يشكّل التضامن الحكومي في ضبط السوق وتموينه للحدّ من التذبذبات وكلّ أشكال المضاربة، عن طريق تنظيم الأسواق الجوارية التضامنية عبر الوطن بمشاركة التجار والمتعاملين الاقتصاديين العموميين والخواص، ميزة وبصمة خاصة بالجزائر، خاصة فيما تعلّق بتوفير المنتوجات الواسعة الاستهلاك خلال شهر رمضان، حيث ترتفع نسبة الاستهلاك بسبب تمسّك الجزائريين بعادات وتقاليد استهلاكية خاصة تميّز شهر الصيام عن باقي السنة. ينتظر أن يعرف شهر رمضان بفضل هذه الأسواق التضامنية إلى جانب مخطط التموين الذي سطّرته وزارة التجارة بالتنسيق مع شركائها من وزارة الفلاحة، المتعاملين الاقتصاديين، جمعيات التجار وحماية المستهلك، حركية اقتصادية واستقرارا من حيث وفرة المنتوجات عبر مختلف الولايات سيما الفلاحية منها واللّحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء. جدوى اقتصادية في هذا السياق، أوضح عصام بدريسي الأمين العام والناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين ل "الشعب" أنّ الأسواق الجوارية التضامنية الرمضانية أثبتت جدواها الاقتصادية والاجتماعية، بمشاركة المتعاملين الاقتصاديين والتجار الخيّرين ممثلين بالاتحاد، مشيرا إلى أنّ هذه المشاركة في هذا النوع من باب المواطنة والتضامن الوطني، القاسم المشترك بينهم هو البيع بالتخفيض والبيع الترويجي، البيع المباشر. واعتبر بدريسي أنّ الأسواق التجارية التضامنية تعتمد على توفير فضاء تجاري للمستهلك الجزائري لاقتناء مختلف المنتوجات التي يحتاجها سيما الغذائية منها والواسعة الاستهلاك، حيث ستكون كلّ المواد موجودة ومتوفرة خاصة بعد تصحيح كلّ الاختلالات المسجلة في السنوات السابقة. وأكّد المتحدّث أنّ هذه الأسواق الرمضانية ستعرف في المنتصف الأول من رمضان وفرة في المنتوجات الغذائية فيما سيتم التركيز خلال المنتصف الثاني على المنتوجات التي تدخل في صناعة الحلويات وكذا الأواني والألبسة، وهذا تماشيا مع النمط الاستهلاكي للعائلة الجزائرية طوال شهر رمضان وتعزيزا للقدرة الشرائية للمواطن البسيط عبر البيع بالتقسيط أو بتخفيض السعر وبكميات كبيرة، مشيرا إلى أنّ فئة الحرفيين أيضا ستشارك في هذه التظاهرة التضامنية. وحسب الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين ينتظر فتح 541 سوق جواري لتوفير المواد الغذائية طيلة شهر رمضان بمعدل في كلّ دائرة سوق تباشر باقي الأسواق نشاطها تدريجيا حسب الفضاءات الممنوحة من طرف البلديات والولاة، متوقعا ارتفاع العدد. تنافسية متوقّعة في أسعار اللّحوم الحمراء.. وتحدّث بدريسي عن تخفيضات في الأسعار بالنسبة للمتعاملين الاقتصاديين وحتى التجار تتراوح ما بين 10% إلى 25%، وهو ما تم البدء في لمسه بالميدان عن طريق إشهار الأسعار وستكون ظاهرة أكثر خلال شهر رمضان. وثمّن المتحدّث المقاربة التشاركية لوزارة التجارة والعمل الاستباقي تحضيرا للشهر الفضيل، حيث قال أنّ كلّ المؤشّرات إيجابية وتوحي برمضان متميّز هذه السنة ومستقر في الأسعار وتراجع أسعار بعض المواد سيما اللّحوم الحمراء، التي ستدخل بقوّة خاصة بعد القرار القويّ والشجاع لرئيس الجمهورية القاضي باستيراد اللّحوم الحمراء بأسعار مسقّفة وتبسيط الإجراءات وإعادة النظر في تسقيف أسعار في اللّحوم بالعظام المستورة من أوروبا إلى 1335 دج بهدف ربح الوقت وتوفيرها قبل شهر رمضان، حيث ينتظر الوصول خلال الأسبوع الأول منه إلى 111 ألف طن، ما سيتيح للمستهلك هامش حرية في الاختيار بين اللحم المفرغ من الهواء المستورد من البرازيل، أو بين اللحم بالعظام المستورد من أوروبا سيما اسبانيا، أو لحم الأغنام المستوردة والمنتجة محليا، حيث توقّع انخفاض سعر اللّحوم الحمراء إلى 1000 دج بسبب المنافسة. في المقابل، أوضح بدريسي أنّ التحدي يكمن في الحفاظ على هذه المكاسب لما بعد رمضان، والخروج من تسيير الأزمات واختلالات السوق إلى استقراره لمدة سنة، خاصة وأنّ الكثير من التجار الخيّرين استجابوا لكلّ الدعوات المنادية بضرورة التحلي بالرحمة تجاه المواطن، وهو أمر ليس حكرا فقط على الدول الأوربية التي تتضامن مع المسلمين خلال شهر الصيام، في المقابل طالب بإلغاء رخصة البيع بالتخفيض استثنائيا في رمضان والمناسبات الدينية بهدف إعطاء الفرصة وتحفيز التجار تلقائيا لتخفيض الأسعار وبالتالي أخلقة العمل التجاري. من جهة أخرى، دعا الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين إلى ترشيد الاستهلاك وأخلقته وتفادي التبذير والابتعاد عن اللهفة، والتفكير حتى في تجريم التبذير الاستهلاكي في كلّ المجالات. ترجمة البيع المباشر من المنتج للمستهلك من جهته، اعتبر الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني، الأسواق التجارية ترجمة للبيع المباشر من المنتج إلى المستهلك واختصار لسلسلة التوزيع وبالتالي القضاء على أشكال المضاربة ومن خلال توفير المواد الاستهلاكية وعرضها بأسعار في متناول الجميع ما يضمن حماية القدرة الشرائية. وأوضح سليماني في تصريح ل "الشعب"، أنّ هذه الأسواق تحقّق الوفرة الإنتاجية سيما بالنسبة للسلع المدعّمة على غرار الحليب، السكر وغيرها، من خلال تحقيق التوازن بين العرض والطلب الذي يزداد بكثرة خلال الشهر الفضيل سيما على المواد الواسعة الاستهلاك. ويرى المتحدّث أنّ هذا النوع من الأسواق هي في حدّ ذاتها أداة ترويجية وتسويقية لمختلف السلع والمنتوجات واتصالية مباشرة مع المستهلك، سيما الجديدة منها، حيث يتعرف عليها مباشرة ويجربها يضمن - حسبه – الوفاء للعلامة التجارية. "رمضان في القصر " .. موعد بين المنتج والمستهلك في ذات السياق، يشكّل المعرض التجاري "رمضان في القصر "الذي يحتضنه قصر المعارض "صافكس" بين 11 مارس إلى 05 أفريل من السنة الجارية، تقليدا سنويا للمرة الرابعة على التوالي تزامنا مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، وهذا في إطار التضامن المباشر مع المواطن من خلال توفير كلّ ما يلزم من حاجياته اليومية ورغبات المستهلك والعائلة الجزائرية على حدّ سواء طوال شهر الصيام. التظاهرة المنظمة من طرف شركة الجزائر للمعارض فرع مجمع "صافكس"بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة مزغنة ومديرية التجارة وترقية الصادرات لولاية الجزائر، سيعرف لأول مرة مشاركة مؤسّسة سوق الفلاح الجديد بعدّة عارضين يمثلون مختلف القطاعات والشعب. وتعرف هذه التظاهرة ديناميكية منذ طبعتها الأولى المنظمة سنة 2021 من حيث المشاركة، من خلال جلبها لاهتمام الشركات الجزائرية الناشطة في مختلف القطاعات والشعب وتمكينها من فضاء لعرض وبيع مختلف المنتجات الواسعة الاستهلاك وكذا المطلوبة بكثرة خلال شهر رمضان، على غرار المواد الغذائية ( لحوم، خضر وفواكه .. الخ)، الأجهزة الكهرومنزلية، ملابس ومنسوجات، أواني ومستلزمات منتجات تقليدية وحرفية، مواد التغليف ومواد التنظيف. وحسب مصدر معلوم من الجهة المنظمة، يمثل هذا الموعد السنوي واجهة اقتصادية تجلب اهتمام المؤسّسات المشاركة على مساحة عرض إجمالية تقدر ب ألف م، حيث تم تسجيل أكثر من 90 مشاركا برواق الأهقار، مع الإبقاء على التسجيلات مفتوحة لكلّ من يرغب بالمشاركة في هذا المعرض التجاري، إلى جانب اهتمام المواطنين الذين اعتادوا على هذا الموعد لاقتناء كلّ جديد مطروح في السوق بكلّ أريحيّة، وتلبية حاجيات ورغبات المستهلك الجزائر يضمن برنامج تظاهرة رمضان في القصر، كما ستكون العائلات الجزائرية على موعد مع برنامج ترفيهي وعدّة نشاطات خلال سهرات عطل نهاية الأسبوع.