قررت فاطمة مشري استغلال ما تزخر به ولاية البيض من الثروة الحيوانية فهي تحصي أكثر من مليونين رأس من الماشية، وتحولها إلى منتج صناعي بمقاييس عصرية، ولما لا المنافسة وطنيا، عبر تقديم صوف عصري موضب مثلما يبحث عنه ويريده أصحاب مصانع النسيج، واستطاعت في ظرف وجيز إطلاق مشروعها كأول امرأة بولاية البيض تخوض هذا المجال وتستثمر فيه. أطلقت مشري مشروعها منذ حوالي السنة بولاية البيض، وبحثت أول الأمر عن الصوف كمادة أولية ورئيسية لمشروعها، ولهذا السبب اتصلت بمختلف الجهات المرتبطة بإنتاج الصوف، من الموال إلى مديرية الفلاحة، بحثا عن أفضل الطرق للحصول عليه وبأقل تكلفة، لذلك توجهت إلى كبار الموالين، بمناطق المحرة، الرقاصة، الغاسول والكاف لحمر، وربطت علاقات مهنية مميزة مع كبار الموالين بهذه المناطق للحصول على الصوف، وكان لها ذلك، حيث ساعدها في الحصول عليه، سعره المنخفض لا يتعدى في أغلب الأحوال 25 دج للكلغ. بعد حصولها على الصوف، وجدت فاطمة مشري، صعوبات كبيرة في إطلاق المشروع بسبب صعوبة الحصول على العتاد والمعدات اللازمة لتوضيب الصوف وتحويله من مادة خام، إلى منتوج صناعي بمقاييس عصرية، حيث أن أغلب مصانع النسيج حاليا تعتمد على الصوف الصيني المستورد والأقل تكلفة، لذلك قررت الحصول على العتاد اللازم لتحضير الصوف وتحويله الى منتوج صناعي ينافس ما هو متوفر بالسوق. ولأجل ذلك اتصلت بالصندوق الوطني للتأمين عن البطالة للحصول على الآلات اللازمة، هذا الأخير وفر لها ثلاث آلات لإنتاج الصوف الصناعي، ما سمح لها بإطلاق مشروعها، تقول مشري في هذا الخصوص، أنها تمكنت من الحصول على العتاد اللازم ووضعه في مستودع وبداية النشاط بقدرة انتاج تقارب 2 طن من الصوف كبداية، رغم أن المستودع لا يفي بالغرض المطلوب ليكون مؤسسة انتاج حقيقية من حيث الضيق ونقص الربط بمختلف الشبكات كالماء والغاز، رغم ذلك تحدت كل الصعاب وأطلقت مشروعها وبدأت في الانتاج. بعدها، سعت الى تسويق منتوجها، ولم يكن سهل بالنظر الى المنافسة القوية للصوف المستورد، ولم يكن بإمكانها التوجه الى مصانع النسيج الوطنية، لذلك تقوم حاليا ببيع منتوجها من الصوف على أصحاب محلات بيع الأفرشة وبكميات لازالت قليلة بسبب نقص الإنتاج والطلب، لذلك توجه فاطمة مشري نداءها إلى السلطات المحلية بالبيض، للإسراع في منحها عقار صناعي يساعدها على تطوير نشاطها والدخول في مجال المنافسة الوطنية. وتؤكد أن حصولها على العقار الصناعي سيسمح لها بتوفير منتوج صناعي من الصوف عالي الجودة، خاصة وأن المادة الأولية من الصوف متوفرة بكميات كبيرة وبأرخص الأثمان، بل إن الكثير من الصوف الذي تجمعه تأخذه بدون مقابل من الموالين، أمر يقلل من تكلفة الإنتاج ليبقى العائق أمامها حاليا هو الحصول على عقار صناعي ملائم يساعدها على تطوير نشاطها، وتقديم منتوج صناعي ينافس في السوق المحلية من جهة، ومن جهة أخرى توجيه المتربصين بقطاع التكوين المهني بالبيض الى مصنعها، لتكوينهم في مجال هذه الصناعة.