صعدت 30 مرة إلى منصة التتويج خلال الموسم المنصرم التقينا بدراج المنتخب الوطني حمزة ياسين، الذي كان أول رياضي جزائري يخطف تأشيرة المشاركة في الألعاب الأولمبية باريس 2024، حيث أكد لنا الأخير بأنه حقق أفضل موسم بمشواره الرياضي، بعدما صعد فوق منصة التتويج في ثلاثين مناسبة، بينها 18 مرة توّج فيها بسباقات الاتحاد الدولي للدراجات، موضحا بأنه أوّل دراج جزائري يحقق هذا الرقم على مدار التاريخ، كاشفا بأن هدفه خلال الأولمبياد إنهاء المنافسة في المراكز ما بين 10 و20، حتى يحقق حلم صباه بلفت أنظار الفرق المحترفة، الأمر الذي سيسمح له من التنافس في سباقات (الوورلد تور)، كما تحدث عن تجربته بفريق شرطة دبي وعن تعاقده مع فريقه الجديد مدار، وعن العديد من الأمور المهمة في مسيرته الرياضية، في هذا الحوار: الشعب: كنت أول رياضي جزائري يقتطع تأشيرة التأهل لأولمبياد باريس 2024، كيف تجري التحضيرات لهذا الموعد الهام؟ حمزة ياسين: شرعت في التدريبات رفقة مدربي دحمان عبد السلام، بعدما قررت توقيف موسمي الرياضي لمدة عشرين يوما حتى أخلد قليلا للراحة بعد موسم شاق، الآن أسخر ما تبقى من وقت من أجل التحضير الجيد للألعاب الأولمبية باريس 2024، هدفي الأول الآن هو التألق في الألعاب الأفريقية بالعاصمة الغانية أكرا، هي أول منافسة سأخوضها تدخل ضمن التحضيرات للأولمبياد، وبعد شهر رمضان سنمر للمرحلة الثانية من التحضيرات للأولمبياد، أين سنرفع النسق لكي أدخل أكبر محفل دولي بقوة، أتمنى أن أكون في أفضل مستوى لإشرف الراية الوطنية. مثلما يعلم الجميع فإن الدراجين الجزائريين خلال المشاركات السابقة عجزوا عن إنهاء مسافات السباق، وخلال الأولمبياد المقبل سأسعى لإنهاء السباق بالرغم من صعوبة الأمر، أتمنى أن لا يعيقني المسلك، أشعر بأنني أتواجد في أفضل مستوى من الناحية البدنية، والأرقام التي سجلتها هذه السنة تؤكد بأنني تطورت كثيرا مقارنة بالسنوات الماضية. - منذ كنت في الأصناف الشابة الجميع كان يرشحك لتصبح أحد أفضل الدراجين الجزائريين، مستواك في منحنى تصاعدي منذ ذلك الوقت، وأنت الآن تحمل ألوان فريق شرطة دبي الإماراتي، حدثنا عن تجربتك الاحترافية؟ عندما كنت في فئة أقل من 23 سنة كنت أحقق نتائج جيدة صحيح، بعدها حدثت لي بعض الإصابات التي منعتني من تطوير إمكانياتي أكثر، لكن بالعمل عدت إلى الواجهة وحملت خلال الموسمين الفارطين ألوان فريق شرطة دبي الإماراتي، الذي يعتبر فريق شبه محترف وفر لي الإمكانيات اللوجيستيكية اللازمة، وهو ما سمح لي بتحسين مستواي وأرقامي خصوصا أن فريق شرطة دبي يشارك كثيرا في مختلف الدورات والسباقات، وهو الأمر الذي يساعدك على تحسين مستواك. هذا الموسم كنت في أفضل مستوى والحمد لله، حيث بدأت مع التصفيات الأفريقية المؤهلة للأولمبياد في البطولة الأفريقية التي نلت فيها المركز الثاني، ولولا الخطأ التكتيكي الذي قمت به خلال السباق، لكنت قد أنهيته في المركز الأول.. لكن الحمد لله المركز الثاني سمح لي بالتأهل للأولمبياد، وبعد هذا المشوار فزت بسباقات في المنافسات الأفريقية .. وصعدت ثلاثين مرة الى منصة التتويج بينها 18 ميدالية ذهبية، وهي أفضل نتيجة يحققها دراج جزائري على مرّ التاريخ برياضة الدراجات في سباقات الاتحاد الدولي للدراجات، حيث خضت العديد من السباقات في أفريقيا وآسيا وأوروبا. أتمنى أن تكون سنة 2024 أفضل من سابقتها من حيث النتائج المحققة، الآن عدت إلى الجزائر وسألعب بألوان الفريق الحديث النشأة مدار، الذي أعتقد بأنه سيقدم لنا الإضافة لكي نكون في المستوى العالي، وكما تعلم الشباب المتواجدين بالفريق يحضرون لكي يكونوا في المستوى، ومتأكد بأنه بفضل الإمكانيات التي سيضعها فريق مدار، وبنفس التحضيرات والمشاركات الدولية لدراجي المنتخب الوطني في مختلف السباقات عبر العالم، سيكون هناك أكثر من دراج جزائري حاضر خلال الألعاب الأولمبية 2028 بلوس أنجلس الأمريكية، أعي أن ذلك صعب خصوصا أن أفضل فريق في العالم يملك 4 دراجين فقط متأهلين للألعاب الأولمبية بباريس، ولكي يكون لك دراجيْن أو ثلاثة متأهلين للألعاب الأولمبية أمر صعب لكن سنقوم بكل ما في وسعنا لكي نكون في المستوى العالي، خصوصا مع الإمكانيات التي سيوفرها لنا فريق مدار، الذي كون فريقا من الشباب وأصحاب الخبرة، حيث سأعمل على وضع خبرتي تحت تصرف الشباب الصاعد لمساعدتهم بهدف تشريف الراية الوطنية خلال المحافل الدولية المقبلة. - ستكون الدراج الجزائري الوحيد المشارك في أولمبياد باريس في أول مشاركة لك، حتما ستعمل مع دراجين آخرين، للعمل على تحقيق نتيجة إيجابية في الأولمبياد؟ في المستوى العالي ومع المحترفين ليس هناك صديق في المنافسة كل واحد سيمثل بلده، الجميع يعلم بأنه من الصعب أن تخوض ألعاب أولمبية في رياضة الدراجات وحيدا دون فريق يساعدك، كل المحترفين المتأهلين لديهم تحضيراتهم الخاصة وهدفهم في هذه الأولمبياد، وهناك دراجين سيشاركون للتضحية من أجل رائد فريقهم لمساعدته على الفوز، وهو ما سيزيد من صعوبة المنافسة بالنسبة لي، ما يهمني هو أن أكون جاهزا من الناحية البدنية والفنية وأكون مركزا جيدا خلال المنافسة حتى لا أرتكب أخطاء، حتى أكون في كل يوم من المنافسة مع أصحاب المقدمة، مسافة السباقات لا تقل عن 280 كلم وهذا ليس بالأمر الهين، حتى لكي تتدرب لإنهاء مسافة 280 كلم كل يوم صعب أن تحقق ذلك، على سبيل المثال أكبر سباق شاركت فيه كان بمسافة 220 كلم في 2019 برواندا. - لكن عندما نقول رواندا يعادل ذلك التسابق في المرتفعات، أليس كذلك؟ صحيح، عندما نقول رواندا هي سباقات كلها في المرتفعات، ولا يمكننا مقارنة ذلك بما هو موجود في باريس، لكن تبقى 280 كلم مسافة طويلة، أملك خبرة في السباقات بحكم مشاركتي في عدد كبير منها منذ بداية مسيرتي الاحترافية، رفقة مدربي حضرنا برنامج عمل للتحضير لمسافة 280 كلم، لكي نكون جاهزين مائة بالمائة بإذن الله. - ما هو هدفك الشخصي خلال الألعاب الأولمبية؟ الهدف الذي أصبو لبلوغه خلال الألعاب الأولمبية هو البروز، وإنهاء المنافسة في مركز ما بين 10 و20، الأمر الذي سيسمح لي بلفت أنظار الفرق المحترفة، ومن دون شك سيتصل بي بعدها فريق أو اثنين لتدعيم تشكيلتهم، الأمر الذي سيمسح لي بالمشاركة في وورلد تور، (أفضل سباق في المستوى العالي برياضة الدراجات على الطريق عند الذكور)، وسيكون ذلك بمثابة تحقيق حلم الصبا، نحن في رياضة الدراجات لدينا فرص ضئيلة للبروز والتنقل للاحتراف، لأننا لا نشارك مع المحترفين في سباقات الوولرد تور وهو ما لا يسمح بمعاينتنا عن قرب، تلقيت في السابق العديد من الاتصالات بحكم النتائج التي حققتها، وترتيبي على مستوى السباقات المعتمدة لدى الاتحاد الدولي للدراجات، لكن مشكلتي في عدم تلقي دعوات للمشاركة في سباقات كبرى، وهذه السنة مع تأسيس فريق مدار المحترف، سيمكننا البروز وإظهار إمكانياتنا في السباقات الكبيرة، وربما بعد سنتين على الأكثر سيتطور مستواي أكثر وأكون أفضل دراج جزائري على مدار التاريخ، الأمر الذي سيفتح الباب أمام دراجين آخرين في المنتخب الوطني للبروز وتحقيق نتائج أفضل من التي حققتها أنا حاليا، حتى تصبح مشاركة الجزائريين في الاولمبياد وفي أكبر السباقات الدولية تقليدا، يسمح للدراجة الجزائرية بالتنافس في أعلى المستويات، وهذا ما يبحث عنه كل دراج جزائري.