ألقت الأستاذة الباحثة "جينيفرا لاتيني" عضو مخبر "إيتالو كالفينو" بجامعة "سابينزا" الإيطالية محاضرة لفائدة طلبة الأدب الإيطالي بقاعة المؤتمرات لجامعة البليدة 2 بعنوان "لماذا نقرأ وندرس ونترجم لأعمال إيتالو كالفينو"، وذلك في إطار التعاون الجزائري مع المعهد الثقافي الإيطالي بالجزائر. ويعتبر هذا اللّقاء الذي جرت فعالياته بقاعة المؤتمرات "سعيد عيادي"، وبحضور مديرة المعهد "أنطونيا غراندي" الثاني على التوالي بعد الملتقى الذي احتضنته جامعة لونيسي علي بالعفرون في مارس 2023، والموسوم ب«مئوية الكاتب إيتالو كالفينو: رحلة بين النصوص والأفكار" والمنظم من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتنسيق والتعاون مع المعهد الإيطالي الثقافي بالجزائر، بمشاركة المخبر العلمي لإيتالو كالفينو بجامعة روما، وذلك في إطار "أسبوع اللّغة الإيطالية في العالم" الذي تحتفي به مختلف المراكز الثقافية الإيطالية في العالم. وحول اللّقاء، أوضح مدير الجامعة، عادل مزوغ، أنّ أعمال الروائي إيتالو كالفينو لم تترك أثرها الكبير في وجدان الشعب الإيطالي فحسب، وإنّما امتدت أحاسيسه وأفكاره إلى أوروبا والعالم، ليتم ترجمتها إلى عدة لغات أجنبية. وأضاف مزوغ بأنّ هذا اللقاء الثاني "يدلّ على طبيعة العلاقة المتميّزة التي تربط بين البلدين الجزائر وإيطاليا والتي ترتكز على الاحترام المتبادل والعلاقات التاريخية الوطيدة، ما يعكس رغبة البلدين الجزائر وإيطاليا في المضيّ قدما نحو تطوير وتوسيع العلاقات في إطار شراكة "رابح - رابح"، وجامعة البليدة 2 لونيسي علي تأتي لتترجم هذه الرؤية والمقاربة وتعزّز من التعاون الثقافي والعلمي بين الدولتين". وأكّد عميد كلية الآداب واللغات "أ.د قرطي خليفة" أنّ "هذا اللّقاء العلمي يؤكّد مرة أخرى على عمق العلاقات الجزائرية الإيطالية في أبعادها المختلفة، وما عزّز هذه العلاقات الوطيدة وقوف النخبة الإيطالية إلى جانب نضال الشعب الجزائري ودعمه للثورة التحريرية في سبيل نيل استقلاله، ليتوسّع مجال العلاقات الثنائية في مرحلة ما بعد الاستقلال إلى شقّه الاقتصادي والتجاري والثقافي الذي يعكس تقاسم الجانبين الثقافة المتوسطية التي تجمع وتميّز العلاقات بين البلدين". من جهتها، أوضحت الباحثة الإيطالية "جينيفرا لاتيني" في محاضرتها الموسومة "لماذا نقرأ وندرس ونترجم أعمال إيتالو كالفينو؟" بأنّ الهدف من هذه المحاضرة هو تعريف وتعزيز التدريس وترجمة أعمال الكاتب إيتالو كالفينو إلى اللّغة العربية. كما قامت الباحثة بعرض مهم وواسع حول حياة ومؤلّفات الكاتب إيتالو كالفينو من بينها "الطريق إلى عش العناكب"، "في الأخير يأتي الغرب"، "حكايات إيطالية"، "قصص"، "أسلافنا"، "زمن الصفر"، "مدن لا مرئية"، "قلعة المصائر المتقاطعة"، كما سلّطت الضوء على أفكار وأسلوب إيتالو كالفينو الأدبي المتنوّع. من جهتها، أعربت "أ.د عباس جويدة" المتخصّصة في الأدب الإيطالي بأنّ الكاتب إيتالو كالفينو يعتبر من رواد المدرسة الواقعية الجديدة وسفير الأدب الإيطالي عبر العالم، ممّا يجعل من أعماله تحظى بالأهمية البالغة وتستقطب طلبة قسم اللّغة الإيطالية بجامعة البليدة 2 لونيسي علي. وأضافت المتحدّثة بأنّ حياة الكاتب إيتالو كالفينو اتسمت بالإنتاج الأدبي الغزير الثريّ والمتنوّع، وهو الذي حافظ دوما على علاقة وطيدة ويومية مع الكتابة بأسلوب شفاف يتعدّى الزمن ليصل إلى جميع الأجيال وبشكل ملموس ومنهجي بسبب الآلام التي تعبر عن مكنوناته، التي انعكست في سردية أعماله، إضافة إلى أسلوبه المتطوّر.