من "لافيجري" إلى المحمدية..جزائر الشهداء تحسم معركة الرموز ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين والأكبر في إفريقيا مركز ثقافي بقاعة محاضرات تتسع ل 1500 مقعدا قاعة صلاة ل36 ألف مصلّ..وباحات خارجية تسمح بدخول 120 ألف مصل دار القرآن.. معهد للعلوم الإسلامية لدراسات ما بعد التدرج تسع 300 طالب يمثّل التدشين الرسمي لجامع الجزائر، حدثا استثنائيا، ليس للجزائر لوحدها، بل للأمة الإسلامية قاطبة، لما لهذا الصرح من أبعاد دينية وحضارية تشع على عموم إفريقيا والعالم الإسلامي، بحيث أنه منارة للعبادة والعلم وقبلة للتبادل الثقافي والمعرفي، إضافة إلى كونه رمزا حيّا عن فن العمارة الإسلامية الجزائرية المتفردة. سيسجل 25 من فيفري الجاري، والذي وافق منتصف شعبان، بأحرف من ذهب وينقش على الرخام الجزائري الصلد، كتاريخ يشهد على تدشين جامع الجزائر الأعظم، ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين، والأكبر في إفريقيا. أشرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على مراسم التدشين الرسمي، هذا الأحد، بحضور علماء وأئمة جاؤوا من مختلف البلدان الإسلامية والبلدان التي ترفع فيها الراية الإسلامية، ليشاركوا الجزائر هذه المناسبة المميزة التي تجمع أبعاد الدين الإسلامي الوسطي المعتدل والحضارة السمحة والمنفتحة. ومنذ اللحظة التي أزاح فيها الرئيس تبون الوشاح المزين بالألوان الوطني، على بيان التدشين المخطوط على منصة الخشب الأحمر المطرز، أصبح الجامع الأعظم، مفتوحا لأداء الصلوات كلها، بما فيها الجمعة والأعياد الدينية، متاحة منابره العلمية للندوات والمحاضرات والملتقيات الوطنية والدولية. ولأننا على أيام قليلة من حلول شهر رمضان الفضيل، فإن الموعد القريب، سيكون مع صلاة التراويح، حيث تم الانتهاء من ضبط كافة الترتيبات الخاصة بهذه الشعيرة، خاصة ما تعلق بانتقاء خيرة المقرئين الذي سيصدحون بكلام الله عز وجل، ويرفعونه من مكبرات أعلى مئذنة في العالم. ولأنه جامع كبير، اجتمعت فيه شعائر الدين والعبادة بأبعاد الحضارة والعلم والرسالة، تحمل على صروح ومرافق ضخمة وفي غاية الإتقان عمرانا وفنا وحتى تكنولوجيا، تم إخضاعه لاختبارات دخول الخدمة واستنفدت من أجل ذلك كل أنظمة المحاكاة. ومن أجل أن يكون كل شيء على القدر الذي أنجز من أجله ولغايته، أقيمت مناورات لفرق الحماية المدنية والأمن الوطني، استخدمت فيها أحدث الوسائل والمعدات، وخلصت إلى أن معايير الأمان لا تختلف عن المعايير التي بني عليها المسجد وجعل منها صرحا مميزا. وقبل ذلك اكتمل تنصيب الهياكل الإدارية والعلمية للجامع ومرافقه، ففي العاشر من مارس 2022، عين رئيس الجمهورية، الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني، عميدا للمسجد برتبة وزير. وفي 31 ديسمبر الماضي، صدر مرسوم تعيين الشيخ موسى إسماعيل رئيسا للمجلس العلمي لمسجد الجزائر الكبير، والشيخ عبد القادر بن عزوز مديرا للمدرسة الوطنية العليا للعلوم الإسلامية "دار القرآن". رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي يعرف تمام المعرفة كل حجر وكل زاوية في المسجد الأعظم، منذ أن استلم عملية إنجازه عندما كان وزيرا للسكن، سنة 2012، ويدرك أبعاده وأسراره الروحية والحضارية، و«حارب" منذ انطلاق المشروع الحضاري، المغرضين والمشككين والمتحاملين، أعطى توجيهات وقدم تصريحات، ستكون جوهر رسالة هذا المعلم الإسلامي. لقد تحدث الرئيس تبون، عن المرجعية الدينية للشعب الجزائري، وكيف قاومت الاستعمار الفرنسي لمدة 132 سنة، وظلت راسخة متماسكة، رغم مساعي طمسها وطمس الهوية الجزائرية، من خلال حرب إبادة شنتها جيوشها الغاشمة، على مدار سنين طويلة. ويكفي للتعمق في هذه التصريحات، العودة إلى الأرشيف المخزي للاستعمار في الجزائر، فقد قام على فكرة الاستيطان الخطيرة للغاية، والتي تعني استبدال شعب بآخر، ولا يتم ذلك إلا من خلال حرب إبادة شاملة. ومنذ أن ذكر المستعمر الفرنسي، أن الإسلام هو أساس البنيان المجتمعي والمعرفي الجزائريين، بدأ في دك المساجد وسحقها، وأول ما قام به في العاصمة، هو هدم مسجد "السيدة" والذي كان يوصف من قبل المؤرخين بمسجد "الملوك والعلماء"، وحول موقعه إلى ساحة تجمع للجيوش، هي اليوم ساحة الشهداء، وكان ذلك سنة 1830. لقد قصفت فرنسا الاستعمارية، الجزائريين بالمدافع وهم داخل المساجد، وقتلت الشيوخ والعلماء، وحولت جوامع إلى كنائس. ومع ذلك خرج الإسلام من المساجد وانغرز أكثر وأعمق في قلوب الجزائريين، فتعلموا في الألواح وفي الساحات وفي السهول والفيافي. العلماء والمشايخ، الذي شاركوا الجزائر، مناسبة التدشين الرسمي للجامع الأعظم، مطلعون، ولا شك، على تاريخها الحافل بالكفاح ضد الاستعمار، بل ويرددون دائما أن الجزائر أول أمة مسلمة حارب وانتصرت على قوة غازية حاملة للواء التنصير والتبشير في العصر الحديث. ومع ذلك، سمعوا من رئيس الجمهورية كلاما يؤكد اعتزاز الجزائر بانتمائها الإسلامي، وكيف أنها عادت بعد سنين القهر والإبادة، لتقدم للعالم الإسلامي ثالث أكبر معلم ديني، مخصص للعبادة وطلب العلم. في الجانب الرسالي، يرفع المسجد الأعظم منهج الوسطية والاعتداء، ويعلي قيم التسامح، ويفتح ذراعيه للعلماء وطلاب العلم ورجال الدين من كل أصقاع الأرض، من إفريقيا ومن آسيا وأوروبا والقوقاز ومن الأمريكيتين. هذا الصرح المشع، سيكرس لخدمة الدين الإسلامي، بمحاربة التطرف والغلو، مثلما أكد الرئيس تبون، قائلا: "بأن التطرف لم يفد الإسلام في شيء بل أضر به"، لذلك وجه بمكتبة الجامع التي تحوي مليون مؤلف على "ألا تحتوي الكتب على انزلاقات وأفكار خارجة عن ديننا الحنيف وتقاليدنا ووسطية أجدادنا ومشايخنا". ولأن العلم جزء أصيل من دور الجامع، فلن تقتصر العلوم والمعارف على الشريعة الإسلامية، إذ ستفتح أبوابه للنهل من مختلف التخصصات، كالصيرفة الإسلامية والقانون والاقتصاد. وهذه من توجيهات رئيس الجمهورية أثناء تفقده للمرافق العلمية للمسجد. من هنا بدأ كل شيء بأرقام التاريخ، فإن فكرة بناء جامع كبير في الجزائر، لا عمر محددا لها، إذ يرجع مختصون مطلعون على أسراره، أنها وليدة السنوات الأولى للاستقلال، بحيث طرحتها حاجة البلاد الملحة إلى معلم ديني يجمع الحضارة والتاريخ والثقافة، تطل منه على مواضع انتمائها القاري والعربي والإسلامي. كان التوجه نحو بناء مسجد كبير بمنابر علمية وفقهية، أجمل تكريم لأرواح الشهداء وتضحياتهم، فهم الذين أعلنوا الكفاح ضد الاستعمار ب«الله أكبر" وسالت دماؤهم وهم يرفعون سبابة الشهادة. وأكثر من ذلك، ينسجم تشييد معلم ديني عالمي، مع قيمة استرجاع الدولة من مخالب الاستعمار الغاشم، واسترداد معها هوية شعب بأكمله، لقد تم استرجاع الدولة والانتماء وعاد الدين الإسلامي إلى المساجد التي حولت إلى كنائس بعدما نجت من الهدم والدمار. وهناك من المؤرخين مَن يؤكدون أن فكرة الجامع لم تولد مع فجر الاستقلال، بل قبله بعشرات السنين، بل بما يفوق القرن من الزمن، وأنها قبل أن تكون فكرة، كانت حلما وأماني تسكن نفوس العلماء والمشايخ الذي ساروا على الأقدام لطلب العلم وتعلم الدين في أماكن بعيدة، في الأزهر الشريف والزيتونة وغيرهما.. كان هؤلاء، يرون لمصر وتونس، معالمها الدينية الكبيرة، ولا يجدون في بلدهم الجزائر، سوى بطش المستعمر وأجراس الكنائس، لكن الحلم الذي راودهم طويلا انتقل كالرسالة وكالإرث النبيل، جيلا بعد جيل إلى أن تجسد أخيرا وصار للجزائر معلمها. وأول تأصيل فعلي لبناء هذا المشروع الحضاري، كان بتاريخ 24 أفريل 2005. في هذا اليوم، صدر المرسوم التنفيذي رقم 05-137 في الجريدة الرسمية والمتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لإنشاء مسجد الجزائر. بعد 6 سنوات كاملة، وضع حجر أساس بنائه، على قطعة أرضية، ببلدية المحمدية، المطلة على خليج الجزائر العاصمة، وحددت له في البداية مساحة ب27 هكتارا، قبل أن تمتد إلى 30 هكتارا. لقد وضع حجر الأساس بتاريخ 31 أكتوبر 2011، بعد دراسات فنية عميقة ومعقدة، دامت أزيد من 4 سنوات، تكفل بإعدادها مكتب دراسات ألماني، قبل أن تفوز شركة صينية عملاقة بصفقة الإنجاز. صدف ورمزية اختيار موقع المسجد لا تكاد تنتهي، ودائما ما حملت رمزية أدهشت القائمين على المشروع، الذي استنفر أجود العقول الجزائرية وأقوى سواعدها في إخراج الطراز العمراني الجمالي والدلالة الدينية والعلمية بالشكل الفاخر الذي انتهى إليه اليوم. وتاريخ 31 أكتوبر، صادف وضع حجر الأساس، ولكنه يصادف أيضا تاريخ ميلاد كبير أساقفة فرنسا ورائد التبشير، الكاردينال شارل مارسيال لافيجري، سنة 1825، الذي أخذ المنطقة اسمه عنوة إلى غاية الاستقلال. سرعة بديهة الجزائريين وقوة تشبثهم بدينهم ومرجعيتهم، دفعتهم وفور طرد الاستعمار الفرنسي، إلى إزاحة إسم "لافيجري" من المكان، وإطلاق اسم "المحمدية" عليه، نسبة إلى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام. لقد اختار الكاردينال شارل لافيجري من هذه النقطة، بوابة لنشاطه التبشيري نحو إفريقيا كلها، فأسس جمعية (مدرسة) للآباء البيض، سنة 1867، بعد العام الأول من قدومه إلى الجزائر، حاملا مشروع إخراج الشعب الجزائري من ملة الإسلام. المساحة الأرضية التي احتضنت مدرسة الآباء البيض، كانت هي ذاتها، ومن الصدفة، المكان الذي احتضن تصميم دار القرآن، ضمن المخطط الذي أعده مكتب الدراسات الألماني، وكأن إرادة القدر أصرت على أن تمحوَ هذه الدار دنس لافيجري إلى غير رجعة. جغرافية المكان لجامع الجزائر، لم تتوقف عن إثارة الرمزيات الخالدة، ومثلما سيكون الجامع الأعظم الحصن الديني المتين للجزائر وللعالم الإسلام، كان الخليج الذي شيد فوقه حصنا منيعا ضد حملات احتلال العاصمة زمن الحروب الصليبية في القرن 14. ومقابل الذي يطل عليه، هلك أسطول الملك الإسباني شارلكان، إذ يؤكد المؤرخون أنه وفي عام 1541، وحينما ضرب حصارا مطبقا على العاصمة، وبعد مقاومة شديدة من سكانها، دمرت سفنه في عرض البحر على وقع ريح عاصف، أسقطت تاج الملك النصراني ومن يومها لم يضع تاجا على رأسه. الرمزية الأخرى ولعلها الأقوى، ترتبط أيضا بجغرافية العاصمة، رمز سيادة ووحدة الدولة الجزائرية، فقد ظل تمثال كنيسة السيدة الإفريقي التي أسست سنة 1872، أعلى معلم ديني يراه كل من يدخل مدينة الجزائر. لكن مصممي المسجد الأعظم، أصروا على تغيير الوضع، برفع راية الإسلام، على منارة تبلغ أقصى طول ممكن، بحيث تفوق علو الربوة التي شيد عليها تمثال السيدة الإفريقية أو يفوقها، وهنا يكمن سر بناء مئذنة المسجد على علو ناهز 265 مترا. لقد جمع جامع الجزائر، خصوصية المكان والزمان بخصوصية تاريخ الجزائر، جاعلا من الاختيارات التي حددت مساره من الفكرة إلى التجسيد، ذات دلالات عميقة ورمزيات فريدة، أصبغته بكل مقومات التفرّد الفكري والروحاني عن بقية الصروح الدينية. أما عن تسمية الجامع، فقد اختير اسم "الجزائر"، لما له من دلالة عن حمل البلد وشعبه، وحتى ينثر نقاء شعائره وغزارة عمله للأمة الإسلامية كافة، باسم الجزائر. صرح معماري على أعمدة إسمنتية صلبة، يفوق عددها 615 عمودا، خرج مسجد الجزائر الأعظم من تحت الأرض واعتلى سطحها ليمتد على قاعة صلاة فسيحة تزيد مساحتها عن 22000 متر مربع، وتسع 36000 مصلي، أما إجمالي المصلين بساحاته وباحاته الخارجية فيصل 120 ألف مصل. وكل مولي وجهه تجاه القبلة، سيضع جبينه ساجدا لله، على سجاد جزائري فخم، محكم الطرز، منتقى الألوان، جامع لكل مناطق البلاد، شمالها وجنوبها، شرقها وغربها، إذ تتوسطه رموز كافة مناطق الوطن المعروفة بنسج الزرابي وعددها 12، كما يمثل 29 منطقة حول الوطن استوحي منها تصميمه الزاخر. محرابه، بطلعته الباسقة وزخرفته الذهبية المضيئة، يتضمن أسماء الله الحسنى 99، مخلدة بأصالة جزائرية، ونمط أندلسي مغاربي، ومنمق بالخط العربي والمنمنمات والفن الزيتي. وعلى جانبه الأيمن، المحراب ذو السبعة أمتار، والذي يعمل بخاصية الإخفاء تحت الأرض. في قلب قاعة الصلاة. وفوق السجاد الفاره، تتوسط الجامع الثريا؛ إنها الأكبر في العالم، بوزن 9,5 أطنان وقطر ب13,5 متر، يتشكل من 360 ألف بلورة من الكريستال الخاص، مطلي معدنها الصلب بالذهب الخالص من عيار 24 قيراطا. إذن، هو ثالث أكبر مسجد في العالم، بثالث أكبر قاعة صلاة في العالم، بعد الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف، تعلوه مئذنة سامقة شامخة بارتفاع 265 مترا، تحمل 43 طابقا علويا وطابقين أرضيين، تضم متحفا وفضاء للراحة وصومعة زجاجية، يمكن بلوغها ب17 مصعدا. المئذنة الشاهقة وبحسب القائمين على بنائها، شيّدت على قطر يبلغ 27 مترا، تأخذ أشكال المربع في زينتها، اقتداء بفن العمارة الإسلامية في الجزائر، تقسم طوابقها بين متحف ب15 طابقا، ومركز أبحاث ب10 طوابق، مع منصتين لمشاهدة العاصمة وساحلها البحري من عل، زائد طوابق أخرى للراحة. أما دار القرآن، فهي معهد للعلوم الإسلامية لدراسات ما بعد التدرج، بدأت هذه السنة في استقبال طلبة طور الدكتوراه، وتسع 300 طالب علم، يتم إيواؤهم في 300 غرفة فخمة زائد 15 غرفة مخصصة لإيواء الأساتذة المدرسين. هذه الدار، وباعتبارها الهيكل العلمي للجامع، تضم قاعات تدريس وقاعة محاضرات، إضافة إلى أماكن للراحة وعيادة طبية. وفي الجهة الجنوبية للمسجد، شيد المركز الثقافي بقاعته للمحاضرات التي تسع 1500 مقعدا، تخصص لتنظيم الملتقيات والندوات العلمية والفكرة ذات بعد وطني ودولي. وبمحاذاته توجد المكتبة الضخمة والمقسمة على ثلاثة مبانٍ؛ مبنى للإدارة ومبنيان لاستقبال طلبة العلم والمعرفة الذين توفر لهم مليون كتاب، ويمكن أن تستقبل 3400 زائر. وإلى جانب مباني الإدارة والحماية المدنية والأمن، شيد الجامع الأعظم بأحدث تقنيات السلامة والأمان، إذ يرتكز هذا العمران الشاهق على أحدث الدعامات الممتصة للهزات الأرضية بنسبة 70٪، من خلال نظامي العزل وامتصاص الصدمات الموزعين تحت قاعة الصلاة. زينة المسجد وزخرفته، استخدمت فيهما، بحسب القائمين على المشروع، كافة قواعد صنع الجمال، كالرقم الذهبي ومتتالية فيبوناتشي، وتوزعت على الزخرفة الهندسية، النباتية والخطية. استلهمت كافة الأشكال والتقاسيم المميزة، من التراث المعماري الجزائري الحافل بأنواع راقية. ويربط الجامع الأعظم جسرا يصله بالشاطئ المحاذي، ويحتوي على حظيرة للمركبات في الطابق الأرضي تسع 6 آلاف سيارة، ويوفر كامل شروط الراحة والطهارة للمصلين والزوار الذين يدخلونه من أبوابه الأربعة، هي: الفتح، النصر، المحمدية والمصالحة. دشن مسجد الجزائر الأعظم، الذي سيسجل كثالث أكبر معالم العالم الإسلامي، يحمل راية التوحيد، ويشع بمنهج الوسطية والاعتدال، ويوفر مناهل العلوم، ويمنح الكراسي للمشايخ والعلماء. لقد بنت الجزائر مسجدها، الذي يعزز مرجعيتها الدينية ويؤكد انتماءها ويعلي من قدر الدين والعلم، ليطمس كيد الكائدين والحاسدين الذي أرادوا له ولتراب المحمدية أن يظل أثرا مخلدا لمدرسة الآباء البيض، وعملوا على النيل من الصرح بحملات مغرضة، لكن إرادة المخلصين من الوطنيين انتصرت، وسيظل المسجد معلما ظاهرا وعلم الجزائر خفاقا على ضفة البحر المتوسط.