عقب إخفاق مجلس الأمن في تحقيق مساعي الجزائر في وقف إطلاق النار الفوري بغزة، أعربت الجزائر على لسان ممثلها، عمار بن جامع، عن أسفها لفشل المجلس مرة أخرى في أن يرتقي إلى مستوى نداءات الشعوب وتطلعاتها. أكّد مندوب الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة، أنّ الجزائر "لن تتوقف حتى يتحمل هذا المجلس كامل مسؤولياته ويدعو لوقف إطلاق النار"، معربا عن امتنانه لجميع الأعضاء لمشاركتهم البنّاءة طوال عملية التفاوض، وعن شكره لجميع الدول التي صوتت لصالح مشروع القرار، وتلك التي لم تعترض على اعتماد هذا المشروع الذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة. وأوضح بن جامع قائلا: "لقد كان مشروع القرار هذا يحمل رسالة قوية إلى الفلسطينيّين، مفادها أنّ العالم لا يقف صامتا أمام محنتهم، لكن مع الأسف فشل المجلس مرة أخرى في أن يرتقي إلى مستوى نداءات الشعوب وتطلّعاتها"، وهو "الفشل الذي لا يعفيه من القيام بمسؤولياته، ولا يعفي المجموعة الدولية من واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل، ولا يعفي سلطات الاحتلال من واجب تنفيذ التدابير التحفظية لمحكمة العدل الدولية". وأكّد في هذا السياق أنّ "الوقت قد حان لكي يتوقّف العدوان، ونتمكّن من تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة". وبعد أن أوضح أنّ "القرارين 2712 و2720 لم يحقّقا النتائج المرجوّة، وأن المساعدات لا تلبّي الحد الأدنى للفلسطينيّين، شدّد بن جامع على "ضرورة الاعتراف بأنّ وقف إطلاق النار وحده هو ما يحقّق الهدف المنشود". وتابع أنّ الوضع الحالي يفرض على الجميع، مثلما أكّده رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، "العمل على إعلاء مبادئ ومقاصد الأممالمتحدة، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، ووضع حد للظلم التاريخي المسلط عليه". وذكر مندوب الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة، أنّ "شعوب منطقتنا كانت ولا تزال تنظر إلى مجلس الأمن، باعتباره عنوان الشرعية الدولية، لكنه مع الأسف خذلها مرة أخرى". وفي هذا السياق، وجّه سفير الجزائربالأممالمتحدة رسالة إلى المجموعة الدولية التي دعاها لضرورة "التّجاوب مع مطالب وقف القتل الذي يستهدف الفلسطينيين، وذلك من خلال المطالبة بوقف إطلاق النار فورا، وأنّه على من يعرقل ذلك أن يراجع سياساته وحساباته، لأنّ القرارات الخاطئة اليوم تحصد منطقتنا والعالم نتائجها غدا، عنفا وعدم استقرار"، معربا في ذات السياق عن أسفه قائلا: "اسألوا أنفسكم وضمائركم عن نتيجة قرارتكم، وكيف سيحكم التاريخ عليكم". وفي ختام تدخّله، أكّد السفير "أنّنا سندفن شهداءنا هذا المساء بفلسطين، وأنّ الجزائر ستعود غدا باسم الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، ومعنا أرواح الآلاف من الأبرياء التي أزهقها المحتل من دون حساب ولا عقاب، ستعود لتدق أبواب المجلس وتطالب بوقف حمام الدم في فلسطين، ولن نتوقّف حتى يتحمل هذا المجلس كامل مسؤولياته ويدعو لوقف إطلاق النار، فإنّ لنا نفوسا لا تمل وعزيمة لا تكل".