسنطينة وقالمة تقدر طاقة إنتاج كل وحدة حسب المدير التجاري للمركب ب 5 ملايين صوص في السنة خاص بدجاج اللحم . وعلى الرغم من أن تربية الدواجن بباتنة توسعت في السنوات الأخيرة إلى العديد من مناطق الولاية إلا أن دائرة عين التوتة ببلدياتها الأربع التي شهدت الانطلاقة الحقيقية لهذه الشعبة منذ بداية الثمانينات تبقى إلى حد الآن تحتفظ بالريادة في هذا المجال. ويراهن مربو الدواجن على تحويل المنطقة إلى قطب وطني في السنوات القليلة المقبلة.واستنادا لعبد الله جبابرية مرشد فلاحي ببلدية عين التوتة فإن هذه الدائرة تضم لوحدها 174 مدجنة بسعة إجمالية تقدر ب 851.680 دجاجة منها 536.600 وحدة منتجة في حين يقدر متوسط كمية البيض المنتجة سنويا بهذه المنطقة ب134 مليون و140 ألف بيضة أي ما يعادل نسبة 20 بالمائة من المنتوج الوطني. ومما ساهم في انتعاش تربية الدواجن وخصوصا إنتاج البيض بالدائرة حسبما أوضحه من جهته أحمد العشي طبيب مختص في المواد الغذائية ذات الأصل الحيواني وممارس بدائرة عين التوتة مهنية الفلاحين الذين أصبحوا يعتمدون في نشاطهم على وسائل وإمكانات حديثة والاستعانة بالأطباء البيطريين في متابعة مداجنهم إلى جانب تفاعلهم مع الحملات التحسيسية التي ينظمها من حين لآخر قسم الإرشاد الفلاحي . لكن يبقى المشكل المطروح يضيف ذات المصدر يتمثل في انعدام وحدات تحويل لحم الدجاج والبيض بالمنطقة إلى جانب أخرى لمعالجة بقايا و فضلات الدجاج أما مربو الدواجن بدائرة عين التوتة فأكدوا بالدرجة الأولى على ضرورة إنشاء سوق جملة خاص بالدجاج والبيض إلى جانب تكثيف غرف التبريد مع عودة تكفل الدولة بمراقبة سوق مواد استهلاك الدواجن بغية الوصول إلى إنتاج وسعر مستقرين للدجاج والبيض معا. وتراهن ولاية باتنة على تطوير هذه الشعبة من خلال الطرق العصرية المنتهجة حاليا في تربية الدواجن إلى جانب المشاريع الأخرى التي تندرج في إطارالتنمية الريفية وكذا التحفيزات المتعددة التي أقرتها الدولة لتشجيع هذه الشعبة من خلال إنشاء الوحدات الصغيرة في المناطق الجبلية والسهبية ضمن سياسة التجديد الريفي والفلاحي على حد تعبير مدير المصالح الفلاحية. وبادرت بلدية عين التوتة بالتنسيق مع مهنيي القطاع في هذا السياق إلى تنظيم الصالون الولائي الأول لتربية الدواجن بداية من 26 ماي وعلى مدى ثلاثة أيام حسب رحماني مراد نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي والمشرف على هذه التظاهرة بغية استحداث فضاء للمربين والمتعاملين في هذا المجال من أجل استحداث قطب صناعي خاص بهذه الشعبة.